أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية














المزيد.....

مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الآونة الأخيرة كثر تداول مفاهيم " مكونات الشعب العراقي " و " الوحدة الوطنية " بين السياسيين العراقيين سواء كانوا نوابا أم وزراء او قياديين في احزاب سياسية ، وتناقلت وكالات الأنباء والصحف الورقية والألكترونية تصريحات لهذا الوزير او ذاك النائب ، ومع الأسف نجد تفسيرات مشوهة لمفهوم " الوحدة الوطنية " او " لمكونات الشعب العراقي " فنرى بعض هؤلاء يصرون وعن قصد مبيت على تعميق الأنقسام القومي الطائفي الذي أرساه النظام البعثي الفاشي والذي واصلت السير فيه الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمراتها التي عقدتها قبل غزو العراق .

نائب في مجلس النواب وله مكانة متميزة في كتلته الأنتخابية يختزل مكونات الشعب العراقي بـ " الشيعة ، السنة ، الأكراد " ، مرددا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية ، ومقدما لها خدمة مجانية ، وكأنه لا يعلم ويبدو انه لا يعلم ما فعلت هذه التقسيمات في الشعب اللبناني لأكثر من خمسة عشر عاما ولا تزال نذر شؤمها تهدد الشعب اللبناني .

ووزير في الحكومة الحالية يؤكد على انها " حكومة وحدة وطنية " ، طالما تضم في تشكيلتها " الشيعة والسنة والأكراد " ، ويطالب ان تكون الحكومة المقبلة على غرارها ، ولا ادري كيف يطلب منا هذا الوزير ان نعتبره وزيرا لكل العراقيين ، وهو يصرح علنا انه وزير في حكومة " شيعة وسنة وأكراد " أي حكومة طائفية قومية ، فأين موقع ابناء الديانات والقوميات الأخرى من الأعراب كما يقال ؟ ، ومن هو الوزير الذي يمثلهم ويرعى مصالحهم ؟ ، وأين قوى التيار الديمقراطي اليساري العلماني ؟ ، أليس هؤلاء عراقيين ولهم حق في هذا الوطن يقره الدستور العراقي الذي لم ينشف حبره بعد .

ان من يردد هكذا تشويهات يؤسس بقصد او بدون قصد لمرض سرطاني ، ويؤسس لدق أسافين وليس أسفين واحد في المجتمع العراقي ، بل يؤسس لتثبيت معاول تهديم للمجتمع العراقي ، وبدلا من ازالة التشويهات التي الحقها نظام البعث الفاشي طيلة فترة حكمه بالمجتمع العراقي ، نرى ان هؤلاء بتفسيراتهم المشوهة لمفهوم " مكونات الشعب العراقي " و " الوحدة الوطنية " يزيدون في تشويهات البعث الفاشي عمقا ويسيرون في دربه ، ويحققون احلام اعداء العراق وشعبه ، وعجبا انهم بتجارب الشعوب الأخرى لا يتعظون ، فهل هم لا يفهمون ؟ ام عن ذلك يتعامون .

صحيح جدا ان احدا لا يستطيع نكران قوميته او دينه او طائفته ، ولكن الخطأ يكمن عندما يجعل لها الأسبقية على عراقيته ، ويكون الولاء للطائفة او القومية بدل الولاء للعراق ، والكارثة الكبرى عندما يقول المواطن انا شيعي او سني او كردي بدلا من القول انا عراقي ، فغطاء العراق أشمل يلتحف به الجميع وغطاء الطائفة او القومية لا يكفي الا للطائفيين او القوميين .

ووزير الحكومة الحالية يعترض على مطالبة مجلس الأمن الداعية بتشكيل " حكومة وحدة وطنية " ويعتبر هذه المطالبة بـ " تدخل غير مبرر من جانب مجلس الأمن في شؤون العراق " ، والذي يثير الأستغراب ان هذا الوزير يقيم في المنطقة الخضراء المحمية بقوات الأحتلال " متعددة الجنسية " والمتواجدة بموافقة مجلس الأمن ، فكيف يكون وزيرا، ومن استوزره وهو ليس له علم بقرار مجلس الأمن الذي شرعن قوات الأحتلال وحولها الى قوات متعددة الجنسية ، وهي محط مراجعة من قبل مجلس الأمن سنويا ويتم التمديد لها بطلب من الحكومة العراقية التي هو وزير فيها ، الا يعلم وزير الحكومة الوطنية ان حكومته قدمت طلبا رسميا لمجلس الأمن لتمديد تواجد هذه القوات وبدون أخذ موافقة الجمعية الوطنية ؟ ، هل يعتقد هذا الوزير ان تصريحه لا يقرأه احد ، طالما هو لا يقرأ شيئا ؟ .

ان المأساة التي يمر بها العراق وشعب العراق بحاجة الى نواب يمثلون كل الشعب العراقي ، وينطقون بأسمه ويدافعون عن مصالح كل عراقي ، وبحاجة الى وزير يكون وزيرا لكل العراقيين وليس وزيرا لقومية معينة او طائفة معينة ، ويقوم بخدمة كل عراقي مهما كانت قوميته او دينه او طائفته ، وزيرا يجعل ضميره نصب عينيه ، وليس الحزب الذي رشحه لهذا المقعد الوزاري ، فلعنة التاريخ ستلاحق كل من يكرس النعرات الطائفية والقومية في مجتمعنا العراقي ، ومن يزيده تمزيقا ويشارك في تعميق جراحه في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لتضميد هذه الجراح .

فلله درك يا عراق ويا شعب العراق ، فمثل هؤلاء الوزراء وهؤلاء النواب لا يرعون لك مصلحة ، ولا تتوفر لديهم الأهلية لتضميد جراحك النازفة .
18 شباط 2006



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابر جماعية للبشر والكتب !!!
- ؟خط احمر ... أم خطوط حمر
- حكم الأغلبية
- أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟
- القانون في إجازة
- أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟
- كيف سيكون الحال ؟
- العفالقة الجدد ... ثانية
- مفارقات انتخابية
- رحمة بالعراق
- العفالقة الجدد ...؟!
- هل المفوضية العليا للأنتخابات مستقلة أم مستَغَلّة ؟
- من هي القائمة البعثية ؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية