أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - مدينة الثورة .. مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم














المزيد.....

مدينة الثورة .. مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"إنني ابن الشعب وانني منكم واليكم أستمد قوتي من سواعدكم وأستمدها من إتحادكم"
عبد الكريم قاسم

في وسط الأزمات التي يمر بها حاليا عراقنا المنهك اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا لا يبدو بروز قائد قادر ان يعدل في حكمه ويقدم نفسه ناكرا لذاته المذهبية او الحزبية لخدمة المسلمون والمسيحيون وبقية اطياف واشكال العراقيين وعلينا الأعتراف بان الفرز الديني او القومي اصبح ظاهرة يتبناها حكام العراق الجدد .
قبل ايام وبالرغم من اني لا احبذ وصف العراقيين وفق اديانهم او قومياتهم فقد اجبرنا الحكام الجدد على اعتماد هذا الطرح فأقول ان رئيسنا القائد الكردي القومية والمسلم الديانة الأستاذ جلال طلباني وهو حديث العهد على منصب رئاسة الجمهورية ذات الخطابات والتمنيات التي شبع العراقيون منها لكنه والحق يقال فله كل التقدير حيث قفز ناجحاً بمبادرته تكريم عائلة اول قائد شريف للعراق انه البطل العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم , هذا البطل الذي كتب عنه الأستاذ القدير مهدي قاسم , قائلا....{ و لعلنا لن نجد مثالا أو قدوة في تاريخ العراق لا قديما و لا حديثا ، أن رئيسا أو حاكما ، مثل الزعيم عبد الكريم قاسم ، مَن أصبح على هذا القرب الشديد من هموم و معاناة شعبه ، و أن يعيش متعفف النفس و نزيه الروح ، و متواضعا و زاهدا ، هو الذي كان بيده مصير مليارات الدولارات و إمكانية التصرف بها على هواه إذا شاء و أراد و رغب.. }

بينما الآن ما أن ( يثب ) قزم من أقزامنا الراهنين إلى قمة السلطة و الحكم و المناصب الكبيرة ، و إذا بشهيته النهمة تتفتح على كل اتساعها ، في عمليات الفرهدة و النهب المنظمة للمال العام ، و أخر شيء ، الذي يمكن أن يخطر على باله هو : مصير الفقراء و المعدومين و الأطفال المشردين و العائلات التي بقيت بلا معيل .. !!
لقد زرع عبد الكريم قاسم الحب والحنان والتواضع في اذهان العراقيين حتى انه لم يخطر في بال عراقي مخلص ان الزعيم قاسم ينتمي لحزب معين او لدين معين لقد كان ابو الفقراء نزيها محبا للجميع , وفوق الميول والإتجاهات .
اذكر في بداية الستينات وعندما نزح الألاف من اهلنا في الجنوب الى بغداد / الكرخ وتحديدا في منطقة كانت تسمى "الشاكرية" سارع ابو الفقراء قاسم لمنحهم قطع اراضي سكنية مجانا في منطقة تقع في جانب الرصافة كانت تسمى بالعاصمة نكاية بعهد نوري السعيد نظرا لما كانت عليه هذه الأرض من بؤس وخراب بحيث لا تصلح حتى لإيواء الحيوانات ! وقد سماها الزعيم فيما بعد بمدينة الثورة .. ولكي اكون امينا لروح كريم قاسم فانه لم يكن ابدا طائفيا ولا مذهبيا ولا حزبيا فحين منحت هذه الأراضي استفاد منها المسيحي والمسلم والصابئي واليزيدي دون تمييز وعلى السواء , وما زال الكثيرين من الأصدقاء يتذكرون ذلك , حتى ان المرحوم قاسم لم يكن من الرؤساء الذين يرغبون في تخليد اسمائهم كما نراها اليوم ولذلك سماها بمدينة الثورة تيمنا بثورة تموز العظيمة التي فجرها الشعب لوحده دون مساعدة احد , ولم يسميها باسمه !! , مدينة الثورة ستبقى في ذاكرة العراقيين الشرفاء باسمها لأنها رمز تذكرنا بإنسانية عبد الكريم قاسم , كرومي كما كنا نسميه لم يكن فريدا في نزاهته وكرمه فقط ، و إنما كان ذا قلب رحيم ، و خاصة إزاء أعدائه و خصومه الشرسين وأذكر في احدى خطبه بعد محاولة اغتياله قال .. جملته الأنسانية " عفى الله عما سلف " .. يقول مهدي قاسم
{ بربكم هل هناك ثمة حاكم أو رئيس ، ليس في العالم العربي فقط ، و إنما في العالم قاطبة ، ليس يعفو عن مَن حاول قتله فقط ، و خاصة مع سبق إصرار و عمد ، و إنما فوق ذلك يعينه سفيرا أيضا ! ، أو يأمر بإطلاق سراح من اعتدوا عليه بهدف اغتياله و القضاء عليه بكل وحشية و بربرية ؟؟}! ..
لقد كان رئيسا وقائدا نفخر به امام العالم جسما وتصرفا لقد كان طيبا و إنسانيا يملك روحا متسمة بالتسامح الإنساني الكبير , طيلة فترة حكمه كان مسالما و رافضا للعنف او الانتقام والثأر وسفك الدماء ..
{ فعبد الكريم قاسم و حسب المعايير العراقية ، كان فلتة زمانه على هذا الصعيد ، كإنسان ، و كحاكم و كفرد من المجتمع العراقي ..
و لكن لهذا السبب بالذات ، تبدو قامته الشاهقة أكبر علوا ، من قامات ( قادتنا ) المتقزمة و الباهتة المأخوذين ببريق السلطة و حمية المال و النقود و نسيان الفقراء و المعوزين و أطفال العراق المشردين .}

أيها القائد الفقير كريم قاسم .. لقد قتلوك غدرا وأنت ترقد اليوم قي قاع نهر الخالدين دجلة , فامتزج جسدك الطاهر بطين كربلاء واحتظنته حجارة آشور وبابل , سنظل نحن الفقراء احفاد واحدة من ثمرات حكمك " مدينة الثورة " وسننتظرك نحن أبناء أكواخ الشاكرية ودور *{كمب الجيلو} الطينية العتيقة , نحن الذين أحببتهم كثيرا , سننتظرك على ضفاف دجلة فانت لم تمت وعندما ستخرج علينا يوما من النهر سنجعل من اجسادنا فراشا تحت قدميك أيها القائد النادرالعزيز .

ملاحظة ..
*{كمب الجيلو} منطقة مجاورة لمنطقة الشاكرية التي سكنها النازحون من الجنوب , وكان يسكنها مسيحيون بمختلف المذاهب البعض منهم حصلوا ايضا على قطعة الأرض التي منحها الزعيم كريم قاسم في مدينة الثورة .



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العار لمن استهدف الكنائس المسيحية العراقية الأمنة
- بين الشيطان والمؤمن خيط عنكبوت
- محاور الشر ... حسب القاعدة الأمريكية
- أحزاب منشغلة في التسميات.... وأحزاب تزداد قوة في التوحد
- شعب العراق وعدوهُ بالديمقراطية فتفاجأ بالرجعية
- العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية
- فضائية عشتار العراقية .. وبعيدا عن السياسة
- مسيحيوا العراق اقلية .. بجذور وطنية عميقة
- محاكمة صدام ودورها التثقيفي المدمر
- ازدهار شعب { النهرين وطني } ... تحت رحمة الأرقام
- هل الأقليات القومية والدينية في الوطن العربي في خطر
- الفضائية الأشورية تحذر
- كتّابنا أحييكم...... ورفقاً بجماعتنا فشاغلهم الأن ليس سلامة ...
- مسيحيوا العراق متى سيدفعون الجزية


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - مدينة الثورة .. مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم