أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الخامس














المزيد.....


لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الخامس


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 02:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في صياغتنا لنهج عقيدة الحياة المعاصرة وتحديد معالم سماتها وجدنا ان المبدأ الاول الذي يتوجب علينا التمسك به هو الايمان العميق والراسخ بالحقيقة ، وان الطريق الوحيد الذي يتوجب علينا ان نسلكه في سعينا نحو الحقيقة هو طريق العلم ، اما طريق الدين فهو طريق السراب وان السير فيه لا طائل منه ولا منفعة فيه ، يتميز الفكر العلمي بانه يوحد البشر لانه فكر واقعي بينما الفكر الديني فكر غيبي لا يقوم على الحقائق لذا يكون مفرّق للبشر والدليل على ذلك تعدد الاديان وكل دين يتفرع الى مذاهب وطوائف عديدة ، كما ان الحقائق التي يكشف عنها العلم تشيع في الانسان الثقة بالنفس وتخلق فيه الارادة حرة ، بينما الافكار الغيبية تحرم الانسان من حرية الارادة وتجعله يتشبث بالاوهام والخرافات فيفقد الثقة بنفسه ، اننا في عقيدة الحياة المعاصرة لا نؤمن الا بالحقائق ، ونرى بان العلم هو الاداة الوحيدة في الكشف عن الحقائق ولا اداة غيره ، وان عصرنا الحالي هو عصر العلم والتكنولوجيا وهذا يستوجب ان تكون عقيدتنا متوافقة مع العلم توافقا كاملا ، ونرى بان الانسان ليس مضطرا الى الايمان بالمعتقدات الغيبية بذريعة عجز العلم عن تقديم التفسير وكشف الحقائق لكل ما هو مجهول في هذه الحياة ، علينا ان نؤمن بالحقائق المتوفرة لدينا ، وترك ما هو غامض ومجهول الى المستقبل ، فلعل العلم في المستقبل يتمكن من كشف ما خفي علينا في الحاضر ، ومن هنا اعتبرنا العلمية هي السمة الاولى في نهج عقيدتنا ، المبدأ الثاني الذي أوليناه الاهمية هو ضرورة اقصاء الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحصره في اضيق نطاق ضمن علاقة الانسان بالاله الذي يعبده وهي علاقة شخصية ليس ملزما بها الكيان الاجتماعي ، وهذا هو جوهر مبدأ العلمانية ، ليس من حقنا محاربة الفكر الديني ولكننا نؤمن بحقنا في نقد الفكر الديني ، ونؤمن بحق الانسان في ان يختار بملء ارادته الانتماء او عدم الانتماء الى الفكر الديني ، ولكي يتمتع الانسان فعلا بحريته في الاختيار فانه يجب ان يكون هناك فكر ديني وفي المقابل فكر لا ديني ، ان وجود الشيء ونقيضه او ندّه يتيح للانسان حرية الاختيار وكل انسان مسؤول عن اختياره ، فالمسؤولية مرهونة بالحرية ، الفكر الديني يحمّل الانسان المسؤولية دون منحه الحرية ، ونحن ندعو الى تحجيم دور الدين لكي نمنح الانسان حرية الارادة ، ومن هنا كانت العلمانية هي السمة الثانية في نهج عقيدتنا ، المبدأ الثالث الذي اتسمت به عقيدة الحياة المعاصرة هو انها ليست مصممة لمجتمع معين او شعب معين او امة معينة ، العقيدة ذات بعد عالمي تتجاوز المفاهيم القومية والاقليمية والقطرية وتتجاوز المفاهيم الدينية والمذهبية والطائفية ، اننا نعتقد بان العالم يتجه نحو التوحد اكثر فاكثر ، وان شعوب الارض تزداد اقترابا من بعضها البعض ، وان مستقبل البشرية واحد ومصيرهم واحد ، ولان قضية الانسان وهمومه وتطلعاته واحدة في كل مكان في العالم ، ولاننا نتوجه بفكرنا الى الانسان في كل مكان ، ولان الانسان على سطح هذا الكوكب يواجه تحديات مشتركة ، وان العالم اصبح قريبا من بعضه بعد ثورة الاتصالات وتكنولوجيا نقل المعلومات ، فاننا نعتقد ان المفاهيم القومية والاقليمية والعرقية قد تجاوزها العالم وأصبحت مفاهيم قديمة لا تنسجم مع معطيات العصر الجديد ، ومن هنا كانت العالمية هي السمة الثالثة في نهج عقيدتنا ، وبناءا على السمات التي ذكرت آنفا لنهج عقيدتنا فاننا نؤمن بان البشر وكذلك جميع الكائنات الحية هم نتاج ظاهرة الحياة التي نشأت على كوكب الارض منذ 3,5 مليار سنة ، وان نشأة ظاهرة الحياة على كوكبنا لم تكن بارادة احد ما في السماء وانما توفرت وبالصدفة الظروف المناسبة لنشأة هذه الظاهرة ، ونؤمن بانه لا وجود لاله في السماء يراقب تصرفات البشر ويحاسبهم عليها ، ولذلك نرى بان على البشر ان ينظموا شؤونهم ومصالحهم بموجب دستور يتم تشريعه من قبلهم وان يتصرفوا بمسؤولية ويلتزموا بالمعايير الاخلاقية مع وضع اساليب ردع مناسبة لغرض صيانة الحقوق وترسيخ العدل وهذه مسؤولية الدولة ومؤسساتها ، عقيدتنا تؤمن بالمعايير الاخلاقية وتحث على الالتزام بها لان الفضيلة معيار للقيمة الانسانية ، اننا نرى بان البشر في عصرنا الحالي قد وصلوا الى درجة متقدمة من المعرفة والوعي والشعور بالمسؤولية ولا حاجة لاغرائهم بالجنة او تهديدهم بالنار لتوجيههم نحو الالتزام بالقيم الاخلاقية والسلوك الحسن ، ولذلك عقيدتنا ليس فيها عبادات ولا طقوس ولا شعائر ولا ملائكة ولا جن ولا جنة ولا جهنم ولا عالم ما بعد الموت ، نؤمن بان الحياة لكل كائن حي فرصة واحدة لن تتكرر .
يتبع الجزء السادس



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الرابع
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثالث
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثاني
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الاول
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) / الجزء الرابع والاخير
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) / الجزء الثالث
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) الجزء الثاني
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم )
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثالث ...
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثاني
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الاول
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الثاني والاخير
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الاول
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الا ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الرابع والاخي ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثالث
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثاني
- موقف (عقيدة الحياة المعاصرة) من مسألة نشأة الكون


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الخامس