أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم مشارة - من أجل ثقافة قومية إيجابية














المزيد.....

من أجل ثقافة قومية إيجابية


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 20:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ مقالة إميل زولا (1840/1902) الشهيرة حول ما يعرف بقضية دريفوس لم يعد بالإمكان الفصل بين المثقف والوظيفة الاجتماعية والمدنية الموكلة به والدور الذي يلعبه المثقف في مسار التنويروالدفاع عن العدالة والحق ومناهضة التطرف والاستبداد فالثقافة وظيفة حيوية لا غنى عنها لأي مجتمع ولا تنفصل البتة عن الدين وعن السياسة وعن الواقع في صيرورته التاريخية.
في تراثنا الفكري وجد مثقفون تنويريون رفضوا ركوب الموجة وادخروا صوتهم لفائدة المجموع مع نقد الواقع اجتماعيا دينيا وسياسيا وتحضرني حالة أبي حيان التوحيدي (922/1023) صاحب كتاب" مثالب الوزيرين" أي الصاحب بن عباد وابن العميد فهو ينتقد ثقافة السلطة تلك التي تعني الإحاطة من كل علم بطرف وحفظ الأشعار لمسامرة السلطان على حساب فقر العامة وجهلها. كما تحضرني حالة أبي العلاء على الرغم من سلبيته إزاء المرأة والحياة عموما لكنه كان مثقفا تنويريا مارس الحفر المعرفي وانتقد السلطة والدغمائية والشعبوية وندد بالظلم السياسي والطبقي وتحمل تبعات وخيمة نتيجة عقليته الانتقادية وتحضرني حالة العز بن عبد السلام(1181/1262) والذي كانت وقفته التاريخية المشهورة مع أمراء المماليك ورقة بيضاء ناصعة في جبين العالم المسلم ودوره في مناهضة الاستبداد.
وفي الغرب تكرس هذا الدور منذ فلاسفة الأنوار ديدرو ومونتيسكيو وفولتير وميرابو خطيب الثورة الفرنسية وانتهاء بتظاهرات سارتر في بولفار سان جرمان انطلاقا من مقهى فلور ضد جرائم فرنسا في الجزائر ومرورا براسل في بريطانيا وتظاهراته ضد الاستغلال السلبي للسلاح النووي.
نأتي إلى واقعنا هل عدمنا مثقفين؟ سئل أدونيس هذ السؤال فأجاب يوم يتهيأ المثقفون لدخول السجون نتقدم.
كثير من المثقفين لما دخلوا في ركاب السلطة واقتسموا الغنيمة فضلوا الوزارات وقصور الثقافة والمناصب والتسابق على الجوائز والانحياز القطري الضيق على حساب الرابطة القومية والإنسانية صار المثقف يعيش بعقلية المناصر في المدرجات لا بعقلية الباحث عن الحق والناقد وكأنه يؤكد مقولة الشاعر العربي القديم:
وما أنا إلا من غزية إن غوت** غويت وإن ترشد غزية أرشد
تراجع دور المثقف وصار خادما للسلطة وتابعا لها ومعيدا لإنتاج خطابها القطري الضيق والنفعي الضيق على حساب المصلحة القومية وذلك يعني بقاء الواقع على ماهو عليه حالة التراجع الحضاري والتشذرم القطري والإفلاس المعنوي والمصالح المتضاربة والولاءات المتضاربة وهذه الطبقة بيدها الإعلام ودور النشر واللمة الجماهيرية ودعم السلطة وهذه الفئة لا يعول عليها.
وقليل من المثقفين ممن يرفض بيع العرض وابتذال النفس يجاهدون وهم معزولون من كل وسائل الدعم كالإعلام ودور النشر ومعزولون عن الجماهير بفعل التحذير منهم ولكنهم لا يؤثرون في الوقت الحالي بسبب أقليتهم وعزوف الجماهير عنهم واتجاهها إلى الفكر الاستهلاكي السطحي المتماشي مع موجة العصر العولمي،إنها فئة حكيمة لا تغلب المصلحة القطرية الضيقة وتدعو إلى الحكمة ،الرابطة القومية ويشكل الصراع العربي الإسرائيلي مظهرا جليا لها، وموقفها الراسخ من فكرة الدول الإثنية التي يراد إنشاؤها.
نحن نعيش واقعا مزريا حالة الحطام المفتوح بتعبير الدكتور الطيب تيزيني انحطاط فكري ،تراجع حضاري، استبداد سياسي تشرذم قطري دول إثنية سيتم نشاؤها ،ردة علمية غياب الحريات أين هم المثقفون؟
لماذا لا يؤدون دورهم في التنوير والتطوير والنضال من أجل كرامة الإنسان من أجل العدالة والحق والمساواة من أجل العلم والديمقراطية والحريات
وهل من يسكت مقابل نيل حظه من غنائم السلطة هو مثقف حقا؟



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناي والأحزان
- صوت أبي العلاء الاشتراكي
- عشر قصص قصيرة جدا
- الشريحة
- الكاتب الجيد يصنعه قارئ جيد وناقد جيد
- أي شيئ في العيد أهديكم؟
- كائنات الليل
- مذاق الكرز في فمي
- الكتابة بلون اللازورد:
- دز جوكر وأزمة النخبة في الجزائر
- مبارك جلواح رائد الشعر الرومانسي في الجزائر
- ياليلة العيد آنستينا
- الدين في خدمة الاستعمار قصة نشأة مسجد باريس
- عبق الإباء من قمم جرجرة زيارة لضريح الزعيم حسين آيت احمد
- جمهورية مونمارتر
- عام في صحبة الدكتور علي شريعتي
- حكايات الميترو
- رسالة إلى أسير فلسطيني مروان البرغوثي مانديلا العرب
- دالية الحنين،عنقود الوفاء كأس العودة
- باقة ورد لكل عامل


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم مشارة - من أجل ثقافة قومية إيجابية