أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نادية خلوف - التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب














المزيد.....

التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 17:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يبدو أنّنا لانقرأ التاريخ كثيراً ، نعتقد أنّنا العرق الأسمى ذو المنشأ الأقدم كأمر مفروغ منه، ونثبت ذلك من خلال صبيان أفكارنا. عندما أردت أن أعرف شيئاً عن الحضارات ، وبعد قراءة متأنّية لم أجد ذكراً لحضاراتنا المحليّة بغض النظر عن تسميتها، وحتى أنّه يقال أن العالم قد تشكّل ربما من خلال التفاعلات بين سبع أو ثماني حضارات كبرى-حسب دراسات تاريخية- وتشمل هذه الحضارات: الغربية ،الكونفوشيوسية ،اليابانية والإسلامية ،الهندوسية ،السلافية الأرثوذكسية ،وأمريكا اللاتينية وربما الحضارة الأفريقية. وستحدث أهم صراعات المستقبل على طول خطوط التصدّع الثقافي التي تفصل بين هذه الحضارات، وقد تشمل الحضارة العديد من الدول القومية، كما هو الحال مع الحضارات الغربية وأمريكا اللاتينية والعربية، أو حضارة واحدة فقط، كما هو الحال مع الحضارة اليابانية. ومن الواضح أن الحضارات تتداخل، وقد تشمل الحضارات الفرعية أيضاً.
كانت الصراعات في العالم الغربي بين الأباطرة والملوك الذين حاولوا توسيع حكمهم، وخلقوا الدّولة القومية ومع الثورة الفرنسية كانت خطوط الصراع الرئيسية بين الأمم ، ثم نتيجة للثورة الروسية، ورد الفعل ضدها، أدى صراع الأمم إلى نزاع الأيديولوجيات بين الشيوعية والفاشية والنازية ،والديمقراطية الليبرالية ، ثم بين الشيوعية والديمقراطية الليبرالية. خلال الحرب الباردة، أصبح هذا الصراع الأخير متجسدا في النضال بين القوتين العظميتين، ولم تكن أي منهما دولة وطنية بالمعنى الأوروبي الكلاسيكي وكل منها عرفّت هويتها الأيدولوجيّة فقط.
ارتبطت القومية ارتباطا وثيقا بأشد الحروب تدميرا في تاريخ البشرية، وكانت الدول المسؤولة عن بدء الحربين العالميتين الأولى والثانية قد دُرست تاريخيا باعتبارها مثالا لمخاطر القومية، رغم أن بعض الدّراسات والأدبيات تتحدّث عن القومية كظاهرة اجتماعية وسياسيّة، لكنّ ارتفاع الحسّ القومي لدى أيّة مجموعة يجعل الأهداف القومية مشروعة لديهم حتى لو أريقت دماء الأبرياء
ومن الأمثلة على ذلك هي الحروب اليوغوسلافية .عندما خاضت مجموعات قومية مختلفة مثل الصرب والكروات والبوسنيين.حرباً من أجل الاستقلال عن الدولة اليوغوسلافية
أحد أهم أسباب الحرب بسبب القومية هو عندما يتبع القادة الوطنيون سياسات من أجل دمج المجموعات العرقية أو الوطنية خارج حدود دولتهم في الدولة القومية. ومن الأمثلة على ذلك الرغبة النازية في دمج جميع الشعوب الناطقة بالألمانية في ألمانيا الكبرى، وهي فكرة خطط لها في هتلر وشدد على الأهداف القومية المتطرفة التي شكلت السياسة النازية من خلال تحديد أن "الناس من نفس الدم يجب أن يكون في نفس الرايخ "في اشارة الى الدولة القومية النازية نفذت القيادة النازية تحت حكم هتلر هذه الرغبة في إقامة أمة ألمانية موحدة من خلال احتلال جزء من تشيكوسلوفاكيا في أكتوبر 1938. وبالتالي، كلما كانت الدولة القومية أو المجموعة القومية أكثر هيمنة وحزما، كلما زاد احتمال استخدام العنف على نحو متزايد ، وبما يكون احتمال الحرب هو أحد الاحتمالات.
كلما زادت الفجوة بين المجموعات الثقافية كلما زادت احتمالات الحرب. قد تغرس المشاعر القومية في عدد من السكان من خلال الرموز القومية، والدعاية، والتركيز على التاريخ الوطني واللغة وغيرها من الأساليب. فالخلافات والخلافات التاريخية بين الجماعات القومية قد تزيد من احتمالات الحرب ،ب كلما كانت الحكومة أقل شرعية، كلما زادت حدة الانقسامات القومية إلى الحرب. الصراع العنيف على طول الانقسامات العرقية هو الذي تثيره النخب السياسيّة من أجل خلق سياق سياسي محلي ومن ثم فإن الزعيم القومي الذي يرفع شعار الانقسامات العرقية . مثل استخدام طريقة تهييج مشاعر القطيع من أجل حشد التأييد لأسباب تتعلّق بمكاسب ذلك الزّعيم.
في الجزء السّابق من المقال كنت قد عملت من خلال قراءات حول القومية والحرب، لكّنني الآن سوف أدلو بدلوي الذي لا يستند إلا ما أراه، وأقيّمه بطريقتي:
قد تكون المرحلة لدينا تشبه عهد الأباطرة قبل الثورة الفرنسية، والنفوذ القومي لأيّ طرف كان كبيراً أم صغيراً. هدفه الرئيسي توسيع النّفوذ الشّخصي لزعيم المجموعة الأصغر، أو الأكبر، وكما نعلم فإنّ الزعيم أو الامبراطور لا يجوع، والأفراد الذين يعتبرهم قطيعاً ، ويعتبرهم بنفس الوقت ملكه هم الذين يكونون في الصفوف الأولى لتحقيق غايته، وبعد أن يفنى نصفهم في الحروب، قد يصالح ذلك الزّعيم، ويشجّع من كانوا معه من القطيع على امتداح حكمته في التريث.
وإذا أردت أن أعكس هذا على الحرب السّورية التي ليس علاقة لها بالثورة التي انتهت، فإنّها حرب صفتها في جزء منها قوميّة، حيث أنّ الصّراع أنتج قطيعاً من جميع الفئات بمن فيهم العرب المسلمين يعتبرون أنّ العروبة هي كارثة، ويجعلون السوريين من العرب كلّهم مسؤولون عن الاضطهاد الذي حلّ بهم. متناسين أن العرب السوريين كانوا من أشد ضحايا الاضطهاد القومي العربي، وهم اليوم ضحايا الحرب. السوريون المدنيون المسلمون هدف للحرب تحت حجة مقاومة الإرهاب، سواء من المجموعات المسلحة الموالية لإيران التي تريد إعادة حضارتها الفارسية تحت اسم شيعيّة، أو لمجموعات قومية أخرى برعاية دوليّة. الشعب السوري كلّه ضحيّة. لكن المجازر الكبرى، والتطهير العرقي طال " العرب السّنة" وأغلب هؤلاء إن لم يكن جميعهم ليس لديهم ثمن الخبز، ولا يعرفون معنى الإرهاب، ولا يملكون السّلاح، لكن التّاريخ هو التاريخ، ولم يعد يسجل المنتصرون التّاريخ بل تسجله الكاميرات الرّقمية، والطائرات الرّوبوت، وسيأتي يوم يدرس فيه وضع " السوريين من العرب السّنة" كما وضع اليهود في أوروبا.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الحريّة-ابراهيم يوسف-
- الغزو المسلّح، والتّعفيش
- المغناطيس-في السجن-3- الجزء الأخير
- المغناطيس-في السّجن-2-
- المغناطيس-في السّجن-1-
- حول جائزة نوبل للأدب-فنّان اللغة مع نمطه الخاص-
- المغناطيس -في المزرعة -3
- قد تكون العزلة الاجتماعية خياراً
- البيئة التي نعيش فيها تدفعنا لليأس
- العنف في برشلونة يرتدّ إلى مدريد
- المغناطيس-في المزرعة-2
- لا نازيين في مدينتنا غوتنبرغ
- هل يؤثر اللون حقا على العقل والجسم؟ أستاذ علم الألوان يوضّح ...
- هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي ...
- اللهجة الحماسية، ومصطلحات سورية
- المغناطيس-في المزرعة-1-
- لماذا تشاركون الكثير من المعلومات؟ أكثر من 80٪من الأطف ...
- المغناطيس -في المعبد-3-
- إسقاط الكتّاب قبل إسقاط الدكتاتور
- المغناطيس-في المعبد- 2-


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نادية خلوف - التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب