محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:29
المحور:
المجتمع المدني
الطبقات السائدة و توظيف الموارد الجماعية لخدمة مصالحها :
و التحريف المخزني للعمل الجماعي يفيد إلى حد بعيد بالاضافة إلى المسؤولين الجماعيين، و مسؤولي السلطة الوصية و المؤسسة المخزنية، الطبقات السائدة المتكونة من الاقطاع المتبرجز، و البورجوازية الكبرى و المتوسطة، و قيادة تنظيمات البورجوازية الصغرى، لأن هذه البورجوازية انفرزت عن استغلال الموارد الجماعية في السطو عليها بمختلف الوسائل التي نذكر منها :
1) كراء الأسواق ذات الإيراد المرتفع بأثمنة منخفضة مما يعطي تلك البورجوازية إمكانية التراكم اللامحدود لتحرم الجماعات من تلك الموارد، لتتحول إلى رؤوس أموال بورجوازية توظف في أمور لا علاقة لها بالعقلية البورجوازية المتطورة.
2) انشاء مقاولات وهمية للسطو على المشاريع الاستثمارية بأثمنة خيالية قد لا يصرف منها أي شيء على تلك المشاريع، و قد تكلف بإنجازها مقاولات صغرى لا خبرة لها.
3) الاستفادة من الإعفاءات الضريبية عن طريق نسج علاقة حميمية مع الأعضاء الجماعيين، و مع مسؤولي السلطة الوصية.
4) استغلال الممتلكات الجماعية بدون مقابل، مما يساعد تلك البورجوازية على تنمية ثرواتها على حساب الجماعة.
5) تفويت الممتلكات الجماعية إلى البورجوازية بدون مقابل، و لو بدرهم رمزي مما ينقلها من مستوى متدن إلى مستوى آخر ينعكس على مستوى عيشها.
6) تموين المؤسسات الجماعية بمقابل يفوق كثيرا القيمة الحقيقية لمواد التموين حتى تستولي تلك البورجوازية على المزيد من الموارد الجماعية.
7) الاستفراد بالمنح الجماعية جزاء القيام بأعمال وهمية تساهم إلى حد كبير في إضعاف القدرات الذاتية للجماعة.
و هكذا نجد أن علاقة الطبقة السائدة بالجماعات المحلية هي علاقة مستغل (بكسر الغين) بمستغل (بفتح الغين)، و لذلك نجدها تركب جميع المسالك من أجل الاستفراد بالتصرف في بعض أو كل الموارد الجماعية.
و الطبقة السائدة لا تقف عند حدود الاستفادة من الموارد الجماعية دون القيام بأي عمل يذكر لصالح الجماعة مما يؤدي إلى تقليص مستوى تخلف المواطنين، بل تلجأ إلى صرف جزء من تلك الأموال على شراء ضمائر الناخبين الذين يعيشون ويلات الفقر و الجهل و المرض، ليصلوا بذلك إلى المسؤوليات الجماعية سيمكن الطبقة السائدة من التلاعب في موارد الجماعات المحلية بطرق مختلفة فيزداد بذلك ثراؤهم.
و على هذا الأساس يمكن القول بأن الجماعات المحلية هي أساس استنبات الطبقة السائدة و تطورها و تعددها. أما خدمة المواطنين فليست إلا شعارا تتستر وراءه هذه الطبقة لأجل استمرار استفادتها. لذلك نجد أن نفس المشاكل في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، تطرح كشعارات لابتزاز أصوات الناخبين كلما حل موعد إجراء انتخابات معينة حتى يقبل المواطنون الناخبون بيع ضمائرهم، و يقبلون مختلف الاغراءات التي تقدم لهم.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟