مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المثقف بين التعذيب والإنصاف ..
مروان صباح / متى المثقف يتعرض إلى التعذيب العقلي ، فقط، عندما يكون همهُ السلطة والمال ، لهذا، عبر التاريخ ، لم تتسع السلطة ، لمثقف واحد ، خذ عندك ، على سبيل المثال ، والتقريب المهم ، عُيِّن محمود درويش في اللجنة التنفيذية ل م ت ف ، في غُضُون مدة قصيرة ، استقال الرجل ، لم تتحمله السلطة ، كما أنه ، لم يستطيع الانصهار فيها ، ثم لاحقاً ، رفض موقع وزير الثقافة في السلطة ، نعم ، لمدة عشرين عام ، كان الموقع ينتظره ، خالي ، وليس العكس ، تماماً ، كما هو الحال ، من هم في هذه الدنيا ، الجميع ينتظر عند عتبات الأبواب ، من أجل امتياز ، من المؤكد ، هُو حالة نادرة في هذا الكوكب ، وهكذا ، من المفترض ، أن يكون المثقف ، وعندما سئُل عن رفضه ، كان يقول ، هل سمعتوا يوماً ما ، طبيب ناجح في مهنتهِ ، يعمل في مستشفيات وزارة الصحة ، أبداً ، وفي سياق ، بالطبع ، ليس سِباَق ، هو أكثر اتصالاً ، أقول للمثقف ، ناصحاً ، تخلى عن السلطة للسلطويين ، وحافظ على وطنيتك ، وحاول أيضاً ، أن تصل للإنسانية ، لأن هذا ، هو المشروع الحقيقي ، وأيضاً ، هو التمسك ، بعروة الحق ، لأن دائماً ، كان وسيبقى الإبداع فردي ، لم يكن ، ولن يكُون نتاج مؤسساتي ، بل ، الإقتراب منها ، ستحول السلطة الفاسدة ، الجاهل إلى غبي والمثقف إلى تاجر .
النتيجة النهائية ، عندما يتحكم في إدارة المؤسسات ، مجموعة من الأغبياء ، تُصبح تكاليف الحياة عالية ، وأقرب للإستحالة ، الَّذِي يتطلب من المرء ، توفير مال كثير ، من أجل التطبيب والدراسة والسكان والمواصلات ، بإختصار ، يحتاج إلى وطن جديد ، وهذا ، يُفسر لماذا المواطن العربي ، يبدأ مبكراً ، بالبحث عن تأشيرة ، لأي دول غربية .
أخيراً ، لقد جَاءَنِي محمود درويش في المنام ، وأوصاني ، بإلقاء التحية ، على ماما مركيل ، مستشارة ألمانيا الصناعية وأم المهاجرين معاً ، وأُبلغها رجائه ، بأن تُبحبح هذا العام ، استيعاب المهاجرون ، لأن ، مازالت مؤسسات العرب ، تعج بالأغبياء ، بعد أن كانت أرضها تعج بالأنبياء .
والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟