أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - كلمة في مقاصد الشريعة و علم أصول الفقه














المزيد.....


كلمة في مقاصد الشريعة و علم أصول الفقه


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نبني علوما حديثة بردود الأفعال و التوجسات و تدوير المستهلك القديم و القياس عليه

التراثيون يشتغلون بالسلفية ابناء عمومتهم و نسلهم و مطابقهم ..

ليس الإمام الشاطبي طفرة مغاربية أندلسية تتميز عن المنجز المشرقي أو تتعالى عليه..

بيننا و بين الشاطبي كم من القرون خلت و انقضت و كم تغير العالم و كم تبدل حال المسلمين و كم تداعت إشكالات جديدة تلزم النظر النقدي في أصول الفقه و المقاصد و أعمال العز بن عبد السلام و الشاطبي و الطاهر بن عاشور و الفاسي و حتى مدرسة المغرب و الريسوني و البوشيخي و الوافي و الانصاري و فريدة و غيرهم...

لكن عاهة العقل العربي المسلم أنه تواق للماضي مشدود إليه يكرره و يقيس عليه و يتوهم أنه يفهمه و يجتهد فيه و يقوم بتحيينه و تطويره و تجديده و استيعابه...

ليست المقاصد وحيا و لا علم أصول الفقه الذي بني على المنطق الأرسطي منهجا و مقولة و ارتبط بعلم الكلام في جز كبير من مكوناته هو أيضا مطلق سماوي من عند الله بمنزلة الوحي...

تطورت العلوم اليوم بما يقتاضي منا نظرا للمسافة التي تفصلنا عن زمن و لحظة المقاصد و أصول الفقه ثورة معرفية و منهجية كبيرة و عميقة لا تكتفي بالتحسينات و التعديلات...

نحن على مسافة كم قرن من العز بن عبد السلام و الشاطبي " موافقاته" فماذا عن الغزالي و الامدي و الجويني و غيرهم...

تطورت علوم اللغة و المنطق و الكلام و الحجاج و الجدل و لم تواكب لغتنا كل هذا التطور بمحاسنه و نقائصه

و تطورت و تعقدت بنية المجتمعات و إشكالياتها و مشكلاتها و بات التعقيد و التركيب خاصية النشأة و التشكل و السيرورة و الصيرورة و استدعى البعض المقاربات النسقية و الشاملة في حقول و تخصصات عديدة فهل استفاد من هذه المنجزات الدارسون للتراث و العلوم الاسلامية بعد استيعابها و نقدها...

و لم يعد الطوفي في تقدير المصلحة وثبة كافية و لا الشاطبي يسعفنا و لا غيره من المغاربة مثلا لا حصرا و الذين يعاب على كثير منهم و على أمثالهم من الذين ينتسبون الى تخصصات الشريعة الاسلامية هو اعتقادهم أنهم يجددون العلم و أنه يمكنهم بهذا العلم على حاله و كما ورثناه و في حدود محاولات تجديده تجددا لا تجديدا نعم يعاب عليهم أن اشتغالهم تراثي صرف و لا يجدي لأنه اشتغال ماضوي مهما زعم الراهنية و تنقصه الجرأة و الإستفادة من المنجز الإنساني الواسع....

ليس هم التحديث غير المستلب لازمة و لا التجديد المتيقظ مطلب تقتضيه فقط السلفية و لا هو رد فعل على المشارقة انتصارا للمغاربة فهذا كله هدر طاقة و سراب ...

بل ترويج لاسلام محلي و متميز و خصوصي روجت له جهات غير علمية المنزع و الهدف و الصفة بل لا زال تيار من السلطة و تيار من الجماعات الإسلامية يدعون إليه و يقومون بنشره نضالا لا بحثا أكاديميا عبر أساتذتهم في الجامعات من خلال موضوعات الأطروحات التي يكلف بالبحث فيها طلاب الجامعات ...

و انتشر عبر صفحات الإفتراضي و الفيس بوك تيارا فضفاضا ما بين دول المغرب العربي يزعم التمايز عن المشارقة و يعتبر السلفية من ريح المشرق و هذا تخريف من تخريفات من ينقضون صفة الكونية للإسلام و منجزاته و يمنحان صفة الخصوصية منزلة خيالية و وهمية ...

نحن في حاجة الى إعادة بناء علومنا الإسلامية المرتبطة منهجا و بنية بعلم الكلام و المنطق الأرسطي و لا أتوجس من ذلك الثراء الذي كان و لم يعد لكن أعني الجزء العقيم و المعيق على الاجتهاد من المنطق الأرسطي ...

نحن في حاجة إلى بناء علوم إنسانية تتعلق بإشكالات واقعنا و تحدياته و إكراهات الواقع العالمي و العولمي..

نحن في حاجة للكف عن لغة التخوين و التفسيق و التكفير و الشذوذ و المؤامرة على الإسلام و تطهير موروثنا و تراثنا و معارفنا و عقولنا منها ..

فالفكر كالمعرفة لا يستوعبان خطابا من نوع " خبيث" " فكر هدام" " فكر خطير" " دخيل" " وافد" " غير أصيل " " يستوجب الحذر" " يستوجب اليقظة " " مؤامرة على دين الله "...

فلا يمكن لهذه اللغة أن تتقدم بنا لفهم الاخر و تفكيكه بل تنطلق من لعنة الاخر و الخوف منه و توقع السفه فيه و لا تتقدم بنا إلى فهم عميق لتراثنا بعيدا عن تصنيمه ...

التراثيون و السلفيون ملة واحدة لو تجردوا و تيقظوا و علموا و العيب ليس في التراث بل في من يرددون متونه بلا علم وافر لنصوصه المتنوعة و يزدرون المنجز البشري مع رفض الإنفتاح على طيفه المتنوع ...

الإنفتاح لا يعد اغترابا و نقد التراث ليس مراهم تمرر عى سطوحه و عمليات تجميل له أو هو خوف من و تقديس لغير المقدس بل عملية جراحية عميقة...

لا المقاصد و لا أصول الفقه و لا بقية العلوم هي وحي و إذا نذرنا أنفسنا ندرسها و نجتر مسائلها فلن تكفينا قرونا من الزمن فلن نفعل سوى تعميق هوتنا مع واقعنا و تحدياته للأسف...

أنا لا أقترح هنا رمي التراث و لا تهمني ضحالة عقول البعض في فهم المراد و لا الفقر العلمي و المزاجية و المصالح المادية التي تخفيها هذه الخيارات التي تدعم بقوة رهيبة و مريبة أحيانا و تجد كل التسهيلات ...

لا زلت أقول إن التراث ليس وحيا تأخر يلحق بوحي الرسالة بل هو عمل بشري و محاولة فهم لها و من قدسه فقد قام بتصنيمه و تعطيل سنة التجديد و لو رفعها شعارا و سطحا...

لا زلت أقول إن التراث متكأ لا يجب أن يتحول إلى محطة مكوث و التصاق...

لا زلت أقول بأننا لن نجد حلولنا في قياس الشاهد على الغائب أو في أقوال الطوفي في المصلحة رغم أنها كانت في سياقها جريئة و لا عند موافقات الشاطبي و لا عند من يسمون أنفسهم مدرسة المقاصد و الرشدية هنا و هنالك اليوم..

إن العاجز عن ابتكار حلول لإشكاليات تخلفه هو من يختبىء وراء التراث أو وراء الإغتراب و الإستلاب للاخر تقليدا أعمى في الحالتين يعكس عجز العقل العربي الإسلامي عن الإبداع...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الفهم الأوحدي أو المتعدد داخل المنظومة النصية العربية الإ ...
- الابداع زمنا و شرطا و هوية
- يا شيعة و يا سنة ..نسيت في أي قرن نعيش ذكروني أو دثروني.
- في التاريخ العربي الإسلامي و كتابته
- هل الخلاص في المقاصد و تجديدها
- لا قداسة للغة العربية
- في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى
- الإستحواذ الثلاثي على نيتشه في نظر كليمان روسيه
- في بعض أسس الأنطولوجيا الإيمانية و تمايزها عن أنطلوجيا النفي ...
- -مشروع الإناسة العربية الإسلامية يدشن في تونس- --من الميسر ا ...


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - كلمة في مقاصد الشريعة و علم أصول الفقه