أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - طفولة عقل !!














المزيد.....

طفولة عقل !!


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 05:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العقل العربي كان و ما يزال هو موضوعنا الأساسي و شغلنا الشاغل دائماً ، و ربما أنه سيبقى كذلك لفترة طويلة ... ليس تشاؤماً و إنما تقدير منطقي لحالة المجتمعات العربية و الطريقة التي تعتمدها في حل مشاكلها (طريقة النعامة) ... فالعقل العربي يتجاهل أي تحليل منطقي عقلاني للأمور ، و يتشبث دائماً و برعونة بآراء و أساليب قديمة جداً في التحليل و الفهم ...

أستطيع أن أقول أن العقل العربي الذي ينتمي إلى عائلة الإنسانية مازال يعيش طفولته ... و حتى أنه لم يصل بعد إلى مرحلة المراهقة ، التي تعني التخبط و التخلخل و الضياع الفكري الذي يليه دائماً نضوج و وعي ثابت يمكن أن يعتمد عليه لإرساء القواعد الأساسية الأولى لبناء حضارة إنتاجية فكرياً و عمرانياً و تكنولوجياً .. الخ

تبدو أولى علامات الطفولة في طريقة تعامل ذلك العقل مع الحلقة الأضعف في مجتمعاتنا ، ألا و هي المرأة ... فمازال العقل العربي يتعامل مع المرأة كرمز للشرف و الكرامة يجب الحفاظ عليه في مكان آمن كالأسرار ، لأن أي خلل يصيب ذلك الرمز سيؤدي بالضرورة إلى احتقار ذلك العقل لذاته و شعوره بالدونية الأخلاقية أمام أقرانه ...

الأصعب من ذلك كله ، أن العقل العربي لا يتعامل مع المرأة فقط كملكية ثمينة يحب الحفاظ عليها ، و إنما كذلك عندما يتعرض رمزه للخلل ، فإن ذلك العقل يصب جام غضبه و ثورته على ذلك الرمز نفسه و قد يصل الأمر به إلى التخلص منه تماماً ، كوسيلة لغسل العار الذي لحق به و استعادة الاحترام لذاته المهزوزة أمام المجتمع ...

المشكلة أن الذات العربية هي ذات مهزوزة أساساً و محتقنه بمشاعر الذل و الهوان منذ الصغر و حتى الشيخوخة ... لكن هذا الذل يبقى حبيس النفس كالقنبلة الموقوتة حتى يأتي الوقت المناسب الذي تنفجر فيه لتنهي وجود ذات أخرى أضعف منها و أقل قيمة اجتماعية (كالمرأة) !!
لكن مشاعر الذل التي يتعرف عليها ذلك العقل منذ بدايات الوعي لديه ، تصبح عادة و عرف أكثر منها حدث طارئ ... فالقمع الذي يتعرض له ذلك العقل من العائلة و (الأب الدكتاتوري) و المدرس و الشرطي و رب العمل ... بالإضافة إلى القمع الفكري الديني (الممنوعات و المحرمات الكثيرة) و كذلك تعرض حتى كل هؤلاء مجتمعين إلى محاولات الدول الغربية (ذات الأهداف الاستعمارية) أن تحط من قدر و قيمة و حتى أهمية وجود ذلك العقل .. كل ذلك يزرع في تلافيف ذلك العقل الديناميت الجاهز للانفجار على أضعف حلقات المجتمع و التي هي طبعاً المرأة التي لم تتعلم و لا تعمل و لا يمكنها أن تسافر أو تقدم على أي شيء إلا بموافقة الرجل ... تلك المرأة التي ارتدت الحجاب في عمر العشر سنوات (عن قناعة!!) ، و مازالت تلك القناعة ترافقها رغم مرورها بمراحل الوعي المتعددة التي لم تؤدي بها إلى نضوج حرّم عليها أن تصله !!

يستمر العقل العربي الطفولي باعتماد نفس الطريقة في التفكير عندما تواجهه مشكلة .. يلجأ إلى الشيوخ و الفقهاء .. الذين يعتمدون على كتب الفقه و التراث القديمة ... فتعالج المشكلة بعقلية القرن الرابع عشر ... و تبقى المرأة و يليها الرجل ثم المجتمع العربي ككل ضحية المقاومة الشرسة التي يبديها ذلك العقل تجاه (فطامه) من التاريخ و قطيعته الأبستمولوجية مع المعارف و الأساليب و النصوص التي لم تعد تناسب عصرنا الحالي ...



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق اجتماعي
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...
- تساؤلات ضرورية (2)
- رحيل العتمة
- لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟
- التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية
- الثقب الجميل
- الزواج العربي : صراع الفكر و المال
- شيزوفرينيا المجتمع التركي
- تساؤلات ضرورية (1)
- الفهم الفصامي لمفهوم الحرية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - طفولة عقل !!