أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر حمادي - غياب البدائل الفلسفية والنفسية والفكرية في المجتمعات الإسلامية ..















المزيد.....

غياب البدائل الفلسفية والنفسية والفكرية في المجتمعات الإسلامية ..


هاجر حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعيش المجتمعات الإسلامية فقرا نفسيا وفلسفيا وفكريا حادا، مما دفع بالفرد إلى اللجوء للبديل الدّيني في كل مجالات الحياة ، وإدخاله في النقاشات الفكرية والاجتماعية ، وهذا ليس بسبب تدين الفرد عندنا بقدر ما هو افتقار للفكر البديل ، خاصة أنّ الفلسفة وعلم النفس والاجتماع هي علوم لم تنشأ في البيئة المسلمة ، وبقيت شريحة كبيرة من المسلمين لديها حساسية من هذه العلوم ، واعتبارها فكرا مستوردا يتناقض والمحيط المحافظ في مجتنعاتنا .
أولا مع علم النفس :
هو علم يتمحور حول الفرد ونمط تفكيره وسلوكه اليومي وآليات الإدراك لدى العقل ، ويهتم بمعالجة السلوكات المرضية لعقل الفرد ، ومساعدته على الاتزان وتجنب الاضطرابات العقلية التي يعاني منها ، وهذا العلم لازال غائبا عن المجتمع الإسلامي بشكل شبه كامل ، ولا يتجاوز المحاولات السطحية لبعض الإطارات والدكاترة في هذا المجال ، ولم يظهر شخص بالمستوى العلمي الكبير لتأطير علم النفس جيدا عندنا ، ولم تخرج النظريات النفسية عن الترديد السطحي في الجامعات دون فهم ، بحيث نجد دكتورا في علم النفس غير متمكن في هذا المنهج ، وبالتالي لم يخرج الطلبة عن التلقين العام والشكلي من أجل اجتياز الامتحانات فقط ، ثم يتخرجون دون أدنى قاعدة أساسية للعلوم النفسية ، فيفتحون عيادات خاصة تساهم في تأزُّم حالة الفرد أكثر عوض معالجته ، أو يتوجهون للتدريس وهنا الكارثة الكبرى التي تدخلنا في نفس الحلقة المفرغة ، الكل يردد نظريات وأفكار غربية كنوع من أداء الوظيفة لا غير ، خاصة أنّ أغلب هؤلاء يتصفون بالجهل والغوغائية والشعبوية ، ويقبعون تحت الممنوع والمسموح في المجتمع ويخلطون بين هذه المفاهيم وتعاطيهم لهذا العلم ، وبالتالي لا يمكنهم استيعاب مكمن الخلل لمعالجته ، لأنّ العالِم في علم النفس أو الأكاديمي والمختص في هذا المجال يجب أن يتجرد بمعزل تام عن تأثيرات المجتمع ، ولا يعترف بالممحرمات والطابوهات فالسبب في المشكل لا يمكن له أن يكون السبب في الحل ، وهكذا بقيت سيكلولوجية الفرد رهينة دعاة الدين والدجالين وما يسمى بالراقي الشرعي ، يلجأ إليهم الفرد مستسلما لليأس والثقافة السائدة التي ترحب بهذا النوع من الخرافات ، فتجد الأهالي يجرون أبناءهم عند أي دجال ذاع صيته ، جهلا منهم أن حالة إبنهم لا تحتاج لقراءة آيات قرآنية على مسامعه ، لأن القرآن كتاب ديني يجب أن يقرأه الفرد بنفسه كملاذ روحي فقط ، و ليس كحل للمشاكل النفسية حتى لو توهمنا أنّنا نشعر بالراحة عند سماعه، لكن هذا لا يعني أننا قضينا على الخلل النفسي ، بل كل ذلك مجرد إلهاء آني لفترة قصيرة ، وسيعود الفرد لاضطراباته بعد ساعات وربما بشكل أسوء من ذي قبل ، دون أن ننس أنّ الفرد هنا لا يتأثر بكلام القرآن ولا فحواه بل بالنغمات والتجويد الذي يشبه الموسيقى ، ولو قرأنا له القرآن دون أي تجويد فلن يتأثر إطلاقا ، وفي هذا الغياب لكفاءات عالية في علم النفس من طرف الأكاديميين ، وغياب الوعي لدى أفراد المجتمع بعلوم النفس وميلهم للخرافات والمسكنات الوهمية ، أصبح المجتمع يعيش أخطر الاضطرابات النفسية لدرجة تحولها لسلوك طبيعي للفرد ، ومن بين أهم الأمثلة التي يصطدم فيها علم النفس مع الدين والعرف هي الإضطرابات الجنسية ، لأنها تحولات طبيعية في جسم الفرد وتركيبته البيولوجية ، بينما يحاول الدّين قمعها واعتبارها سلوكا سلبيا وإثما يجلب العقاب للفرد لاحقا ، وتأطيرها ضمن علاقة الزواج حصرا ، مما يدفع الفرد لاختيار شريك حياته من أجل الهدف البيولوجي فقط كأي علاقة حيوانية لكائنات أخرى ، وفي حالة عدم تمكن هذا الفرد من الزواج لأسباب اجتماعية ومادية ، سيتحول إلى كائن مكبوت ومضطرب ينتج عنه سلوكات منحرفة تضر بالمجتمع ، بسبب غياب علم نفس حقيقي يوجّه هذا الفرد في الوجهة الصحيحة والسليمة ، ومثال آخر على الظواهر النفسية التي يعيشها أغلب المسلمين ، وهو عقدة النقص اتجاه الإنجازات العلمية والتقدم والحداثة التي يعيشها الغرب اليوم ، وهذا خلق شعورا بالدونية عند المسلم لم يجد له ملاذا سوى الإنكار ، فتارة يقول انه شارك في هذه الحضارة في الماضي عن طريق بعض العلماء ، رغم أنهم تعرضوا للاضطهاد من طرف دعاة الدين الذين يمجّدهم نفس هذا الشخص ، ورغم أنهم تأثروا بدورهم بالعلوم اليونانية التي سبقتهم لان العلم متوارث ساهمت فيه البشرية جمعاء ، وعندما أحس الفرد عندنا أن هذه الذريعة ضعيفة ولم تعد ممكنة بعد عجزه عن إنجاب العلماء ، راح يبتكر اسلوبا جديدا وهو الاعجاز العلمي للتهرب من الشعور بالعجز ، ولأن الظروف المحيطة والقاعدة الفكرية والحضارية لهذا الفرد لا تساعد على الإبداع ومنافسة الغرب ، أراد ان يخلق وهم وجود علومه في القرآن وأنه يعلم بها قبل العلماء الغربيين الذين اخترعوها ، وهذا التصرف منه ليس نفاقا أو كذبا بقدر ما هو رد فعل نفسي يعزّي شعوره بالانكسار ، رغم أنه يعلم جيدا في لاشعوره أن هذا العلم غير موجود في الكتب المقدسة ، وأن كل هذا التفسير بكلمات متشابهة وتأويلات وهمية لا وجود له في الواقع ، ويدرك جيدا أنه لن يستطيع اختراع العلوم من الكتب الدّينية وأن الدين ضد العلوم المجردة مهما حاول ادّعاء العكس ، وهذا الاضطراب النفسي يدفع بأغلبية المسلمين برفض الحقيقة المؤلمة بأن العمل والعقل هو السبيل الوحيد لإنتاج العلوم ، فيستمر المسلم في انتظار اكتشافات غيره لينسبها لنفسه كملاذ للراحة النفسية ولو كان ذلك مجرد وهم .
ثانيا مع علم الاجتماع :
علم الاجتماع هو الدراسة العلمية والمنهجية لسلوكات الأفراد ضمن محيط معين يجمعهم ، ودراسة شاملة لجميع جوانب المجتمع وعلاقة الأفراد به والعكس ، ومختلف الممارسات والظواهر التي تسود المجتمع ، ومحاولة تغييرها وتصحيحها والتحكم بتوجيهها في الاتجاه الصحيح ، وتحليل النقاط المادية والأخلاقية والدّينية لأفراد المجتمع ، وهو أهم علم تفتقر إليه المجتمعات المسلمة التي أنجبت حالة استثنائية لغاية اليوم تتمثل في ابن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة ، وهو بدوره قال " أعلم أنّ هذا العلم مستحدث وغربي النشأة لكنه ذو فائدة عظيمة " ، وعندما نقول أنه غربي فهذا لا يعني أن فصوله كلها غربية ، وإنما غربي المنشأ بسبب الصراعات التي كانت تعيشها مجتمعاتهم آنذاك ، لكن بعد ذلك كل البشرية تعاطت معه ضمن الخطوط العريضة والمشتركة ، ثم التفرّع للخصوصيات التي تميز بيئة عن الأخرى ، مثلما يدرس اليابانيون أساسيات دوركايم ثم يهتمون ببقية التفاصيل التي تخصهم ، و مثلما ظهرت الفلسفة في اليونان ثم غزت العالم ولا يمكن القول أنها علم يوناني لمجرد ظهوره هناك ، ومثلما لا يمكننا اعتبار الجبر والخوارزميات إيرانية فقط لأن الخوارزمي الذي اخترعها فارسي ، لهذا استغل المحافظون في المجتمعات الاسلامية هذه النقطة فقط لترهيب المجتمع من هذه العلوم ، كونها تتعارض والفحوى الدّيني والموروث الإسلامي خاصة مع التجارة به وإدخاله في السياسة ، لذلك تم إبعاد دراسات ابن خلدون بشكل خفي وغير مباشر ، رغم أنه أسس علما للاجتماع خاصا بالبيئة المسلمة ولم يستورد مفاهيما جاهزة للتطبيق ، لكننا نجد أغلب المسلمين لم يتأثروا به ولم يقرأوا له بسبب أسلوبه الصادم في تحليل الظواهر الإجتماعية ، ولأنّ المجتمعات المسلمة ترفض الاعتراف بالمرض وجلد الذات لذلك لم تتمكن من إيجاد الدواء ولازالت في انحدار مستمر ، في حين استفاد الغرب كثيرا من دراسات ابن خلدون وأخذ منها الخطوط العريضة ، ولم يقل أنّ دراسات ابن خلدون تخص المجتمع المسلم ولا تعنينا ، فتلك الذريعة يمارسها دعاة الدين عندنا لأنهم يعلمون أهمية علم الاجتماع في توعية الفرد ، وتحريره من قبضة رجال الدين وسيطرتهم على المجتمع ، وفي خلق بديل فكري لإيجاد حلول لمشاكل المجتمع بعيدا عن تدخل الدين في علاقات الفرد مع الآخرين ، من أجل إلغاء الفروق الدّينية والعرقية بين أفراد المجتمع الواحد ، ومحاولة تأطير علاقة الأفراد تحت إطار القانون الوضعي والانساني والمواطنة لتجنب الصدام العقائدي ، و تركيز هذه العلوم على حصر الدين ضمن الممارسة الفردية والروحانية بحرية حتى لا يصبح محل نزاع وأداة لقمع الآخرين ، وهذا ليس في صالح الدين السياسي لذلك يشيطن رواده هذا العلم كونه مستورد من الغرب ، رغم أن كل المنتوجات الطبية والتكنولوجية والعلمية التي يستعملونها غربية .
ثالثا مع الفلسفة :
الفلسفة هي أم العلوم وأهم علم بشري تم التوصل اليه لغاية الآن ، هي الشك والبحث الدائم وعدم الإيمان بالمطلق في جميع القضايا مهما كانت حساسة ، هي الحكمة في تشريح القضايا ومعالجتها ، والمعرفة بالمبادىء العامة والشاملة التي تُستنبط منها بقية العلوم ، وأنا أحب أن أسمي الفلسفة بالعلم الزئبقي ( نسبة للزئبق ) الذي يصعب تحديده في إطار معين ، لما تحمله من مفاهيم معقدة ومتضاربة وأحيانا متناقضة ضمن تصور واحد ، هي إطلاق العنان للإبداع الفكري دون حدود أو سلطة معرفية مرسومة من عوامل خارجية ، و أكثر مفهوم ترفضه الفلسفة هو التسليم بالثوابث والجزم بها ، لهذا تتعارض الفلسفة مع الدين بشكل قاطع مهما حاول البعض التمييع في مفاهيمها أو التغيير فيها ، لأن الدين يفرض عليك الإيمان المطلق بما جاء به دون شك أو بحث ، وهذا سبب الحروب التي وقعت بين الفلاسفة ورجال الدين على مر العصور ، وخاصة الدين الإسلامي لشدة أحكامه ولتدخل الكثير من الفقهاء وحراس المعابد في تحديد شريعته وقوانينه ومفاهيمه العامة ، لهذا حَرَّم شيوخه وكبار أئمته الفلسفة ونصحوا بعدم التعاطي معها كونها تقود المؤمن للكفر والجدال بما أنزله الله من أوامر ، وهذا الصراع عرف أشدّ مراحله في عصور الخلافة خاصة العصر العباسي ، بسبب ظهور علماء ومفكرين اصطدموا مع رجال الدين لأنهم تأثروا بالفلسفة اليونانية المتعارضة تماما مع فحوى الدين الإسلامي ، هؤلاء العلماء من أمثال ابن سينا والفارابي والخوارزمي وابن رشد وغيرهم أغلبهم ليسوا عربا في أصولهم ، ولم يتحملوا الطبيعة المتحجرة للمجتمع العربي وتعصبه خاصة بعد تديّنه ، كونهم جاؤوا من بيئات مختلفة من الحضارة الفارسية والهندية وغيرها ، وتأثروا بعلوم يونانية وإغريقية وصينية بعيده عن المفاهيم الاسلامية ، وعندما حاولوا إسقاط ما تأثروا به لإصلاح البيئة الاسلامية قوبلوا بالرفض الشديد ، كون الدين السياسي والصراع على الحكم كان معروفا آنذاك لدرجة الاقتتال ، ولم تكن في صالح دعاة الدين تلك الإصلاحات أو حتى التعبير بحرية عن الافكار ، فتمت شيطنة هؤلاء العلماء بوصفهم بالكفار والملاحدة والمتآمرين على زعزعة المجتمع العربي والإسلامي ، وتم تحريض العامة ضدهم وتكفيرهم وقتل بعضهم وحرق كتبهم ، حتى تلك الكتب التي تحتوي على العلوم المجردة دون فلسفة او فكر، وتلك كانت بداية الانحطاط الحقيقي لأن دعاة الجهل آنذاك لم يتمكنوا من الفصل بين آراء العلماء وإنجازاتهم المادية ، ولم يفهموا أنه يصعب على العلماء في العلوم المجردة أن يكونوا متدينين أو على الاقل أن يكون لديهم مفاهيم دينية لا تشبه تلك التي يتداولها العامة ، فتم وصف كيمياء ابن حيان بالسحر والشعوذة وتحريمها من طرف ابن تيمية ، وتم حظر التعاطي في الفكر والفلسفة ونقاش أي ظاهرة اجتماعية وفكرية من منطق خارج عن الدين ، وإبعاد كتب الفلسفة اليونانية بشكل كامل عن العامة من الناس ، وتم التركيز على تعلم الفقه والشريعة وأنها الأولوية للمسلم وسموها بالعلوم وطلابها بطلاب علم ، لتجنّب ظهور نسخ جديدة لابن سينا وابن رشد وابن حيان ، وبالفعل لم يظهر إلى اليوم عالم كبير وحقيقي أسس نظرية غيرت البشرية ، مقابل ظهور ملايين المشايخ والأئمة ولازالت المجتمعات الاسلامية في انحطاط ، وغابت عنها الفلسفة وبالتالي غابت بقية العلوم ، فأصبحنا نعيش اليوم غيابا شبه تام للفلاسفة في المجتنعات المسلمة ، ما عدا سوى بعض المحاولات المحتشمة التي يتم إعدامها عند أول بروز لها ، وافتقارا للمناهج الفلسفية العميقة والمهمة في البرامج التعليمية واللقاءات الفكرية ، وبدورها الفلسفة تعاني نفس ما يعانيه علم النفس وعلم الاجتماع، بتدريس أساتذتها مفاهيم سطحية وعامة دون التعمق والتجرد في الطّرح ، ودون الانفصال عن واقع المجتمع خارج أسوار الجامعة ومعتقداته وأعرافه ، بسبب تعارض فحوى الدروس الفلسفية مع الوعي الجمعي للمجتمع المسلم والذي يحدده الدين بشكل كبير ، وأي خروج عن المألوف من قبل دكاترة الفلسفة وإطاراتها سيتم مواجهته ورفضه من قبل المجتمع ، فالجميع يقف حارسا على العقيدة يسنّ سيفه للدفاع عنها حتى داخل المختبرات العلمية والمحاضرات الفكرية ، وبهذا لا يقدّم دكتور الفلسفة مادة فلسفية حقيقية ، ولا يهتم الطلاب بالبحث عن هذا العلم خارج إطار الامتحان والتحصيل في النقاط ، الجميع يتوهم أنه يتعاطى في الفلسفة ، بينما لا يوجد مفهوم حقيقي للفلسفة في مجتمعاتنا سوى إسمها .
المغزى من هذا الشرح السابق أن المجتمعات الاسلامية في حاجة إلى هيكلة شاملة لتعاطيها مع العلوم الإنسانية ، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة عن هذه العلوم قبل الولوج في تفاصيلها ، والأهم من ذلك هو التخلي عن ربط الدين بهذه العلوم وعن مراعاة نصوصه ، لأن التسميات من قبيل علم اجتماع إسلامي وفلسفة إسلامية هي مجرد أوهام ، ولا يوجد علاقة للاسلام بعلم الاجتماع والفلسفة وغيرها ، مثلما لا توجد فلسفة مسيحية وفلسفة يهودية وعلم اجتماع مسيحي ويهودي ، رغم أن هذه العلوم ظهرت وازدهرت عند أصحاب هذه الديانات ، لأن من أسسها علماء حقيقيون لا يزيفون الحقائق وينسبون مفاهيما لأخرى ، بل نجحوا في فصلها عن معتقداتهم ليس إهانة منهم لمعتقدهم بل حفاظا عليه بعيدا عن هذه المجالات ، وإصرارنا على إسقاط هذه العلوم على المسطرة الدّينية ورفض ما يتعارض معها لن يقودنا لإيجاد حلول لمعضلاتنا بل سيزيد الطين بلة ، وهذا الخلط سيمنعنا من تطوير هذه العلوم وسينتج لنا في الجهة المقابلة دينا مشوها ، و متناقضا مطاطيا يستخدمه كل فرد كما شاء لإعطاء قدسية لأفكاره ، ويخلق لنا مجتمعا معوقا لا يستطيع التعاطي مع أي فكرة خارج الإطار الدّيني ، وبالتالي سيعجز عن استيعاب العلوم الأخرى من ثقافات مختلفة وتطويرها والاستفادة منها ، لأنه لا يملك بدائل فلسفية وفكرية واجتماعية خارج نصه الثابث في عالم متغير بشكل مستمر .



#هاجر_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمنعوا الفكر الإخواني من الوصول إلى العقول قبل أن يتجمّع في ...


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاجر حمادي - غياب البدائل الفلسفية والنفسية والفكرية في المجتمعات الإسلامية ..