أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمدي حمودي - لمذا يعد الصحراوي بالليلة وليس بالنهار أو اليوم ...؟ كيف ينظم حياته برزنامة لا تغيب ؟















المزيد.....

لمذا يعد الصحراوي بالليلة وليس بالنهار أو اليوم ...؟ كيف ينظم حياته برزنامة لا تغيب ؟


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 19:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حمدي حمودي
في اعتبار منطقي أن نجوم السماء ثروة من المعارف لا يمكن ان يمتلكها أحد ,أو أن يخفيها أي كان, أو يحتكرها باي صفة من الصفات ,وأنها كتاب مفتوح, كتاب لا يكذب ولا يغش ولا يحابي ,ولوضوح السماء في الصحراء وبالتالي نجومها ,فقد اختارها الانسان الصحراوي كمعالم ومحطات في تنظيم حياته ,على نظام ثابت دقيق ,فساعدته في المعرفة الدقيقة بكل الفصول ,فكل نجم يطلع في السماء له ما يقابله من اسلوب الحياة على الارض ,صيفا وشتاء ,خريفا وربيعا.
فقد إكتشف أنه في كل 13 يوما هناك نجم يصعد [يطلع] يعني كل اسبوعين تقريبا وهو جدول زمني دقيق لتسيير نظام الحياة لا يتغير.
اننا عندما نتفحص الامرنقف على حقيقة دامغة ان حياة الانسان البدوي الصحراوي أكثر دقة مما نتصور ,وهو ما يكذب ويدحض الدعاية المغرضة في تخلف وإرتجالية حياة الانسان الصحراوي وقد شاع ان النجوم تهديه الى الطريق أيضا فلا يضل أبدا...[ولسنا في صدد ذلك الموضوع البالغ الاهمية]
إن تتبع حركة النجوم والاستفادة منها في الارض لملكات علمية تفوق كل الاجهزة الحديثة اليوم ...
رغم أن التحدي فقط في من يستطيع أن يفهم ويستوعب تلك التكنولوجيا الإلهية اليوم ,كما فهمها الاجداد وأستفادوا منها بالأمس ,وبذكاء تغلبوا واذلوا قسوة الصحراء ,واجابوا على أسئلتها بأريحية وفطنة وسعة بال ؟؟؟؟
الجدول المرفق يبين ملخص عن النجوم ومطالعها:
فكل فصل له سبعة نجوم المجموع7*4=28
وبالتالي 13يوم في 28 أي 364 يوما
ومن نافلة القول واحوال الناس
في الصيف يكون التحضير للزكاة لان الابل تأتي للشراب عند الآبار وبالتالي يسهل عدها واحصاؤها.
السمايم 40 ليلة صيفا : ذروة الحر ,حيث تتخذ إجراءات خاصة.
الليالي 40 ليلة شتاء: وهي قمة البرد القارس ويقال "الليالي الكحل" و"الليالي البيض" 20 للابل تتأثر بالشتاء والانسان في العشرين الأخرى .
من نافلة القول أن الصحراويين لا يحسبون باليوم أو النهار
بل بالليلة فيقال :الليلة ليلة آش؟ وذلك لأن أعينهم مصوبة الى النجوم ورب النجوم.
ومن نافلة القول عند مطلع النجم كذا فعلينا ان نبحث عن مكان قضاء الشتاء .."امنين انشتو؟".وعند مطلع النجم كذا علينا ان نعرف اننا لن نبرح مراحنا هذا الى حين طلوع النجم الفلاني
وعند طلوع النجم كذا لنتهيا للرحيل الى الاتجاه الفلاني... وهكذا تعرف الايام الجيدة والمناسبة للافراح والاسفار لجلب الزاد وغيره كثير...وكل هذا والعين الى اللوحة المضيئة الثابتة في السماء.
ان هذا التنظيم الدقيق بالأيام يجيب على أسئلة كثيرة يطرحها العالم كيف عاش الانسان الصحراوي في هذه المهامه والاراضي المتصحرة وكيف استطاع ان يقاوم ....إنها عبقرية الانسان الصحراوي وذكائه وخبراته التي تراكمت عبر سنوات طويلة من المعارف التي كونت عقله وصقلت ملكاته, كان يفكر دائما بهدوء ويقدم لكل مشكلة حلا.
إن هذا جزء يسير من ثقافتنا التي يجب ان لا تنسى لانها هي هويتنا التي نتميز ونختلف بها عن غيرنا بل وأحيانا نتقاطع بها مع غيرنا ونتشارك بعضها ويمكننا دوما من خلالها أن نضيف الى العالم تلك التجارب الغنية في الحياة وإنه مما يلزمنا هو نقل هذه الخبرات الى الانسان بما يليق في كل مكان لنتقاسم المفيد الذي ينفع كوكبنا الارض ولا نهدر وندفن سنوات كثيرة بل قرون من المعارف المتراكمة التي خلفتها الاجيال للاجيال وتلك الرزنامة السنوية والفصلية والشهرية والاسبوعية بل اليومية بل وحتى الساعات حيث إعتمد الصحراوين تقسيم الوقت حسب أوقات الصلاة.
إن مثل هذه المعارف الفلكية الانسانية التي استطاع الانسان فيها ان يستفيد من حركة الافلاك والنجوم في حياته على الأرض لهي دروس رائعة في فهم العقل الصحراوي حيث عمد الى ما نسميه اليوم بالتصنيف والتقسيم والتجزئة أي إعداد شبكة منطقية متسلسلة تسهل على العقل السيطرة والاستيعاب وهو ما يجعل كل يوم وكل ساعة هي عمل وعطاء وانتاج ولا فراغ في حياته فكل وقت يضيع هو في الواقع تفريط سيدفع ثمنه غاليا.
أن من واجبنا ان نرجع الى ذلك الاسلوب العلمي وتلك الفلسفة التي اعتمدها الانسان الصحراوي وان نثمن تلك المنجزات الفكرية التي بلا شك تساير العصر ومفهومه في استغلال الوقت ...
لا شك ان الاجداد بهذا النظام كان لديهم رؤية واضحة ودقيقة لكل السنة وما سيعمل في كل فصل بل وكل ساعة وهو ما يجعلهم قد طبقوا ذلك المنهج سنوات طويلة وبالتالي سيكونون قد عرفوا كل الاحتمالات التي يمكن ان تكون عائقا وتغلبوا عليها.
إن الانسان الصحراوي لم يقدس يوما النجوم ولكنه استفاد من المحيط ومن السماء ولم يكن ذلك الا تماشيا مع إيمانه العميق وتجسيدا لتخير الكون لنا من الله الكريم وللقارئ ان يتامل في هذه الآيات من كتاب الله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴿٩٧ الأنعام﴾
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ﴿٥٤ الأعراف﴾
وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ﴿١٢ النحل﴾
وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴿١٦ النحل﴾
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨ الصافات﴾
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩ الطور﴾
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥ الواقعة﴾
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿٨ المرسلات﴾
وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ﴿٢ التكوير﴾

و من البديهي ان تلك الرؤية الواضحة تجعل اولئك الآباء قادرين على التنبؤ بما سيقع في السنوات القادمة ويضعوا كل متغير جديد في الحسبان.
إن البحث في الجانب الفكري لثقافات الشعوب ربما يجعل الانسان الصحراوي في طبقة عالية حيث أنه بتلكم السياسات استطاع ان يتغلب على اقسى المناخات بل ويعيش ويستقر ويتمتع بها ولا ييغي لها بديلا.

...........................................................
نضيف تعليق Bachir Daf
نجوم الصيف ولخريف راهم اللا سبعة فكل واحد مثلا الصيف راه يبدي من [15 ماي] :"النهار الفيه احل الماء علي الحية" وينتهي يوم[15 اوت ]
النجوم مجموع ايامهم 91 يوم وكل نجم فيه 13يوم وعند خروج ودخول النجم ينقص الحر [الحمان]
لمدة ثلاثة ايام بين الدخول والخروج وهذا يتركك تنتبه "للظاهرة"
الشي الآخر هو : [العشرة الاخيرة من الصيف] تبدا تنتبه لاصفرار الارض تنبيه آخر بخروخ
نجم "الدخينات" باخذ الارض "اللون الاصفر تدريجيا" و[الايام الخمسة الاخيرة] من هذه العشرة هي نهاية "الصرفة" والمقصود منها : انصراف الصيف والكثير من الناس يضيفها لفصل الخريف رغم انها ايام من الصيف.
صورة مضمّنة 2



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 20 ماي طلقة الحرية وشهقة وصرخة الميلاد الاولى...
- رأي خاص في الزفزافي...
- احتجاز سفينة على متنها حمولة من صخور الفوسفات موجهة من الصحر ...
- المسافات و الاقدام و الآلام
- لمذا بدأ ماكرون رحلته بالمانيا ؟
- الادمان على القمار...
- السفارة الصحراوية في أنوكشوط...
- الجراح الماهر...
- ابناء الغيوم من سلالة هابيل
- الكركرات...
- انا لست مثلك ...
- أكبر نكسة تحل بالدبلوماسية المغربية …فقدان المصداقية
- الشعب الصحراوي ... لحظات التشكل و التحول...
- نظرة في بناء الانسان الصحراوي و قوته...
- كتاب -نبضات من الصحراء الغربية - اول كتاب يصدر في القاهرة لك ...
- الاحتفاء بالذكرى الاربعين للجمهورية العربية الصحراوية الديمق ...
- على ماذا ننوم اطفالنا ...
- الحملات الإعلامية...مثال -النشطاء النرويج- -الاستفتاء الآن-
- ذلك الصدق...
- مرافقة السلاح...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمدي حمودي - لمذا يعد الصحراوي بالليلة وليس بالنهار أو اليوم ...؟ كيف ينظم حياته برزنامة لا تغيب ؟