بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 02:44
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
هناك الكثير من الإخوة العرب وغير العرب من كتاب ومثقفين ومحللين سياسيين يتهمون الكرد، بأنهم عبارة عن "أتباع"، بل البعض يصفهم بـ"عملاء ومرتزقة وطابور خامس" للأمريكان والإسرائيليين في المنطقة ويتناسون بأنهم _أي الكرد_ أصحاب حق وقضية وشعب أصيل مثله مثل باقي شعوب المنطقة .. إننا لن نوجع دماغ الإخوة والأصدقاء بالوثائق والأدلة التاريخية التي تؤكد على أن هذه الأمة لم تهبط من المريخ، بل أن الشعب الكردي جزء من ثقافة وحضارة الشرق الأوسط وإنهم ومنذ أحقاب وقرون يعيشون في هذه الجغرافيات المتجاورة مع جيرانه الآخرين من شعوب وأثنيات المنطقة، إننا لا نريد العودة لتلك الملفات كونها باتت معروفة للقاصي والداني، بل ومن خلال كبسة زر على موقع غوغل يمكن لأي شخص أن يقف على الحقائق التاريخية، لكن فقط نود أن نرد عليهم بالحكاية التالية .. وإليكم الحكاية: ألتقيت ببداية الألفية الجديدة _إن لم تخني الذاكرة_ مع الصديق الراحل "محمد أمين أبو كاوا" في مدينة الرميلان وحينها كان قد أصبح عضواً في البارتي "الحزب الديمقراطي الكردي" ولم أكن قد أنتسبت بعد للحزب .. وفي الطريق من الرميلان باتجاه القامشلي سألته وذلك بعد نقاش طويل؛ هل يمكنك أن تجيبني وباختصار شديد: لما أنتسبت للبارتي وقبلت على نفسك أن تكون عضواً في الفرع وأنت الذي كنت من قيادات الاتحاد الشعبي الكردي.
سؤالي السابق فاجأه حيث توقف عن الكلام بعض الشيء ونظر إليّ بعمق وحين رأى الالحاح في عيوني وإنني أريد الحقيقة عارية وبدون رتوش ولغة ديبلوماسية، أجاب بكل هدوء وهو المعروف عنه؛ ولما تريدني أن لا ألتحق بصفوف البارتي وذلك بعد أن رأيت معلمي _ويقصد السيد صلاح بدر الدين_ قد أصبح من تابعي نهج البارتي، فحينها قلت لنفسي "لما أبقى من تابعي التابعين ولا أصبح تابعاً للمتبوعين" .. بصراحة إن جرأة الرجل وصدقه أوقفني من الرد عليه حيث مهما كان فيها نوع من المصالحية والنفعية، إلا إنها كانت الحقيقة حيث كان وقتها السيد بدر الدين _وبعد عداء مع البارزانية_ يمجد بالبارزنية، بل وصل الأمر بالرجل أن طرح مصطلحاً جديداً في الوسط السياسي الكردي عُرف بـ"البارزانيزم" .. إذاً وبعد سرد الحكاية لنعد لقضية "تبعية" الكرد للأمريكان وذلك بحسب زعم أولئك السادة، فإنه يمكننا الإجابة كما أجاب الصديق أبو كاوا والقول لهم؛ ولما تريدون أن يبقى الكرد من تابعي التابعين حيث كل دولكم وحكوماتكم "تبوس" الأيادي لتصبح من تابعي أمريكا _بمن فيهم الروس حيث الأمريكان هم الذين يفرضون العقوبات عليها وهي تحاول أن ترضي الأمريكان لفك ذاك الحصار_ وتأتوون لتقولوا لنا؛ بأننا من "تابعي" الأمريكان .. يا سيدي حلال علينا إننا أصبحنا من التابعين بعد أن كنا من تابعي تـــــــــــــــــــــــــــــــــــابعي التابعين.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟