أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مترجم القرآن وعروسك قمر















المزيد.....

مترجم القرآن وعروسك قمر


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاليا مشغول بتصحيح ترجمتي الإيطالية للقرآن التي آمل ان تصدر في الأسبوعين القادمين. وهي الترجمة الوحيدة بالتسلسل التاريخي في هذه اللغة. وقد اعرت هذه الترجمة اهتماما خاصا. وقد تكون الترجمة الوحيدة في العالم التي تلتزم بمبدأ الإنسجام. أعني بذلك ترجمة كل آية أو عبارة أو كلمة تتكرر بنفس الطريقة، إلا اذا كان هناك سببا لذلك. وألجأ في ذلك إلى ثلاثة برامج قد تفيد القارئ:
http://corpus.quran.com/qurandictionary.jsp
http://qrs.misrians.com/qrsearch.php
http://www.holyquran.net/
فقد راقبت كل كلمة في القرآن من خلال العودة إلى جذورها ومشتقاتها، مع مقارنة ثماني ترجمات إيطالية متوفرة لدي والرجوع لكتب التفسير والقواميس المختلفة.
.
وهدفي من هذه الترجمة ليس اعطاء نص إيطالي انيق لغويا، ولكن نصًا إيطاليا امينا لأكبر حد ممكن. فهناك ترجمات إيطالية غاية في الروعة من المنظور اللغوي الإيطالي، ولكنها بعيدة كل البعد عن الأمانة. ونفس الأمر يمكن قوله عن الترجمات في اللغات الفرنسية والإنكليزية التي اطلعت عليها. وللإيطاليين مقولة شهيرة تقول: traduttore traditore والتي تعني: المترجم خائن. ورغم ذلك تبقى قراءة القرآن باللغات الأجنبية أفضل بكثير من قراءته باللغة العربية، حتى للناطقين بالعربية لأن المترجم اجتهد في فهم القرآن ... على قدر الإمكان. فالقرآن كتاب احاجي وطلاسم. قد يطربك سماع ترتيله بالعربية ولكن سرعان ما يخيب أملك عند تمعن معانيه. ولا عجب من وجود آلاف من مراكز تحفيظ القرآن بينما لا يوجد مركز واحد لفهم القرآن. وكأن القرآن معمول للبغاوات.
.
وهنا لا بد من الإشارة إلى مشكلة تمثل كابوسا لكل مترجم: الآيات المبهمة. فقرابة 20% من آيات القرآن مبهمة، قدم المفسرون عدة معان لها متناقصة، وصلت في إحداها إلى 20 تفسير متناقض. وقد تعرضت لبعضها في مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=538213
ولا حاجة للتكرار هنا.
.
والمترجم في حيرة امام هذه المعاني المتضاربة. فبأي من هذه المعاني سيأخذ؟ فهو لا يمكنه أن يعطي كل المعاني في ترجمته. وعليه اختيار احداها على مضض مع وضع بعض الإشارات في الهوامش لهذه الإختلافات في أحسن الأحوال. وهو أمر نادر. وفد قمت بذكر ترجمات مختلفة في هوامش ترجماتي كما ذكرت مواضع الإبهام في طبعتي العربية للقرآن. ويمكن للقارئ ملاحظة هذه الإختلافات بسهولة بمقارنة تفاسير مبسطة مثل تفسير الجلالين وتفسير المنتخب المعتمد من الأزهر والتفسير الميسر المعتمد من السعودية والتفسير المبين للشيعي محمد جواد مغنية.
.
والمشكلة الأهم لدى كل مترجم: كيف يمكن ان تترجم آية غير مفهومة أو ناقصة في النص الأصلي؟ هل تترجمها بصورة مبهمة وناقصة -- فتوقع القراء في حيرة وتشككهم في معرفتك للغة -- أم تلوي عنق الآية؟ ولو اردت اعطاء امثلة على ذلك من خلال الترجمات التي اطلعت عليها (50 ترجمة انكليزية، 20 ترجمة فرنسية، 8 ترجمات ايطالية) لألفت في ذلك موسوعة من عدة مجلدات.
.
وينقصنا اليوم طبعة عربية للقرآن تشير في هوامشها إلى المعاني المتضاربة لكل آية وفقا للمفسيرين المعتبرين في المذاهب المختلفة. ناهيك عن عدم وجود طبعة عربية محققة للقرآن وفقا لقواعد التحقيق العلمية المتبعة في تحقيق المخطوطات القديمة. ودون وجود مثل هذه الطبعة، يجد المترجم نفسه أمام نص خام مخربط مبهم مقطع الأوصال. ومن يقول بأن القرآن لا يمكن ترجمته فهو على صواب. فالنص المبهم لا يمكن ترجمته بأمانة. تصور نفسك مترجما لكلام شخص يهذي في مستشفى مجانين لا تفهم ما يقوله. كيف يمكنك توصيل كلامه للمستمع بأمانة؟ هل تهذي مثله؟
.
اعتذر لقرائي المسلمين الذين يحيطون القرآن بهالة من القداسة. ولكن لا بد من قول الحقيقة. وليس من طبعي المداهنة. وهذا امر ليس بالسهل.
هناك مقطع من فيلم https://goo.gl/gkMG9j لرجل يحمل عروسه وهي مغطية وجهها بين جمع من الأقرباء. ويقوم الزوج بإجلاسها بقربه وعلامات الفخر على وجهه وكل الناس فرحين بالزواج. والمتفرج على الفيلم ينتظر كشف الغطاء عن وجه العروسة. ولكن عبثا. إقرؤوا التعليقات تحت الشريط.
ماذا لو أن العريس لم يرى أبدا عرسته على حقيقتها ويكتشف ليلة الدخلة أن عروسته ليست كما كان يتخيلها فيهرع هاربا دون ملابس داخلية بسبب منظرها المخيف؟
المترجم هو هذا العريس... الذي يلج باب القرآن مخمنا أنه قمة في البلاغة كما يدعي المؤمنون به... فيجد نفسه أمام ركام من كلام مبهم مخربط لشخص يهذي غير سوي مكانه الطبيعي مصحة الأمراض العقلية.
.
أنتظروا إذن ترجمتي الإيطالية للقرآن خلال إسبوعين.
.
وانتقل هنا إلى ملاحظة أحد قرائي على الفيسبوك - وهو طبيب عربي يعيش في السويد - حول استعمالي للقب "النبي سامي" في مقالاتي وأشرطتي http://www.youtube.com/user/samialdeeb.
Maher Mufid El-Khalidi
أنت رجل شجاع تستحق الإحترام لقولك رأيك بصدق ولمحاولة تنوير وتعليم الآخرين
ولكن مفهوم النبوة حتى لو كان سخرية سوف يقوض رسالتك وعملك وكتاباتك المحترمة والجديرة بالاهتمام (مترجم من الإنكليزية)

وكان ردي
-------
أخي ماهر
لقب النبي فيه نوع من الجد والهزل. كل واحد يفهمه كما يريد.
اود ان لا يأخذني أحد على محمل الجد وأن يقبل روح الفكاهة.
الحياة فيها الكثير من المشاكل ولا بد من الدعابة. ومن لا يتقبل الدعابة لا حاجة له لقراءة ما اكتب أو سماع ما اقول.
ولا امانع ان يتهمني البعض بالجنون. فهذه حصانة لي.... مثل البومة في شعاري.
وأنا على كل حال لا اكتب ولا اتكلم لمن هو مصاب بالإمساك العقلي.
.
اضحكوا تضحك الدنيا لكم. عبسوا تعبس الدنيا لكم.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن يخالف حقوق الإنسان
- اصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة)
- ضرورة انشاء دين جديد
- الرئيس السيسي في الأمم المتحدة بين الكلام والحقيقة
- ما المانع من ظهور نبي جديد؟
- هل كان محمد نبيًا؟
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال (3)
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال (2)
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال
- لا توجد أي طبعة محققة علميًا للقرآن
- مفتاح لحل لغز القرآن
- سجلوا اعتراضاتكم حول اخطاء القرآن
- من وحي ترجماتي للقرآن 9: القرآن يشهد بنقصه 2
- من وحي ترجماتي للقرآن 8: القرآن يشهد بنقصه 1
- من وحي ترجماتي للقرآن 7: بلاغة القرآن؟
- من وحي ترجماتي للقرآن 6: الآيات الناقصة
- من وحي ترجماتي للقرآن 5: الببغاوات
- تفسير ابن خلدون لاخطاء القرآن
- من وحي ترجماتي للقرآن 4
- مصيبة: الإسلام دين كامل


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مترجم القرآن وعروسك قمر