أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه














المزيد.....

هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5678 - 2017 / 10 / 24 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الاغريق
نحو الهاويه
تبدو الأمور تسير بأتجاه الوقوع في حفرة النهايه التاريخيه لدوله أسمها بلاد الرافدين. أنه ليس بتنجيم منجم ولا بأدعاء عارف بالغيب, ولكن وقائع صادمه تنبأك بهذا المصير, وهو مصير ليس بالحتمي, ولكن يبقى في حيز المتوقع أو الأقرب الى الوقوع.
يقول أبن خلدون في مقدمته أن الدول تشيخ كما يشيخ الأنسان وتكون نهايتها الموت , ويعتريها النسيان , هذا أمر طبيعي ولكن من الملاحظ أن هناك ما يعجل بهذا الموت الا وهو السلوك الشاذ لنشاطات الدوله والمجتمع, وكما أن الأنسان جهله وسلوكه الشاذ يقوده الى هلاكه, كذلك الدوله بمجموعها ستأول الى هذا المصير أن أبتعدت عن العقلانيه وسلكت سلوك الفساد.
أن ما يؤرقني ويؤجج فيّ عواطف الألم , وما يعتريني من هواجس اللوعه والحزن على بلد عريق كبلاد الرافدين هو زحفه نحو الهاويه والأمر في الأمر عندما يكون هذا الأمر يتم على أيدي أبناءه , والأدهى في الموضوع عندما يكون الكثير من أبناءنا يسعون في هذا الأتجاه على سبيل القصد .
أن ما قفز في ذهني ليس حلمآ ولا تأثرآ بما جاء في المسرحيه الكاذبه التي تسمى نهاية التاريخ, تلك الأكذوبه التي أراد الغرب تمريرها على أبناء حضارات عريقه سعيآ لأزاحتها من الوجود , ولكن قصة أنحلال بلاد اليونان , وما حدث لها بعد موت القائد التاريخي الأسكندر المقدوني عام 323 ق.م . ذلك القائد الذي وصلت فيه بلاد اليونان الى أزهى عصورها رابطآ الشرق بالغرب فتبوأت بلاد اليونان مكانتها بالعالم القديم بأزهى صوره وأجمل حله. بأختصار شديد أن ما ترتب من جراء موت هذا القائد أن خمسه من مساعديه , وهم من قواد جيشه قد أنقسموا على أنفسهم, وطمع كل واحد منهم الى تحقيق مآربه الشخصيه, المتمثله بسعي كل منهم الى تحقيق سيادته على غيره من القاده الآخرين, فقاد هذا الى صراع دامي , ومذابح بشريه أهلكت الحرث والنسل مما قوض أركان هذه الدوله العظيمه , والتي كانت سيدت العالم آنذاك , وجعلها مقصد لهجمات بربريه ذات طابع خارجي , مستفيده من حالة التناحر الداخلي, فضعفت الدوله مما أغرى بالجفاة من الشعوب والسيئين من ذات الشعب بالقضاء على الحضاره اليونانيه ليحلوا مكانها الأعراف والتقاليد البدائيه وسيادة النزاعات العسكريه على المشهد اليومي, كما تشكلت مجاميع وأحلاف من المدن اليونانيه أضرمت نيران الصراع الداخلي بين شعب كان سيد العالم.
في خضم هذه الظروف السيئه والشاذه, أختفت فضيلة مفهوم المواطنه لتسود بدلها نزعه قوامها طلب المال والثراء السريع بأي طريقه ووسيله, وأرتفع منسوب الأنغماس في حياة المتع الحسيه والترف المصطنع.
هذه الظروف الشاذه أغرت الكثير من المتنفذين والسراق من الأستيلاء على مصادر الثروه بالبلاد, فأختل الميزان الأجتماعي وظهرت الطبقيه بأبشع صورها والأستغلال بأحقر مظاهره, فتفشت البطاله وعمت الجريمه وأنتهكت الحقوق , وحل الخراب في كل أركان المجتمع لأن الدوله قد فقدت وظيفتها بتوفير الأمن والأمان للناس , والوقوف بوجه الفساد فكانت النتيجه تعاظم أعداد الشحاذين في الشوارع والأزقه وأنتشرت الجريمه , وغرق المجتمع بالفساد الأخلاقي, حصيلة القول هو ما أشبه اليوم بالبارحه في عراقنا, فالأمن مفقود , والحقوق ضائعه والتنافس الغير شريف من قبل القوى والقاده السياسين على أشده, والعداله الأجتماعيه مفقوده , والجريمه على أشدها , والأخلاق في الدرك الأسفل في سلم القيم , والتفكك الأجتماعي في أسوء حالاته والأنهيار الأقتصادي على وشك الوقوع والتقاتل الطائفي اخذ مأخذه والتدخل الخارجي يذكي كل النزاعات القوميه والأثنيه والطائفيه لتسعير النزاع لكي تضعف أركان الدوله وبالتالي أنهيارها لكي يتقاسم الأقوياء ما تبقى من ثروة البلد الذي أنهكوا قواه بمؤامراتهم , وأنانية وجهل أهله. أنها حقيقه مره وصادمه , وها نحن نعيش الآن المأساة في فصولها الأخيره , فان لم يضع أهل العراق حدآ لهذه المسرحيه فستنتهي بمأساة تتعانق فيها حضارة بلاد الرافدين مع بلاد اليونان (الأغريق) عناق النهايه الأبديه والتي سوف لا تتعرف عليها الا من خلال صفحات التاريخ , وتكون من صنف الأقوام الغابره , كعاد وثمود , وهي نتيجه حتميه أذا سارت الأمور على هذا الأيقاع , ولكن الأمم الحيه تمتلك من مكامن القوه ما يعيد لها عافيتها وهذا عادتآ ما يتمظهر ببروز زعماء شعبيون ينفظون غبار الوهن والتبعيه ويجددوا روح الأمه بما يجعلها مؤهله بأخذ دورها الحضاري بين الأمم .
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش ومسعود وجهان لعمله واحده
- من الذي فشل بأدارة العراق؟ الأسلاميون أم العلمانيون؟ أم الأث ...
- السلطه كعبة ال سعود
- في الصراحه راحه
- رمضان صناعة أنسان
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي
- مالكم والأقليم
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه