|
هزمهم حيا وهزمهم شهيدا
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
كان الشهيد الكبير رفيق الحريري مختلفا في الفضاء السياسي العربي، وذلك لأنه كان (طبيعيا). كان طبيعيا ليس بالمعنى الفلسفي للمذهب الطبيعي، بل بالمعنى الحياتي المعاش. أي يعيش وفق استجابات الطبيعة البشرية للكائن بدون اضافات أو حشوات أو ثقالات ايديولوجية أوسياسية أو مذهبية. يقوم الليل وينامه ويصوم ويفطر ويعاشر النساء ويعتزلهن حسب التعبير النبوي. إنه يعيش ككل البشر: أي بدون تبتل كاذب وورع زائف أو تظاهر أو استعراض.
هو مثل ابن كل الفئات الوسطى الخيرة والنجيبة في بلادنا قبل أن يُفتَك بها وتُدّمَّر تدميرا على يد الحثالات والرعاع. بنى نفسه وأعلى البناء. ولأنه طبيعي وابن بلد، عاد إلى بيته، وعائلته، وبلدته ووطنه ليعيش حياته الطبيعية في وطنه، وهي بناء حياته وحياة أهله وبلده بدون شعارات وطنية ولا ضجيج قومي ولا رايات جهادية...
ولأن بلده "مزروعة على الداير نار وبواريد " فإنه قرر-باستجابة طبيعية تلقائية- إن يستجيب للاستغاثة الفيروزية الربانية ليزرعها "على الداير سلم وتغاريد".
كان الوحيد المدني –بالطبع والحس والمزاج- بين قادة الحرب والميليشيات والايديولوجيات والعقائد (الثورية) والأمنية. ولذا فقد قبل قادة الحرب بدوره التوحيدي في الطائف لوضع اللبنة الاولى للسلم الأهلي، وليستجيب للاستغاثة الفيروزية سِلماً، كما استجاب المعتصم لاستغاثة جدتنا في الماضي، "وامعتصماه"، حرباً.
وليقدم الأمثولة الطبيعية المدنية لمجتمع مدني سلمي آمن في مقابل مجتمع حرب الطوائف والميليشيات وبارونات الحرب، بدأ بتشكيل كتائب السلم الأهلي ليستعيد لبنان دوره التنويري والحضاري المدني. فَسَلَّح ثلاثين أو أربعين ألف لبناني بالشهادات العليا بشتى الاختصاصات وفي أرقى الجامعات.
فقهاء الايديولوجيا الشعبوية (البيانية) الشعارية التعبوية التجييشية ذات القوانين (الاستثنائية) وحالات الطواريء الشاذة (قومويّة- يساروية- اسلاموية) شنوا حربهم المضادة لأنه أقلق عالمهم الاستثنائي منذ تباشير إلتماعات الروح الطبيعي إذ يعود إلى سماء لبنان.
لا أعرف لماذا أتذكر في هذه اللحظة، فيلم بازوليني عن "سادوم وعمورة" حيث الفاشية تطلق عالما غرائزيا استثنائيا من الشذوذ، حيث الكل يترافث مثليا، الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، علاقة الحب الوحيدة الطبيعية بين شاب وفتاة في الفيلم تمطر برصاص هيستيري.
ولا أعرف لماذا استدعى فيلم بازوليني إلى ذهني صورة فانتازية في البشاعة الاستثنائية، وذلك عندما كنت أتصفح بعض المواقع الالكترونية (الأمنية السورية: شام برس – سوريا نيوز..الخ ، التي أطلقت في سوريا كمثال على اطلاق حريات التعبير وكمعادل لاطلاق التحديث والاصلاح والتغيير...إلخ.) فصعقني هول المفاجأة عندما وجدت الموقع يتحدث ببساطة تامة وببداهات (طبيعية) أن الرئيس الحريري اغتاله (إبنه)، وذلك قبل المشاحنات والمساجلات والمشادات الكلامية السورية اللبنانية.
فدهشت من هذا التصعيد المفاجئ، وعندما بحثت وسألت وتقصيت، لم أجد ما يفسر ذلك، سوى أن عائلة الشهيد مصرة على معرفة القاتل، وأن الشيخ (سعد الحريري) قرر ببساطة أن يكون ابنا (طبيعيا) لأبيه، فلا يفعل إلا كل ما يمكن أن يفعله كل الأبناء نحو ازهاق دم أبيهم في العالم، وهو –في الحد الأدنى- معرفة الجاني دون أية لفظية (عربية) عن الثأر والتهديد بالانتقام من أحد.
فما الذي اقترفه الابن الشاب سوى استمراره في النهج (الطبيعي) الهادئ والمعتدل لأبيه، وهو المطالبة بالكشف عن قتلة أبيه!؟
ليس هناك تفسير أو تأويل، سوى أن الوجود الطبيعي يستثير الغرائز الشاذة، يكشف الحقائق الكاذبة، يعري الكائنات المزيفة.
الواقع الموضوعي مرفوض ومدان ورجعي أمام (إرادة العقل الثوري) الذي يريد من حقائق الواقع (الرثة) أن ترتقي إلى مستوى إرادة (النخب الثورية!)، حيث الحقيقة الوحيدة هي التي يمليها الأب القائد أو (الشقيق/الأخ الكبير). فكل الأباء الواقعيون الطبيعيون الطيبون لا قيمة لهم تجاه الأب (الرمزي) حتى ولو كان (صغيرا). والأشقاء لا معنى لوجودهم، ولا مغزى لخلقهم إلا في طاعة (الأخ الكبير) الذي يراهم ولا يرونه، كما تخيل جورج أورويل سوريا في روايته (1984).
حيث عالم لا أبوة ولا بنوة ولا صداقة ولا حب، ولا عطف، ولا علاقات إنسانية طبيعية، بل في حضرة (الشقيق الكبير)، عليك أن تكون كـ(وينستون) البطل الشقي لهذه الرواية، الذي يختاره (الأخ الكبير) لهذا الجحيم ويقرر له كينونته المقبلة. على لسان المحقق: "كل شيء في داخلك سيموت، لن تعود قادرا على الحب والصداقة أو التمتع بالحياة أو الضحك أو التعجب أو الشجاعة أو الاستقامة، أنك ستكون صدفة فارغة، سنعصرك حتى تصبح كالجيفة الخالية من كل شئ... ثم نملأك بأنفسنا!"
ولهذا فإن على الحريري الابن أن يسكت عن دم الحريري الأب، برسم رضى" الشقيق الكبير" الذي يفتدى بـ (الروح والدم). ومن هنا فقد أثم الحريري الابن وخان (الأخ الأكبر) عندما كان وفيا لدم أبيه، فحكم عليه أن يكون أوديب (قاتل أبيه) حيث عدالة (الشقيق الكبير) تمثلت في لعنة قدرية تعينت في قتل الأب جسديا، وقتل الابن رمزيا بوصفه قاتل أبيه المفترض وفق مشيئة الشقيق الكبير...
لكن الشفقة على الأخت (السيدة بهية الحريري )، أملت على النزعة الإنسانية (المخابراتية) للمخبر السيد (هسام) الشاهد الخفي، أن يرأف بها فلا يخبرها أن ابن أخيها قتل أبيه وهي لا تدري كما قال في المرة الأولى على التلفزيون السوري. لكن هذا التصريح للمخبر (الشاهد) لم يعد بثه تلفزيونيا، لأن المشيئة العليا، قررت أن يكون سر قتل الابن لأبيه خاص بالداخل السوري، ويسمح بتداوله في الإعلام (الحر:الأمني) على مواقع الانترنت. حتى بات قطاع واسع من الرعية السورية القادرة على افتداء (الأب/الشقيق) بالروح والدم، مؤمنة إيمانا راسخا بأن الابن قتل أباه، اعتمادا على حقائق المخيلة الكابوسية للاعلام الأمني الذي يملك تاريخا من الرعب يؤهله لأن يعتبر أن قتل الأب من مجريات الحياة اليومية التي يمكن أن تكون موضوعا للاتهامات، بل والمداعبات الفانتازية والمزاح السوريالي الذي يقهقه في ظلام الخرائب والأنقاض، ويشرب خمرته المقدسة بجماجم الضحايا.
مع كل هذه الطقوس الاعلاميةالخرافية التي ترعاها مخابراتنا، فينبغي –مع ذلك- أن لا نشك ولو لحظة واحدة بمسؤوليتهم ومسؤولية (عنج) عن ذبح دجاجة واحدة في لبنان، اللهم إلا إذا كانت مصابة بانفلونزا الطيور... !
هزمهم الحريري. لقد هزمهم حيا وشهيدا. ليس لأن الرجل رجل مصاولة ومجاولة ومقاومة وجهاد (وحروب). بل لأن الرجل بحفظه على الطبيعي في ذاته، على الأنا الوطنية العليا بلا تعريف ولا تحليل ولا (تحاليل دم)، الأنا الأخلاقية بلا زيف ولا رياء، الأنا القانونية الدستورية التي تحترم الشرعية، فإنه فضح وجودهم الزائف وشعاراتهم المضللة ووطنيتهم وقوميتهم ومقاومتهم، التي آلت في المآل بعد الانسحاب الاسرائيلي لأن تكون من أجل وجودهم (هم) من أجل بقائهم (هم)، لا من أجل لبنان (قطعة السما) المعلقة كقنديل فوق عوالمهم السرية السفلية، عوالم المعتقلات، والكباريهيات، وشعارات العداء للامبريالية أو الشيطان الأكبر وأيات الله. وليس من أجل لبنان البساتنة واليازجيين والعروبة النهضوية والتنويرية، لبنان جبران خليل جبران وعمر فاخوري وحسين مروة ومهدي عامل وجورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني، لبنان الحقيقة، وحقيقة لبنان، المتمثلة في ذلك الانسياب الروحي التراسلي التلقائي (الطبيعي) بين روح الحريري وروح اللبنانيين التي حضنته حيا -من وراء وقدام كل أصحاب المشاريع الايديولوجية والشقشقات اللفظية– ورفعته شعلة للحرية شهيدا، رغم الارهاب والقتل والسيارات المفخخة.
انتصر الشهيد الحريري عليهم حيا وميتا ليس بالسلاح والأعلام والرايات والشعارات والسواطير والسيارات المفخخة، انتصر عليهم بكينونته الطبيعية، فسمم كائناتهم الجوف المخترعة المصنوعة من القش المترعة بالزيف والأضاليل واليباب.
انتصر عليهم بالحكمة المحمدية التي لم يتعامل الرجل معها شعارا يوما، بل قيما. وأهم عنصر في نص هذه الحكمة، المعلن عنها بالحديث الشريف: "داروا سفهاءكم"، وذلك باشباع نهمهم الكلبي الذي هو بلا قاع (هكذا عرف أفلاطون النهم). كان يملأ نهمهم هذا بتراب الأرض وحصاها ومعادنها التي تعالى عليها تحت أقدامه، فكلما نبحوا ملأ فمهم حصى وترابا وذهبا يخلب ألبابهم الفارغة كعيونهم، وذلك لكي يدعوه يبني بيته اللبناني. كان يأتي بأمواله ليزرعها في لبنان، وكان لابد له من إرضاء السفهاء والأوغاد والقواد، وكأنه – على حد تعبيره- يبني لبنان خلسة كأنه هو الخارج على القانون، ولذا بات –مداراة لسفاهتهم- يشتري منهم قوانينهم وأنظمتهم وشعاراتهم المعادية للاستعمار والاستكبار، ليبيعوا شعاراتهم الكاذبة بثمن بخس، وليودعوها في بنوك الأعداء – بعد أن حولها من بنوكهم إلى لبنان– المفترض أنهم يستهدفون قلعة صمودهم وتصديهم.
كان المحمدي الأكبر عندما كان الجهاد بالنسبة له مجاهدة النفس عن الأثرة والكبرة والهيمنة والسيطرة والفساد، وذلك بالانهماك ببناء الذات وبناء الوطن.
وكان اليسوعي الأجمل الذي لم يرد صفعات الكيد التي انهالت عليه من كل الجهات، ومضى وراء رسالة السلم والحب وهو يرفع راية العلم والتربية العلمية والبناء، وأخيرا –كيسوع- حمل صليبه وسقى أرض لبنان بدمه ليفتديه ويفتدي حريته. وهذا ما كان.
وكان الحسيني الأطهر، الذي استشهد دون قضية الحق، حق الحرية والكرامة والاستقلال. ولهذا غدا الرجل أيقونة لكل الرسالات العظيمة التي عرفها لبنان، ومضى طبيعيا بسيطا بساطة الماء، نقيا وواضحا وضوح النهار.
منذ 14 آذار تشكلت كرة ثلج الحرية والديموقراطية (الشامية). أما القوى (اللاشامية) حسب تعبير العزيز عزمي بشارة، فهي كل تلك القوى التي تقف دون استقلال لبنان ووحدته الوطنية من أجل مصالح قوى خارجية، وأولئك الذين يخوضون معارك أنظمتهم على أرضه بوصفه "الخاصرة الرخوة". إن القوى (اللاشامية) هي القوى التي تقبل بالتحالف الاستراتيجي الطائفي مع نظام قروسطي ديني ممثلا بـ(ايران) التي تحتل أراضي عربية أكبر من حجم فلسطين، وفيها مواطنون عرب أكثر من شعب العزيز عزمي بشارة، الشعب الفلسطيني (الشامي) العظيم.
القوى (الشامية) اليوم: هي وحدة كل هذه القوى التي وحد الدم طوائفها وقواها السياسية في (لبنان: منذ دم الزعيم الكبير كمال جنبلاط وصولا إلى دم الكبير رفيق الحريري – باسل فليحان –سمير قصير –جورج حاوي – جبران تويني – ووسط قافلة النور هذه نتذكر باجلال المفكرين الكبيرين الصديقين: حسين مروة ومهدي عامل...)، وأولئك الذين وحد القهر والعبودية قواهم في (سوريا: اعلان دمشق ). وكرة ثلج الديموقراطية هي التي توحد المسارين اليوم، مسار ديموقراطية الاستقلال في لبنان ومسار ديموقراطية الحريات في سوريا، كما حلم الجميل الشهيد سمير قصير. وموعد كرتنا الثلجية (الشامية) الديموقراطية: الصبح في بيروت ودمشق، وما الصبح لناظره ببعيد.
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اطلقوا الرصاص على ماضيكم الأسود لكي لا يطلق المستقبل عليكم ا
...
-
رسالة إلى الأخوة في حزب الله: دعوة إلى المقايضة: هل تبادلون؟
-
سوريا : البحث عن دولة ومجتمع ! ؟
-
إعلان دمشق : هل يؤسس البديل للنظام السوري المتداعي ؟
-
هل يقود البعث السوري البلاد إلى الاحتلال ؟
-
النخب السورية.. الديمقراطية وشرط العلمنة
-
وزير الإعتام والإظلام
-
النخب السورية وترف الاختيار بين الديموقراطية والليبرالية!
-
المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح المستحيل
-
في مستقبل العلاقات السورية اللبنانية
-
دعوة إلى تكليف رياض سيف بتشكيل حكومة سورية
-
أية حالة أصبح عليها الأخوان المسلمون في سوريا ؟
-
البيان الأممي ضد الارهاب وتعاويذ الفقه الأمني في سوريا
-
هل سقوط حزب البعث خسارة
-
الموت الهامشي -الهزيل- لفكر البعث أم الإنبعاث -الجليل- لفكر
...
-
المصالحة بين -الوطنية - و-الديموقراطية- هي أساس -المقاومة- ح
...
-
وداعاًً عارف دليلة أو الى اللقاء بعد صدور الحكم بـ -إعدامك-
-
متى النقد الذاتي الكردي؟
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|