ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (2)

خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 11:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

** الأمميون الأمريكان
تشكلت في عدد من مناطق الولايات المتحدة الامريكية منظمات سميت "ارفعوا أيديكم عن روسيا السوفييتية"، وشكل العمال الامريكيون لجان المبادرة لتسجيل المتطوعين الراغبين في السفر إلى روسيا للمشاركة مباشرة في نضال الشعب السوفييتي ضد أعداء الثورة في الداخل والخارج وفي آذار 1918 تلقت مفوضية الشعب للعلاقات الخارجية برقية بعثت بها الجماعة الثورية للأمميين الأمريكان: "نحن على استعداد لتشكيل وارسال جيش ثوري أممي اليكم من امريكا"





** مصائر شعوب
في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني استقبل لينين الوفد الهندي حيث جرت احاديث طويلة. ومن الصعب المغالاة في تقدير تأثير ثورة اكتوبر على مصائر شعوب الشرقين الأدنى والأوسط، وساهمت روسيا السوفييتية في ضمان استقلال تركيا، فقد تراجعت الحكومة السوفييتية نهائيا عن كل الاتفاقيات والصفقات التي عقدتها الحكومة القيصرية، والموجهة لمناهضة مصالح تركيا وعبر الكادحون الأتراك عن تعاطفهم الشديد مع الشعب الروسي الذي أقام السلطة السوفييتية


بعد ذلك تلا لينين مشروع مرسوم الأرض، وبناء عليه وضعت تحت تصرف اللجان الزراعية (لجان الأرض) في النواحي وسوفييتات نواب الفلاحين من الأقضية كل املاك الملاكين العقاريين، وكذلك جميع اراضي الأسرة القيصرية والأديرة والكنائس.
وهكذا أسفرت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عن نفض شعوب روسيا أغلال الاضطهاد الاجتماعي والقومي عن كاهلها لتصبح حرة مستقلة.
منى امبرياليو الولايات المتحدة الامريكية وانجلترا وفرنسا وغيرها من الدول الرأسمالية انفسهم بأن الفشل سيكون حليف "التجربة البلشفية" كما كانوا يسمون ثورة اكتوبر، وقد فعلوا لتحقيق ذلك كل ما في وسعهم: أوحوا إلى الثورة المضادة الروسية بالكفاح المعادي للسوفييتات وزودوها بالأموال والأسلحة وقاموا بالاعمال التخريبية في المؤخرة السوفييتية ونظموا الحصار الاقتصادي والسياسي حول الجمهورية السوفييتية، غير أن الاسابيع والشهور مرت دون ان تتحقق آمال الامبرياليين، وأخذت الثورة الاشتراكية- ثورة اكتوبر- تتطور متخطية كل المصاعب وتحقق الانتصارات.
وقد رأى الامبرياليون في وجود الدولة السوفييتية خطرا يهدد كل النظام الرأسمالي، وعلاوة على ذلك لم يكونوا راغبين في تقبل فقدان ارباح هائلة كانوا يجنونها لقاء استغلال شعوب روسيا وسرقة ثرواتها.
يعرف تاريخ البشرية كثيرا من الثورات، بيد أنه ليست هناك واحدة منها يمكن ان تداني ثورة اكتوبر الاشتراكية، وليس هناك حدث تاريخي واحد يمكن ان يقارن بها من حيث قوة تأثيرها على كل البلاد وكل الشعوب من حيث التغيرات الجبارة في مصائر الشعوب.
وأثبتت خبرة ثورة اكتوبر للكادحين في كل البلدان في تلك الفترة التاريخية انه ليس هناك سوى الثورة الاشتراكية قادرة على خلق الظروف الملائمة للتحولات الثورية الجذرية التي تناسب مصالح الغالبية العظمى من سكان كوكبنا، وكانت آمال كل الكادحين في كل البلدان والقارات تتلخص في الكفاح الفعال في سبيل السلام وإقرار الحريات الدمقراطية وتحقيق حق الشعوب في تقرير مصيرها وتسليم الارض للفلاحين وتحويل ملكية وسائل الانتاج الرئيسية الى ملكية الشعب بأسره.
وأظهرت ثورة اكتوبر قوة وحيوية التضامن الأممي للبروليتاريا على أساس من المصالح الطبقية لكادحي كل بلاد العالم.
وقد ظهر ذلك بشكل واضح في اشتراك عشرات الآلاف من اسرى الحرب عسكريي المانيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وبلغاريا والنمسا، والمجندين البولونديين والرومانيين والصرب ومن قوميات أخرى من الذين كانوا يعيشون في روسيا عام 1917، في النضال من اجل انتصار الثورة الاشتراكية وتوطيد أسسها.
وتشكلت فصائل الجيش الأحمر الأممية في 85 مركزا من مراكز البلاد.
ودافعت الوحدات الأممية ببسالة عن الجمهورية السوفييتية في حربها ضد الحرس الأبيض والمتدخلين الأجانب.
وفي اغسطس (آب) 1918 وقبل ذهاب فوج وارسو الأممي إلى الجبهة ذكّر لينين رئيس الحكومة السوفييتية في لقاء مع جنود الجيش الأحمر: "ان من دواعي الشرف العظيم لكم ان تدافعوا بالسلاح عن الافكار المقدسة وأن تحققوا عمليا إخاء الشعوب الأممي بنضالكم إلى جانب اعدائكم في الجبهة بالأمس – الالمان والنمسويين والمجريين (لينين المؤلفات الكاملة المجلد 37 – ص 26)
واستخدمت الاوساط الحاكمة في الدول البرجوازية كل الوسائل للتشهير بثورة اكتوبر بعد ان ادركوا جيدا مدى العطف لها لدى الكادحين. وحفلت صحافة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وانجلترا والمانيا وغيرها من الدول بالأخبار الخيالية المثيرة عن الوضع في الجمهورية السوفييتية وعن "الفظائع" التي يرتكبها البلاشفة وأصدرت الحكومة الانجليزية كتابا ابيض مليئا بالافتراءات الباطلة عن الاحداث الثورية في روسيا.
وفي صيف عام 1920 نشر الصحفي الامريكي ولترليبمان وشارل ميرتس الذي اصبح فيما بعد رئيسا لتحرير "نيويورك تايمز" كتيبا اشارا فيه إلى ان الجريدة نشرت من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 1919 انباء انهيار السلطة السوفييتية 91 مرة.




** الارهاب البوليسي


وفي نفس الوقت تعرض اولئك الذين نشروا الحقيقة عن روسيا السوفييتية للارهاب البوليسي والمحاكمات القضائية، وعلى سبيل المثال شكل مجلس الشيوخ الامريكي لجنة خاصة لمحاكمة شاهدي عيان ثورة اكتوبر، محاكمة كل من ذكر الحقيقة عن انتصار بروليتاريا روسيا، وقدم لهذه المحكمة كل من الصحفيين جون ريد وويليامز والعقيد روبينز – رئيس الصليب الاحمر الامريكي في روسيا وكذلك الامريكيون العائدون من الجمهورية السوفييتية. وحكمت الحكومة الفرنسية غيابيا ثلاث مرات بالإعدام على نقيب الجيش الفرنسي جاك سادول نصير الحقيقة عن اكتوبر، الرجل الشريف الباسل، وقد أقام في روسيا من ايلول 1917 كمراقب سياسي للبعثة العسكرية الفرنسية. وأثرت عليه تأثيرا كبيرا لقاءاته بلينين والأحداث البطولية التي عمت البلاد، وهب جاك سادول للدفاع عن بلاد السوفييت فاضحا الخطط الاجرامية لخانقي الثورة وكتب يقول: "ان التدخل المسلح للعصابات المتحالفة وذيولها في قضايا روسيا العمال والفلاحين لا يمكن ان يكون بأي حال من الأحوال حربا للشعب الفرنسي ضد الشعب الروسي.
انها حرب البرجوازية ضد البروليتاريا، حرب الاستغلاليين ضد المستغلَّين، وفي هذا الصراع الطبقي مكان كل اشتراكي حقيقي، وبالتالي مكاني – في صفوف جيش البروليتاريا ضد البرجوازية. انني أنضم إلى صفوف الجيش الاحمر"، وانعكست الاحداث العظيمة بصدق في خطابات سادول التي ارسلها إلى فرنسا إلى رولان وباربيوس والى الشخصيات السياسية.
وقد اجتازت الحقيقة كل الحواجز رغما عن كل الاجراءات التي اتخذتها الاوساط الحاكمة في الدول الرأسمالية، وكتب فيما بعد زعيم الشيوعيين الفرنسيين موريس توريز: "ان حملة الكذب والافتراء المسعورة لم تؤثر تأثيرا جديا على عمال فرنسا، حتى ان اكثر المتخلفين فيهم كانوا يدركون في غير وضوح ان في روسيا تقوم جمهوريتهم، وأن القضية التي يكافح العمال الروس من أجلها في بسالة ويستشهدون في سبيلها قضيتهم، قضية عامة لكادحي كل البلاد".
وتلقت شعوب كل الدول المتحاربة وغير المتحاربة بحماس بالغ الانباء الواردة عن مرسوم لينين للسلام وعن كفاح الحكومة السوفييتية الحاسم والدائب في سبيل انهاء الحرب الامبريالية.
وتحت تأثير اكتوبر انتشرت في كثير من البلاد حركة جماهيرية تبغي انهاء الحرب فورا، وفي برلين وفيينا وباريس ولندن وبودابست اقيمت المظاهرات السياسية الجماهيرية والاضرابات مطالبة بعقد الصلح على اساس الشروط التي عرضتها روسيا السوفييتية. وفي كانون الثاني عام 1918 وحده شارك ما يقرب من مليون عامل ألماني في الاضراب السياسي مطالبين بإنهاء الحرب، واجتاحت الولايات المتحدة الامريكية، موجة من اللقاءات الجماهيرية والمظاهرات التي تناهض الحرب، وقال يودجين ديبس أحد زعماء العمال الامريكيين في احد اللقاءات الجماهيرية: "ان قلوبنا مع بلاشفة روسيا، نعم مع اولئك الرجال والنساء الأبطال، مع الرفاق المظفرين الذين سجلوا بضحاياهم صفحة جديدة مجيدة في الحركة العمالية، وكان اول عمل لهذه الثورة الخالدة هو اعلانها السلام لكل العالم وتوجهت في ذلك لا إلى الملوك ولا إلى الأباطرة ولا إلى الحكام ولا إلى الدبلوماسيين، بل إلى شعوب كل العالم".
وفي عدد من الدول الرأسمالية شن العمال نضالا فعالا للإطاحة بالنظام الرأسمالي، تلهمهم في ذلك الأحداث التي جرت على الارض الروسية.
ففي فنلندا التي منحتها الحكومة السوفييتية استقلالها، اطاحت الطبقة العاملة في اواخر يناير/ كانون الثاني 1918 بالحكومة البرجوازية وشكلت جمهورية العمال الاشتراكية الفنلندية، بيد ان البرجوازية الفنلندية بمساعدة القوات الالمانية اغرقت الثورة في بحر من الدماء وفي المانيا بدأت الثورة التي اطاحت في خريف 1918 بالملكية. وتشكلت في عدد كبير من المدن سوفييتات نواب العمال وفي يناير/ كانون الثاني 1919 جرت مظاهرات العمال الجماهيرية التي بلغت حد الكفاح المسلح في برلين وبريمين ودوسلدودف وشتوتجارت وليبزيج، وفي ابريل 1919 اعلنت جمهورية السوفييتات في بافاريا، وتمكنت البرجوازية الالمانية بمساعدة الاشتراكية الدمقراطية الذين خانوا قضية الكادحين، من قمع حركة العمال الثورية.
وأسفرت الموجة الثورية التي اجتاحت النمسا – المجر في خريف 1918 عن الاطاحة بالملكية، وانفرط عقد الامبراطورية غير المتجانسة التي كانت سجنا لشعوبها وعلى اطلالها ظهرت دول جديدة: المجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا.
وفي اواخر اكتوبر/ تشرين الاول 1918 حققت الثورة البرجوازية الدمقراطية في المجر انتصارها بزعامة البروليتاريا وفي آذار 1919 استولى عمال وجنود بودابست تحت لواء الحزب الشيوعي على السلطة. وأعلنت جمهورية المجر السوفييتية غير انها لم تعش اكثر من اربعة اشهر: فقد تمكنت البرجوازية من خنقها بمساعدة القوى الأجنبية.
لقد أثارت ثورة اكتوبر موجة عاتية من التضامن مع روسيا السوفييتية في كل انحاء العالم.
ففي شباط 1918 أصدر اجتماع عمال الصناعات المعدنية لمنطقة باريس باسم 180 الف عامل قرارا بالاجماع يؤكد تضامنهم مع الثورة الروسية وفي ايار من نفس العام بدأ اضراب ما يزيد عن مائتي الف عامل في مصانع باريس الحربية، ورفعت شعارات: "كفى للحرب اللعينة" "تعيش الثورة"، وكان ضمن نصراء روسيا السوفييتية الفعالين مشاهير الكتاب والعلماء والشخصيات الاجتماعية، وأحسن ممثلي المثقفين الدمقراطيين الفرنسيين: اناتول فرانس، وهنري باربيوس ورومان رولان ومارسيل كاشين وبول لانجيفين وبول فايان كوتيوريه وجان ريتشارد بلوك. وذكر لينين في وصفه لتلك المرحلة: "ان الجماهير الفرنسية هي ربما من اكثر الجماهير خبرة وتربية سياسية وسرعة رد" (لينين المؤلفات الكاملة المجلد – 7 ص – 517).
وكتبت البروليتاريا الانجليزية صفحات ناصعة كثيرة من النضال الثوري، ووقف على رأس الحركة الثورية في انجلترا اعضاء الحزب الاشتراكي البريطاني ورؤساء لجان الفبارك ويليم جالاخير وهاري بوليت وتوماس بيل، وماك مانوس وغيرهم، وعقدت بالبلاد اللقاءات الجماهيرية حيث عبر العمال عن تضامنهم مع "الصيغة الروسية للسلام"، وطالبوا بريطانيا "بمد يدها إلى روسيا". وجرت الحركة العمالية في انجلترا كما كانت في فرنسا تحت شعارات: "فلترحل القوات عن روسيا"، "المجرم هو من يرفع لواء الحرب ضد روسيا".
واستقبل كادحو ايطاليا ثورة اكتوبر بحماس بالغ. وقد قاد كفاح الجماهير في ايطاليا جرامشي وتولياتي، وكان الشعار الكفاحي للشعب الايطالي "فلنفعل كما فعلت روسيا". وغدا لينين أشهر رجل في ايطاليا.




** المظاهرات واللقاءات الجماهيرية


ودفعت ثورة اكتوبر نضال كادحي نصف الكرة الأرضية الغربي وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية، دفعة قوية إلى الأمام، وتشكلت في عدد من مناطق الولايات المتحدة الامريكية منظمات سميت "ارفعوا أيديكم عن روسيا السوفييتية"، وشكل العمال الامريكيون لجان المبادرة لتسجيل المتطوعين الراغبين في السفر إلى روسيا للمشاركة مباشرة في نضال الشعب السوفييتي ضد أعداء الثورة في الداخل والخارج وفي آذار 1918 تلقت مفوضية الشعب للعلاقات الخارجية برقية بعثت بها الجماعة الثورية للأمميين الأمريكان: "نحن على استعداد لتشكيل وارسال جيش ثوري أممي اليكم من امريكا" وجاء في برقية أخرى: "نشكل حرسا أحمر لمساعدتكم في الذود عن الثورة"، وتجمع في سياتل وحدها خمسمائة شخص يرغبون في السفر إلى روسيا، بيد ان الحكومة الامريكية منعت المتطوعين من السفر وفي عام 1918 جرى في الولايات المتحدة الامريكية ما يزيد عن 3285 اضرابا شارك فيه ما يزيد عن مليون ومئتي الف عامل، وفي مارس/ آذار 1919 كتب لينين: "في امريكاـ في اقوى البلدان الرأسمالية وأفتاها تحبيذ عظيم للسوفييتات من جماهير العمال".
وأقيمت المظاهرات واللقاءات الجماهيرية المعبرة عن التضامن مع روسيا الثورية، في عديد من مدن أمريكا اللاتينية. ومن المعروف ان الحكومة السوفييتية رفضت طواعية تلك الاتفاقيات غير المتكافئة والتي عقدتها الحكومة القيصرية مع البلدان الشرقية وكان لذلك أهمية عظمى بالنسبة لجماهير الشعب، فقد وجدت شعوب البلاد المستعمرة والتابعة في روسيا السوفييتية صديقا أمينا ونصيرا لمصالحها، إذ تخطت القوى التقدمية في الشرق القصور القومي فقد اخذت تدرك العلاقة المتينة بين نضال البلدان المستعمرة والتابعة في سبيل الحرية ونضال الفصائل الثورية في الدول الغربية ضد عدو الكادحين المشترك – ضد الامبريالية العالمية.
وكان تأثير ثورة اكتوبر على الصين عظيما، فقد رحب بحرارة الجزء الطليعي من المثقفين الصينيين والعمال بالثورة السوفييتية كأعظم حدث في التاريخ، وعبر الثوري الصيني العظيم صن – يات – صن في برقية أرسل بها إلى رئيس الحكومة السوفييتية لينين عن "احترامه البالغ للنضال العصيب والرائع" للحزب الشيوعي وعن أمله "في اتحاد الاحزاب الثورية في الصين وروسيا كي تخوض سوية النضال". وفي نهاية عام 1918 زار ممثلو الصين موسكو حيث استقبلهم لينين.
وبعد ان حدّث المندوبون رئيس الحكومة السوفييتية عن الوضع في الصين وعن تزايد الاحداث الثورية في جنوب البلاد (أي في جنوب الصين) اعلنوا ان "قيام روسيا السوفييتية يعني لكل الشرق موضوع حياة او موت". ووصلت انباء الأحداث الثورية في روسيا إلى الهند لتؤثر على الأوساط الهندية تأثيرا بالغا، وكتب جواهر لا نهرو في هذا الصدد يقول: "لقد بدأنا نحن في الهند مرحلة جديدة من كفاحنا في سبيل الحرية... لقد اعجبنا بلينين وأثر مثاله علينا تأثيرا كبيرا ولقد وافقت الرابطة القومية الاسلامية في دلهي على نص رسالة شعوب الهند إلى روسيا السوفييتية. وقد نشرت الصحف نص هذه الوثيقة المؤثرة في يناير/ كانون الثاني 1918، وقد حمل الوثيقة الوطنيون الهنود إلى موسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام متحملين بذلك أقصى الصعوبات والمخاطر حتى وصلوا إلى العاصمة السوفييتية، وقد جاء في الرسالة:
" يا زعماء الثورة الروسية، ان الهند لتهنئكم بالنصر العظيم الذي حققتموه لصالح الدمقراطية في كل انحاء العالم".
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني استقبل لينين الوفد الهندي حيث جرت احاديث طويلة. ومن الصعب المغالاة في تقدير تأثير ثورة اكتوبر على مصائر شعوب الشرقين الأدنى والأوسط، وساهمت روسيا السوفييتية في ضمان استقلال تركيا، فقد تراجعت الحكومة السوفييتية نهائيا عن كل الاتفاقيات والصفقات التي عقدتها الحكومة القيصرية، والموجهة لمناهضة مصالح تركيا، وعبر الكادحون الأتراك عن تعاطفهم الشديد مع الشعب الروسي الذي أقام السلطة السوفييتية ومع زعيم الثورة الروسية والبروليتاريا العالمية ولينين، وكانت الواقعة التالية ذات دلالة عميقة: عند مناقشة موضوع منح جائزة نوبل عام 1918 في الجامعة القسطنطينية، اتخذ قرار بمنحها إلى لينين.

#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات