|
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 23:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ! سائلة نفسي عن أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ !.. وما يجري اليوم في هذا البلد المتمرد الذي لا يعرف السكينة والهدوء . كم نحتاج من الوقت والجهد كي نعيد لهذا الشعب وبلده العراق حتى يستعيد عافيته وألقه ، ولتدور على أرضه عجلة الحياة ، وتعود البسمة لأطفاله ، ويخلع الجميع اللون الأسود من النفوس والعقول ، قبل أن يخلعوه عن الأبدان وعن البيوت والمدن والقصبات !.. كم تعتقدون ؟.. ومتى ؟.. وكيف ؟ قلناها بالأمس !.. ونقولها اليوم !.. وسنستمر نرددها ونصر عليها ، حتى تستقيم الامور ، ويعود الأمن والسلام والتعايش بين الجميع ! مشكلتنا !.. أَو الداء الذي أصاب الجسد العراقي ، ومنذ ما يزيد على العقد من السنين !.. هو [ غياب الدولة .. وغياب بنيتها والقيم التي تقوم عليها هذه الدولة ] . وهي أُس المشاكل ، وكل شئ بعدها يعتبر روافد تصب في حقيقة هذا الصرح العظيم ، والذي هو أعظم اكتشاف توصل إليه المجتمع الانساني ، والاكثر تطورا لتنظيم الحياة بين الناس . فغياب الدولة يعني !.. غياب العدالة !.. ويعني غياب التوزيع العادل للثروة !.. ويعني غياب الأمن !.. ويعني غياب المساوات والتعايش المشترك بين الناس ! ويعني غياب الحريات والحقوق والواجبات وتكافئ الفرص بين جميع الناس بغض النظر عن لونهم ودينهم وقوميتهم وجنسهم وما يعتقدون ! وغيرها من الأُمور الضرورية والاساسية لقيام الدولة العادلة . عندما نقول بأننا في زمن اللادولة !.. فهو ليس تجني أو إتهام ، أو لرمي الحاكمين بما ليس فيهم !.. لا أبدا ، فلدينا الشواهد على ما نقول ، وليس لدينا سابق معرفة برموز الحاكمين ، ولا يوجد خلاف شخصي أو عشائري نتنازعه معهم ، ولكن مدعات كل ذلك هو غياب العدل والمساوات ، ومبدء التعايش المشترك ، وبسبب التمييز في أُمور كثيرة تمس حياة الناس في مفاصل الحياة . الخروج من عباءة ونهج الطائفية والتمييز بين مكونات شعبنا المختلفة ، والتي ما زالت هي السمة المميزة للنظام السياسي ، بالرغم من محاولات أنكار ذلك !!.. ومحاولات التبرئ منه في العلن ، ولكنه يبقى كونه سلوك ونهج في التعامل مع الناس في الحياة اليومية !.. اذا كان في مؤسسات الدولة او في المجتمع ، وهذا يشكل خطر كبيرا وداهما على السلم المجتمعي وعلى تماسك المجتمع ، وعدم تجاوزه والإصرار عليه ، يعني تغييب متعمد للدولة العادلة !.. وهذا يحتاج الى خطوات حقيقية وصادقة وعملية . المحاصصة بأشكالها المختلفة ، واعتبار الدولة ومؤسساتها غنيمة يتوجب تقاسمها بين المتحاصصين ، والاصرار عليه وتكريسه وبخلاف الدستور والعدل والقانون !..فيعني إلغاء للدولة العادلة ! وما يجري اليوم في مجلس النواب من محاولات فرض رؤى القوى المتنفذة ، في سعيهم بتعيين لأشخاص محسوبين على كتلهم واحزابهم ، ليكونوا أعضاء للمفوضية ( المستقلة للانتخابات ! ) .. وهي وسيلة أقل ما يقال عنها ، بأنها ممارسة غير ديمقاراطية !.. ومحاولة لتسخير هذه المفوضية خدمة لمصالحهم في الانتخابات القادمة . وتشريع قانون الانتخابات ، والذي فصل على مقاس هذه الكتل والحيتان الكبيرة ، والسعي لإعادة نفس الوجوه القديمة في الدورة الجديدة في الانتخابات القادمة !.. وهذا يعني غياب للدولة العادلة . وهناك تفاصيل كثيرة تأشر على تغييب الدولة ، مثل إحتكار المناصب العليا في الدولة لصالح هذه الاحزاب ، بالاستناد الى مبدء اتلمحاصصة ، ومعاير يضعوها هم ؟.. وليس وفق نظام يعمل على شغل الوظائف العامة في الدولة !.. بتفعيل الهيئة المستقلة ( مجلس الخدمة ) الذي من المفترض أن ينظم عملية التعيين والعمل في قطاعات الدولة المختلفة ، ووفق معايير يضعها هو دون غيره ، وبناء المؤسسة الأمنية بخلاف المواطنة وجعلها مؤسسة وطنية تضم الجميع ومن دون تمييز ! التضييق على الحريات والحقوق ، وعلى المرأة وسلب ارادتها ، وتحت ذرائع وحجج مختلفة ، ومحاولات أسلمة الدولة والمجتمع وبرؤيتهم التي تقوم على مفهوم الدولة الثيوقراطية ، وخاصة في المدارس بمختلف مراحل الدراسة ، وهذا يتناقض تماما مع الدولة المدنية ومع الديمقراتطية وحقوق الناس في حرية الاختيار والتنوع الثقافي والديني والمعرفي . الحنث بكل الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها ، بالقيام بإعادة بناء الدولة والقيام بالاصلاحات التي تطالب بها الملايين من أبناء شعبنا ومنذ ما يزيد على سنتين ! ما زال الفساد والمفسدين يعيثون في العراق الفساد !.. ولم تطالهم يد العدالة لليوم ، وعلى وجه الخصوص الفاسدين الكبار ، الذين سرقوا المليارات من الدولارات من المال العام ، ولم يتم تفعيل قانون من أين لك هذا ، والتقصي عن الثروات الطائلة التي قد دخلت الى جيوب الكثير من هؤلاء السارقين ، وما زال تجار السلاح والجريمة المنظمة ينشطون على الأرض العراقية ، وتجار المخدرات والتي أصبحت تشكل خطر كبيرا على المجتمع العراقي ! وما زال انتشار السلاح المنفلت !!.. والميليشيات المنتشرة في مدن العراق المختلفة ، والتي تشكل الخطر الأكبر على أمن وسلامة واستقرار المواطن العراقي ، وتهدد حياته ومستقبله ومستقبل عائلته ، ومن دون أن تتمكن الدولة من وضع حد لهذه المظاهر المتعارضة مع قيام دولة المواطنة و الغير حضارية ! وباعتبار الأمن والمحافظة عليه شرط أساسي من شروط الدولة الناجحة ، فلا وجود للدولة بغياب الأمن والمحافظة على حياة الناس وعلى ممتلكاتهم وصون أعراضهم وحرماتهم وعيشهم الكريم . ومن واجبات الدولة ، وأساسيات مهماتها ، هو تحقيق العدالة والمساوات بين جميع مكونات شعبنا واطيافه المختلفة أمام الدستور والقانون ، وعدم التمييز بينهم ، وتحت أي ذريعة ! وما جرى بعد استفتاء الاقليم على الاستقلال ، والذي يعتبر مخالف للدستور وللنظام الإتحادي ، ولكنه نتيجة منطقية لغياب الدولة العادلة والديمقراطية ، والتي من المفترض أن تكون خيمة لكل العراقيين ، وجامع لهذه الفسيفساء المختلفة ، ومشاركة الجميع في رسم السياسة العامة للدولة ، وعدم هيمنة فئة أو طائفة او حزب على مقدرات الدولة ، وعن السياسات المختلفة السياسية والاقتصادية والخدمية وغيرها من الأمور ، وأن تعمل على حل المنازعات والخلافات وفق خيمة ومظلة الدستور والقانون ، وعدم الخروج على قواعده وأحكامه . أن من واجب الحكومة العراقية اليوم ، وما حدث بين بعض قوى التحالف الكردستاني ، ومع رئيس الاقليم نتيجة للخطأ الفاضح في إجرائهم الاستفتاء وتوقيته في فترة حرجة ودقيقة ، والذي لقي معارضة شديدة عراقيا وإقليميا وعربيا ودوليا ، وأدى الى شرخ في العلاقة بين الحكومة والإقليم ، وأفرز تداعيات خطيرة عراقيا وإقليميا ! على الحكومة واجب الحفاظ على السلم المجتمعي وتماسك نسيجنا الاجتماعي وعلى الأخوة العربية والكردية ، والتأخي بين مكوناته المختلفة ، المتعايشة منذ ألاف السنين ، والإبتعاد عن لغة المنتصر والمهزوم ، والقوي والضعيف ، او القريب والبعيد . وأن تسعى وبأسرع وقت الى إحتواء هذه الازمة الخطيرة ، ومن منطلق الحرص على جميع المكونات والقوى العراقية المختلفة وعلى تماسكها والتعايش المشترك فيما بينها ، وعدم ابعاد طرف على حساب طرف ، ومحاولة تقريب البعيد الى القريب ، وبروح الوطنية والمواطنة والتعايش ، والإبتعاد عن لغة التخوين والإقصاء والتهميش ، كونها لغة ضارة ومثيرة للفرقة والكراهية ، وتدفع الى التصلب في المواقف ، وتخلق الحواجز وتزيد من سعير الخلاف والإختلاف ، والذي سيلحق أفدح الأضرار في عملية إعادة بناء الدولة ، وعلى عملية الإستقرار والأمن والتعايش . لذلك فإن الحكومة مدعوة بأن تمارس مهماتها في خلق شروط التعايش والتعاون بين الجميع ، من خلال البحث مع كل الخييرين من قوى شعبنا وأطيافه المختلفة والوطنيين المخلصين ، لإيجاد أنجع السبل لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، ولإعادة اللحمة بين قوى شعبنا ووفق الدستور والقانون . وبخلاف ذلك فالامور أيلة الى التصعيد والاحتراب ، وهذا كله لا يصب بمصلحة احد ، ويزيد الفرقة والإحتراب ، وسيسمح للقوى الخارجية بالتدخل في شؤون العراق بشكل اكبر ، وهذا بخلاف مصلحة شعبنا ، وهو تهديد لإستقلالنا الوطني ويتعارض مع مصالح البلاد العليا . صادق محمد عبد الكريم الدبش 19/10/2017 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا لتدمير صرح الاخوة العربية الكردية !
-
العراق .. عصي على التقسيم !
-
العلم العراقي !.. والراحل طيب الذكر مام جلال !!!
-
ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من العراق ؟
-
صباح الخير ياعراق ..
-
رأي في الإستفتاء .
-
الانتخابات ممارسة ديمقراطية هامة :
-
عاش اليوم الأممي للسلام / 2017 م
-
يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى !
-
خبر وتعليق 2017م
-
فتاح فال لعا 2017 م !
-
تأملات وخربشات مجنون بغريمته الصهباء !
-
الارهاب يطال الأبرياء مرة أخرى !
-
ما أشبه الليلة بالبارحة !
-
السواد .. والحداد .. والحزن / أصبح سمة سائدة في عراق اليوم .
...
-
رب شرارة أحرقت سهل !
-
الدولة الدينية تتعارض مع الديمقراطية والعلمانية ؟
-
قالت ... وصحيح القول ما قالت حذام !
-
الدولة وشروط نجاخها واستمرارها .
-
المفكر والمناضل الشيوعي كامل شياع ..
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|