أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - شقاء المثقفين















المزيد.....

شقاء المثقفين


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عانى المثقف العراقي، والعربي عموماً، طويلاً من رهاب مسدس رجل السلطة، ومشرطه الذي يقطع اللسان، ولهذا أصيب بالحبسة والتأتأة في الكلام فبقيت أسئلته مبتورة وناقصة، وجمله مرتبكة ومنافقة، ولم ينتج سوى خطاب قاصر ومشوه.. لجأ إلى التعمية والمراوغة والضبابية أو المواربة، أو إلى السكوت، ليصبح في واد بينما بقية خلق الله في واد آخر. وإذ لم يجرؤ على نقد السلطات التي تكتم على أنفاسه راح يعنِّف ذاته ويقرعها ويحمِّلها المسؤولية عن النكبات والنكسات والهزائم والكوارث التي هي حصيلة السياسات الحمقاء للزمر الحاكمة في الأقطار العربية، وشلل المؤسسات الأخرى، المستنسخة بشكل مشوه عن النماذج الغربية، أو تلك الغافية في ظلمات القرون الغابرة. وهذا ما يطلق عليه بجلد الذات، لا نقدها، والذي يقود إلى الشعور بالذنب والندم والضياع. لينعكس ذلك على نتاجاته الفكرية والثقافية، وعلى خطابه، ليغدو خطاباً كارثياً بدل أن يكون خطاب نقد ومراجعة وتفكيك للوقوع على مكامن العلل ومواطن الخلل. وفي ذلك كله، وبسبب فقدان المنطق العقلاني والحس التاريخي، والرؤية المتعمقة الواضحة، في الغالب، نجد أن التاريخ يكرر نفسه معنا، ويفاجئنا بكوارث ومآسي أخرى وأخرى.
فخلال العقدين الأخيرين من القرن المنصرم دأب المثقفون العراقيون، والعرب عموماً، على ممارسة نوع من النقد الذاتي اتخذ أحياناً طابع القسوة والاعتراف بالمسؤولية عن فشل المشاريع الوطنية ومشروع النهضة العربية ووصولها إلى طرق مسدودة. وهذا يقيناً، كان من الممكن أن يعد علامة صحة تمنحنا شيئاً من الأمل في وسط المتاهة، لو أن ذلك النقد أتخذ منحىً علمياً وموضوعياً يشرّح ويفكك الواقع وعناصره، ويقع على المسكوت عنه، ويكشف التناقضات والإشكاليات والأخطاء في أداء الأدوار والوظائف.
والآن؛ هل المثقفون وحدهم من يستحقون أن يوضعوا في قفص الاتهام؟. وهل أن عليهم أن يدفعوا ثمن النكسات والهزائم التي تعرضنا لها ـ الواحدة تلو الأخرى ـ منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى أيامنا هذه؟. ألم يبق المثقف ـ بالمعنى الذي نريده؛ مستقلاً، ناقداً ـ خارج المؤسسات المتنفذة، وخارج دوائر صنع القرار، مهمشاً ومنبوذاً، كلامه يؤخذ مأخذ الشك، ومتهماً إلى أن يثبت براءته المستحيلة؟.
إذن، على الرغم من إقصائه وتهميشه لمدة طويلة يجد المثقف العراقي، والعربي عموماً، نفسه في قفص الاتهام.. إنه لذلك يشعر بتأنيب الضمير، كما لو أن له يداً في الجريمة، من حيث لم يرد.. ها هو يتساءل إن كان قد دخل الميادين الخاطئة، وخاض الحرب الخطأ؟. وهل أن قصوره كان في الوسائل والأساليب أم في الإستراتيجيا، أم في المنطلقات وتحديد الأهداف، أم في التوقيت؟. وها هو، أيضاً، على الرغم من عمق حضارته، يشعر بأنه يقف على أرض هشة، معرضة لزلازل متلاحقة.
بقي المثقف العراقي، والعربي عموماً، يطرح قضاياه وأسئلته من منظور خاطئ، أو يبحث في المنطقة الخاطئة، ولهذا كله أسبابه، منها؛
1ـ المنطلقات الإيديولوجية المقيدة لتفكيره، والتي كانت تعمل على قص أو مد أطراف الواقع بما يلائم سرير الإيديولوجيا، من غير الانتباه إلى حقيقة أن الواقع لا يتحدد بالإيديولوجيا، بل بشبكة واسعة من علاقات القوى الفاعلة وصراعاتها.
2ـ الرؤية إلى الذات بعين الآخر، ولا سيما ما تركه التراث الاستشراقي من طروحات ومعايير، من دون الالتفات إلى المصالح الإمبراطورية التي أطّرت، إلى حد بعيد، تلك الرؤية.
3ـ جعل الماضي، أو فترات محددة منه مقياساً لتقويم الواقع الراهن، ومثالاً يجب إعادة استنساخه مستقبلاً، من غير اعتبار لاختلاف السياق التاريخي والشروط الموضوعية.
ولذا بات هذا المثقف مستهلكاً أكثر من كونه منتجاً.. منبهراً أمام المنتج الغربي، أو مأسوراً بنظرة القداسة إلى التراث. وكان خطأه هو في أنه أراد أجوبة جاهزة لأسئلة ما زالت تقض مضجعه منذ عقود.. أجوبة بحث عنها في كتب التراث أو عند الآخر/ الغرب، ناسياً أن عليه أن يبدع أجوبته "من غير تجاهل لتراثه، أو لتراث الآخر/ الغرب" من داخل تجربته التي يعيشها.. إنه يخلط، أو لا يعي العلاقة بين مرجعياته، والموجبات المتحكمة بإنتاجه. فالمخرجات ليست حاصل جمع مجرد للمدخلات.. إنها شيء آخر، مختلف.. لقد جعل، من خلال تعاطيه، التراث عبئاً ثقيلاً ينوء به، ومن ثقافة الآخر/ الغرب بعبعاً مخيفاً، أو خياراً نهائياً لا بديل له.
4ـ النظرة التجزيئية التي لا ترى الحدث في سياقه التاريخي، وفي علاقاته مع الأحداث السابقة والمحايثة.
5ـ ظل هذا المثقف لزمن طويل يعتقد، وهنا أس أزمته وشقائه، أن كرسي السياسة وحده القادر على إتاحة الفرصة له لتحقيق مشاريعه.. كان المثقف يزاحم السياسي من دون أن يكون مالكاًً لآليات عمل السياسي ودهائه، وطرقه البرغماتية العملية. ولم يدرك إلاّ في وقت متأخر، أو أنه لم يدرك بعد، أن عمله الحقيقي هو أن يكون عضوياً في ضمن المجتمع المدني في مواجهة السلطات كلها. وأن يكون موقعه خارج إطار المؤسسة الرسمية، ليحكم على الحدث من غير تأثير الموجِّه الإيديولوجي والإستراتيجي لها.
6ـ تفكير المثقف العراقي، والعربي عموماً، بمنطق الدولة الشمولية.. الدولة التي توفر شروط العمل الثقافي ـ وبطبيعة الحال ـ بما يلائم إيديولوجيتها وغاياتها.. الدولة التي تتدخل في كل شيء، وتدس أنفها في كل شيء.
7ـ ضيّع هذا المثقف نفسه أو جمّد توجهه داخل ثنائيات ابتدعها، ولم يستطع التخلص من سطوتها "الأصالة والمعاصرة، أنا والآخر، اليمين واليسار، الخ" وكأن التعامل مع هذه الثنائيات هو أن تكون مع هذا وضد ذاك، أو بالعكس.
في مقابل هذا صرنا أمام عدة نماذج للمثقفين؛
1ـ المثقف الذي يعد نفسه ممثلاً للمجتمع وقائداً له من غير تفويض.
2ـ المثقف الذي يخضع لأهواء المجتمع وانفعالاته، حتى اللاعقلانية منها، لنيل رضاه، متجنباً نقد الظواهر السياسية والاجتماعية الضارة.
3ـ المثقف الذي يتعالى على المجتمع، ويعتزل في البرج العاجي.
4ـ المثقف الناقد.
وحين نحصر مفهوم المثقف إجرائياً علينا أن نبعد النماذج الثلاثة الأولى، لأنها لم تتخلص من سلبيتها في مواجهة الأزمات فهي إما اكتفت بالصراخ والنحيب بديلاً عن الفعل النقدي المغيّر الذي كان يجب أن تقوم به، أو تجاهلت ما يجري أمام عينيها كأن الواقع لا يعنيها. ونقتصر في مقصدنا على المثقف المالك لمنهجه النقدي، ورؤيته الواسعة، الجدلية، الذي يقول الحق بوجه السلطة، أية سلطة، كما يرى إدوارد سعيد.
ربما ليس هناك من يشعر بالخيبة والمرارة من مثقفي العالم بقدر ما يشعر المثقف العراقي، والعربي عموماً، ذلك أنه يشهد زمن الكارثة، ويرى الطوفان، والخراب الفادح من غير أن يملك القدرة على فعل أي شيء جدّي وفاعل. إنه قبل كل شيء يعيش محنة لقمة العيش، ويحس بنفسه محاصراً.. إنه الآن حائر بين أنظمة تتمترس وراء طروحات دينية وتتاجر بها، وقطاعات واسعة من المجتمع غارق في الغيبيات، جرى تجهيلها. حتى إذا طرح الأسئلة المربكة الصادمة أتهم بالمروق والزندقة والخيانة. والمصيبة حين يضطر للمهادنة أو التوفيقية أو النفاق، أو في أحسن الأحوال إلى السكوت.. ها هو بلا سند إيديولوجي، أو أن سنده بات مشكوكاً في أمره، ولما سقطت الكتلة الشيوعية وفشلت التجارب التحررية في العالم الثالث سُلبت منه الأرضية فوجد نفسه معلقاً في فراغ، من دون قوة ظهير، أو مثال "نموذج". والأدهى من ذلك أنه الآن بلا خطاب ثقافي متماسك، أو مجتمع مثقفين متجانس يكوّن أرضية لإنتاج ثقافي يعتد به. وأن من أكثر الإشكاليات التي يعاني منها المثقف العراقي، والعربي عموماً، هي إشكالية علاقته بالسلطة، وتحديداً بالسلطة السياسية، فهو أبداً هدف لتلك السلطة التي تسعى إلى إدماجه في عجلتها ومصادرة خطابه، وفي حالة عدم امتثاله تقوم السلطة السياسية بإقصائه وتهميشه، وأحياناً بتصفيته إن رأت فيه مصدر تهديد لها. وفي الوقت الذي كان فيه المثقف يحلم كان رجل السياسة يفعل ويشارك في صنع الواقع "سلباً أو إيجاباً" ولقد وفرت وسائل التقنية الحديثة ولا سيما في مجالات الإعلام والاتصالات الحظوظ لتعميم خطاب السلطات السياسية بينما بقي خطاب المثقف العراقي، والعربي عموماً، مغيباً لا يجد فرصته للظهور والتأثير. والسلطات من خلال ممارساتها، ولا سيما في حقول التعليم والإعلام أفقدت المواطن الاعتيادي حسه الوطني وسطحت وعيه ورؤيته وأخضعته من حيث لا يعلم لغسيل مخ مبرمج، حتى أصبح خطاب المثقف بالنسبة له عسيراً وغامضاً ولا معنى له.
وفي الأحوال كلها فإن المشهد الثقافي العراقي، والعربي عموماً، محاصر بإشكاليات واقع اجتماعي مأزوم.. واقع فاجأ المثقف بمعطياته وعقابيله.. هذا المثقف يجد صعوبة في إعادة صلته بهذا الواقع، فهو يشعر بالاغتراب، فثمة خلل في التواصل بينه وبين الآخرين، بين نتاجه ومتلقيه المفترضين، وثمة سوء فهم أيضاً من جانبه ومن جانب المجتمع.
يدرك المثقف الآن أكثر من أي وقت مضى بأنه لم يعد في ضمن النخبة، والسؤال إن كان في هذا ما هو إيجابي؟. أعتقد؛ نعم.. اليوم بات المثقفون أو الشريحة الأعمق وعياً والأثرى إنتاجاً منهم يتخلصون من أوهامهم القديمة، من أحكامهم الساذجة القديمة.. باحثين عن مفاهيم ومناهج أشد فاعلية يمكن أن تعينهم، لا في فهم واقعهم بشكل أفضل فحسب، وإنما لإعادة صلتهم به على وفق منظومة علاقات جديدة.
إذا كان من المحتم على المثقف أن يكون مهتماً بالشأن العام فلأنه، من المضحك، في هذا المنعطف الحرج من تاريخنا، وجود "مثقف البرج العاجي" الذي يقف خارج الأطر الاجتماعية التي بها تتحدد موقع ودور ووظيفة كل كائن اجتماعي. فالمثقف لا بد أن يكون واقعاً تحت تأثير شبكيات السلطة وانعكاساتها داخل النظام الاجتماعي، ولكي يتجنب الاستسلام، لا بد له من إشغال موقع الناقد، لأن المثقف هو الكائن الذي لا يكف عن طرح الأسئلة على نفسه وعلى العالم. وعليه أن يمتلك الحرية، ويعي أنه حر، في تفكيره، وأنه يعرف تماماً ماذا يصنع بهذه الحرية.
في اليوتوبيات السعيدة ليس ثمة حاجة لوجود المثقف. والإنسان السعيد المطمئن، الذي يسوّغ أشياء عالمه وقد رضي بموقعه، وبالمسار الذي ألفى نفسه فيه لا يمكن أن نطلق عليه صفة "مثقف" حتى وإن جلس طوال الوقت يثرثر حول ما قاله المفكرون والفلاسفة.
وفي عالمنا المعاصر، أمام كل هذه الفوضى والدمار والمآسي واليأس، كيف يمكن للمثقف أن يبرر، أو يثق أو يعتقد بأن كل شيء، أو حتى بعضه، هو على ما يرام. فالمثقف كائن مؤقت، مشروط وجوده بوجود الخلل في تكوين العالم، وحين يصلح هذا الخلل ستنتفي الحاجة إليه، وإلى ذلك الحين ينبغي إرجاء إعدام هذا الكائن التاريخي المشاكس.
المثقف كائن شكاك، ووقح في تساؤلاته، وساخط أبداً.. إنه البعبع الذي يهدد بفكره المتسائل كل سلطة، وكل عرف اجتماعي فاسد، أو أدلوجة سائدة. من هنا يجب أن نفهم لماذا يقصى المثقف الحقيقي في راهننا، كما في تاريخنا، ولماذا يُنبذ؟. وتُشوه صورته ويُهمّش؟.
وببساطة متناهية، لا يمكن للمثقف إلاّ أن يتخذ موقفاً إلى جانب قيم الحق والحرية والحب والخير والجمال.. إنه بهذا يلامس ذلك الحد الرفيع من الوجود الإنساني في أسمى تجليات رقيه الحضاري والأخلاقي، مجسداً لحظتئذ قوة الحياة إذ تنعكس في العمل المبدع ( الشعر والرواية والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والسينما، الخ ) وفي مجالات الفن والفكر والعلم كلها. وأكاد أجزم، ولكن بشكل مخفف، أن هذا النمط من المثقفين هو المنتمي إلى تلك الفئة القليلة من الفلاسفة الملوك، كما نعتهم جوليان بندا، أولئك الذين يعدون ضروريين من أجل إنقاذ العالم حين يكون قاب قوسين أو أدنى من الكارثة.
ربما كان خلاص المثقف يكمن في حيرته، ووعيه لمأزقه الذي بوغت به، وورطته.. ينشأ الوعي على خلفية من أسئلة صادمة، أسئلة تخدش وتستفز، وتقلق، وتحاكم، وتفتح الثغرات.. تعري وتؤشر وتفضح. فالمثقف هو مشاغب يثير الأسئلة ليعكر صفو أولئك الذين يصطادون في الواقع العكر، فدوما يمتلك المثقفون، أو هكذا يجب أن يكون الأمر، مفاتيح لا يملكها غيرهم، وهنا نقطة قوتهم.
عجز المثقف العراقي، والعربي عموماً، وافتقاره لروح المبادرة، والجرأة في هذا الفاصلة العجيبة من تاريخنا لا يعني نهاية المطاف قطعاً.. ما زال في الوقت متسع على الرغم من كل شيء، وما زال في الأفق المعتم بصيص.. فقط، على المثقف أن يتحسس موضع قوته، وأن يدرك أبعاده والكيفية التي بها يمكن استثماره، عندئذ ستتغير وقائع وأفكار ومسارات.
إن على المثقف العراقي، والعربي عموماً، أن يبدأ من عتبة أخرى، معيداً النظر في منهجه وشبكة مفاهيمه، ورؤيته متمسكاً، بقوة النقد في منهجه الجديد، ومفاهيمه ورؤيته. ليكون أحد رهانات نهضة مقبلة. فالمثقف فاعل اجتماعي، أهميته وخطورته تكمن في تعريضه لسلاسل القيم السائدة، وقواعد المؤسسات القائمة للتفكيك والنقد. أما مكانه، كما رأى غرامشي قبل أكثر من سبعين سنة، فيقع بين البنية الاقتصادية والبنية الفوقية.. بين المجتمع المدني والدولة ( إنه مكان سلطة، وبالتالي فقول المثقف بأنه غير منحاز هو قول غير صحيح. إن وضع المثقف يرتبط عضوياً بالمجتمع ).
كان المثقف العراقي، والعربي عموماً، يقف أمام مأزق أن كثيراً من مفاهيمه القديمة قد استهلكت أو بليت نتيجة الاستخدام الفاسد والسيئ لها من قبل الأنظمة الفاشية والاستبدادية، أو من قبل الحركات والتيارات السياسية التي أخفقت في برامجها ومشاريعها بسبب سطوة الإيديولوجي لديها على المعرفي، وغياب الرؤية النقدية، وأسباب أخرى كثيرة ليس هنا، في هذا المقام، مجال التفصيل فيها. ومن أمثلة هذه المفاهيم "القومية، الاشتراكية، العدالة الاجتماعية، حق تقرير المصير، الديمقراطية، دولة المؤسسات، المجتمع المدني، التراث والمعاصرة، المادية والمثالية، اليمين واليسار.. الخ".
وإذن؛ ما السبيل للتعامل مع تلك المفاهيم الآن؟. هل بتغييرها، أم بإعادة تعريفها وإعطائها مضامين جديدة، أم بإدخالها مع مفاهيم أخرى مبتكرة في ضمن نسق مغاير وعلى وفق منهجية جديدة، وشبكة علاقات أخرى. من غير أن ينكفئ المثقف ويتحدد أمام خيارات ميكانيكية، أو رؤية توفيقية في ما يخص الثنائيات المتداولة، مع اعتبار أن ثمة مناطق متداخلة ومساحات متدرجة بين تلكم الثنائيات؟.
هناك، جزء من المحسوبين على شريحة المثقفين، ما زال يرى العالم كما لو أنه لم يتغير منذ نصف قرن، كما لو أنه لم يشهد تلك التحولات كلها، في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، في طرق الاتصال والمعلوماتية والمفاهيم والمناهج، والتقنيات ووسائط الإعلام وغيرها. حيث تبدلت معها الخريطة السياسية والاجتماعية للعالم الذي بات أمام إشكاليات ليست هي نفسها، في الغالب، التي كانت معروفة بعد الحرب العالمية الثانية، وإبان الحرب الباردة.
يا لشقاء المثقفين!. يا لفرصتهم التي تلوح، الآن، والتي لا تعوّض!.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء مكتبة.. فضاء الكون*
- سحر ماركيز
- الرواية وسيرة الروائي
- المثقف: إشكالية المفهوم والوظيفة
- كالفينو: الوصايا والإبداع
- مكر كونديرا
- في رواية -الإرهابي- لديفيد معلوف: هل حدثت الجريمة حقاً؟.
- حياة أوفيد المتخيلة
- المثقف والفاشي وهاجس الأرشيف
- في رواية ( كل الأسماء ) لساراماغو: البحث عن الذات عبر البحث ...
- بين كاداريه وساراماغو: أضاليل التاريخ ومناورات الروائي
- في الذكرى المئوية لولادة سارتر
- المجتمع الاستهلاكي: الأسطورة وصناعة الزائف
- الحوار المتمدن في أفقنا المعرفي
- الإعلام والعولمة: كيف يحولنا الإعلام؟
- حوارمع سعد جاسم أجراه بلاسم الضاحي
- هيرمان الساحر
- أدب الرحلات والشرق المفترض
- السيرة الذاتية: حضور الوثيقة ومناورات الذاكرة
- المثقف وخانق السياسة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - شقاء المثقفين