أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلاقي















المزيد.....

موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلاقي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 411 - 2003 / 2 / 28 - 04:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أعلنت فرنسا وألمانيا معارضتهما للسياسة الأمريكية-البريطانية إزاء صدام حسين، تحت يافطة الحرص على الشعب العراقي وإعطاء مراقبي الأمم المتحدة فرصة أطول واتباع سياسة إحتواء النظام بدلاً من إسقاطه. أما الحقيقة فتؤكد خلافاً لذلك. فوجود نظام صدام حسين بحد ذاته هو حرب مستمرة على الشعب طيلة 35 عاماً. ولا حياة طبيعية لهذا الشعب إلا بإسقاط النظام ولا يمكن إسقاطه إلا بالحرب. ولذلك فهي حرب من أجل السلام. وعليه فدعاة اللاحرب على النظام لا يعيرون أي إهتمام لمعاناة الشعب العراقي على يد الحكم الجائر.
ولنتناول الموقف الفرنسي أولاً, لم يشذ الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مشاكسته لأمريكا فيما يخص الموقف من القضية العراقية عن تاريخ فرنسا بوجه عام. ففرنسا تشعر بالنقص إزاء أمريكا وبريطانيا منذ تحريرها من حكومة فيشي والإحتلال النازي على يد الحلفاء بقيادة أمريكا في الحرب العالمية الثانية. وأمريكا هي التي أعادت بناء أوربا بعد الحرب وفق خطة مارشال ولولا أمريكا لما كانت أوربا على وضعها الحالي. وكما قال ريتشارد بيرل أحد أدمغة إدارة بوش: " لقد أعطيت فرنسا مقعدا دائماً في مجلس الأمن لتشجيع فكرة أن فرنسا حررت نفسها بنفسها في الحرب العالمية الثانية!". ومنذ ذلك الوقت تشعر فرنسا أن ثقافتها مهددة بزحف الثقافة الأمريكية. وهذا الشعور بالغيرة من المكانة الأمريكية والخوف من ثقافتها موجود ليس لدى فرنسا فحسب بل، ولدى أغلب الدول الأوربية الأخرى ولكن بدرجة أقل.
وموقف فرنسا من القضية العراقية وحرصها على بقاء صدام في الحكم هو بالأساس بدوافع المصالح الإقتصادية ليس غير. فالعلاقات الفرنسية-العراقية قديمة بدأت منذ اغتصاب حزب البعث للسلطة عام 1968. وعلاقة شيراك بصدام حسين معروفة منذ السبعبنات عندما كان الأخير يلقب ب"السيد النائب". ففي حملة إنتخابات رئاسية في تلك الفترة دفع النظام البعثي ما يقارب 300 مليون دولار من أموال الشعب العراقي لدعم نفقات الحملة الإنتخابية لشيراك ضد منافسه الإشتراكي فرانسوا ميتران. وكان البعثيون يروجون أن شيراك هو الصديق الشخصي "للسيد النائب". ورغم ذلك الدعم الهائل، انهزم شيراك. كذلك الإمتيازات النفطية والإقتصادية الأخرى التي خص بها النظام الحكومة الفرنسية طيلة ثلاثة عقود الماضية. وقد قامت فرنسا ببناء المفاعلات النووية في سلمان باك والتي دمرتها إسرائيل بعد إنجازها عام 1981. وكنت في بريطانيا منذ ذلك الوقت فقرأت في إحدى الصحف، أعتقد أنها الديلي ميل اللندينة، أن الخبراء الفرنسيين الذين بنوا المفاعلات كانت لهم صلات بالمخابرات الإسرائيلية (موساد)، وسربوا إليها المعلومات وأنهم قاموا بزرع متفجرات في أجهزة المفاعلات و فجروها بعد الإنتهاء منها في وقت محدد تزامنت مع غارات الطائرات الإسرائيلية التي ما كانت إلا تغطية لحماية الخبراء الفرنسيين من الشبهة! هذا ما روته الصحيفة. كذلك خصت حكومة صدام حسين فرنسا بإمتيازات كبيرة على حساب مصلحة الشعب العراقي. فبلغت الإستثمارات النفطية الفرنسية في العراق عشرات المليارات من الدولارات.
لذلك فوقوف  شيراك الى جانب صديقه صدام حسين والإستماتة في الدفاع عنه، هو بدوافع مصلحية إقتصادية بحتة لفرنسا، وليست بدوافع إخلاقية كما يتوهم البعض، خاصة بعد أن هددت قيادات المعارضة العراقية أنها بعد سقوط النظام، ستعيد النظر في كافة العقود والإتفاقيات النفطية المبرمة بين حكومة صدام حسين وفرنسا وروسيا وغيرهما.
ولكن من المؤكد أن فرنسا ستغير سياستها في نهاية المطاف عندما تقترب ساعة الحرب. فهكذا تصرفت في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، إذ عارضت الحرب في البداية ولكن في نهاية الأمر أذعت للأمر الواقع وانضمت إلى قوات الحلفاء. كذلك ستفعل الشيء ذاته هذه المرة عندما يجد الجد لتنال حصتها من الكعكة من المشاريع في إعادة بناء العراق، ولا يمكن أن تضحي فرنسا بمصالحها وعلاقاتها الدائمة مع أمريكا، الدولة العظمى، في سبيل صدام حسين الزائل حتماً.
كذلك من المفيد أن نذكر بإيجاز شيئاً عن إخلاقية شيراك. إذ من المعروف أنه لو لم يكن شيراك رئيساً للجمهورية لكان في السجن الآن. لأنه قبل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كان شيراك على وشك تقديمه لمحاكمة بتهمة الفساد والرشوة وكان من المؤكد أن يدان ويحكم عليه بالسجن فيما لو تمت محاكمته. ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان. فالذي أنقذه من المحاكمة والسجن هو زعيم الحزب الفاشي جون ماري لوبين. ففي الإنتخابات الرئاسية امتنع أغلب مصوتي اليسار عن التصويت للمرشح الإشتراكي ليونيل جوسبان في الجولة الأولى كنوع من العقوبة له لعدم رضاهم عن سياساته، على أن يصوتوا له في الجولة الثانية ولم يخطر ببالهم أن لوبين يفوز بالمرتبة الثانية في الجولة الأولى وبذلك يحرم جوسبان من الإنتخابات النهائية. وبذلك وضع الشعب الفرنسي أمام خيارين أحلاهما مر. فأما أن يصوتوا لجون مار لوبين الفاشي أو لجاك شيراك المرتشي. وهكذا حقق المرتشي فوزاً ساحقاً. والقانون الفرنسي لا يسمح بمحاكمة رئيس الجمهورية.

أما موقف الحكومة الألمانية من الحرب المرتقبة، فأكثر تعقيداً نوعاً ما، فمن جهة، ذاق الشعب الألماني الويلات من الحروب، وهو ضدها حتى وإن كانت حروباً عادلة لإسقاط نظام فاشي كنظام صدام حسين. كذلك الحكومة الألمانية استفادت إقتصادياً من النظام البعثي، إضافة إلى خوفها من فضح دورها في تمديد النظام بالسلاح الكيمياوي وبناء معامل الأسلحة وغيرها وكذلك تجهيز النظام بأدوات التعذيب المتطورة وتدريب رجال أمن النظام بوسائل التعذيب النفسي والجسدي، سواء من أجهزة المخابرات في ألمانيا الشرقية أو الغربية على حد سواء. ولكن حتى مع هذه الحالة، يؤكد المحللون السياسيون المطلعون على الأمور أن المستشار الألماني كيرهارد شرورد، كزميله الفرنسي سوف يهرع في اللحظات الأخيرة للإنظام إلى قوات الحلفاء للإطاحة بالنظام الفاشي. وفي جميع الأحوال فموقف شرودر كموقف زميله الفرنسي جاك شيراك هو موقف إنتهازي نفعي وأناني معروف، وليس بدوافع إخلاقية.


http://www.sotaliraq.com/abdulkhaliq.html

خاص بأصداء



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...
- عراق الغد بين العلمانية والإسلاموية
- لماذا الهجوم على كنعان مكية والمعارضة العراقية في هذا الوق ...
- هل يستفيد العراقيون من التجربة الإيرانية؟
- مؤتمر المعارضة العراقية.. ما له وما عليه!
- موقف المثقفين العرب من القضية العراقية.. رد على إدوارد سعيد
- الحوار المتمدن علامة مشرقة في مجال تكريس الديمقراطية
- رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد
- هل حقاً أمريكا تريد الديمقراطية للعراق؟
- هل يبقى العراق موحداً بعد صدام؟
- مناقشة هادئة لشعار: -لا للحرب.. لا للديكتاتورية
- تحية للمثقفين الكويتيين على تضامنهم مع شعبنا
- موقف العراقيين من الضربة الأمريكية للنظام!
- شكراً لجورج بوش على موقفه لنصرة الشعب العراقي
- إعلان شيعة العراق.. ما له وما عليه!!
- العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلاقي