موسى فرج
الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 14:43
المحور:
القضية الكردية
. محاولات تخريب ما تحقق ..
. موسى فرج
قيمة الإنجاز الذي أثلج صدور العراقيين في قضية كركوك والمناطق " المتنازع عليها "لم يكن رفع العلم العراقي بحد ذاته وإنما لأنه جاء من دون صدام مسلح وبدون إراقة دماء وبدون ما يتسبب بتعميق الشرخ ...
والإنجاز يسجل للعبادي وجانب من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني مهما كانت التفسيرات بشأنه متباينة ، أما رؤوس المحاصصة والفساد فلم يكن لهم فيه ناقة ولا جمل بل بالعكس كلهم سعى فعلاً قبل ذلك لتوظيف قضية الاستفتاء لمصالحه الشخصية الضيقة سواء منهم من اصطف مع مسعود أو كان "لدواعي ثأرية شخصية" مناهضاً له ...
وفي اعقاب ما تحقق فإن جهات بعينها من ساسة الفساد والمحاصصة جعلت من هذا الانجاز وكأنه "فرحة الزهره" ووظفت آلتها الإعلامية واتباعها لتجعل منه إنجازها وتحاول من خلاله مسح سوءتها وفسادها وحجم الضرر الذي تسببت فيه للعراق ...
لقد ارتكب مسعود خطأ ستراتيجي هذا أمر لا يختلف عليه.. بحق الكرد عندما مارس حكماً فاسداً ومستبداً وعندما جعل من كردستان ضيعة له ولعائلته وبطانته ، وبحق المكونات من غير الكرد عندما مارس سياسة التكريد ومصادرة الأراضي والتآمر مع داعش وتسهيل اجتياح بعض المناطق وعدم ممارسته دوره في نجدة سكانها من بطش وسبي وعدوان داعش ، و بحق العراق عموماً عندما عمل وبطانته باستماته طيلة السنوات الفائتة لإشاعة التعصب والشوفينية والكراهية بين الكرد لكل ما هو عراقي كياناً وتاريخاً وشعباً... الا إن رؤوس المحاصصة والفساد لم يكونوا بأقل وما فعله مسعود لا يرقى لمعشار ما إجترحوه أنفسهم من فساد وتفريط وخراب وكوارث للعراق لم تبقي ولم تذر ويصدق عليهم قول الشاعر :
"والله مـا فعلـت أُميّـة معشار ما فعلت بنو العباسِ"...
فليكفوا من الهستيريا الإعلامية والدينكيشوتيه لأن ما يفعلونه اليوم تخريب للإنجاز وإذكاء للكراهية وتهيئة كل المبررات والحجج لمسعود كي يقول للكرد والعالم : لقد قلت لكم أن لا مكان للكرد في العراق ولم تصدقون..
ومن واجب رئاسة الوزراء ليس لجم وردع كل التجاوزات ومهما كان في مناطق انتشار القوات الاتحادية وانما قبل ذلك إخراس فضائيات الكراهية والثأر والتحريض ولجم رؤوس الفساد والمحاصصة فالمهمة أمام رئيس الوزراء ليس مجرد الانتشار انما إجتثاث مسببات الدعوة للانفصال وتقسيم العراق.. والمهمة امام الأقلام والأصوات الشريفة ليس الاصطفاف مع مسعود أو تحميل الشعب الكردي تبعات أخطاء مسعود إنما الاصطفاف مع العراق حاضر ومستقبل والتصدي لمنهج الفساد والمحاصصة والمكوناتية إن في المركز أو في الإقليم لأنه الأرضية لكل الخراب ولكل الموبقات ....
مرحى لشابات وشبان كركوك الذين استقبلوا العوائل الكردية العائدة بالورود والهلاهل والزغاريد وسحقاً لكل اصوات الكراهية والتخلف ....
#موسى_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟