|
القائمة العراقية الوطنية.. نواة للعراق الذي نريد وتحالف يبشر بكيان سياسي واعد
مصطفى القرة داغي
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 06:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد إمتازت الأنتخابات العراقية الماضية التي يمكن أن نسميها الأخيرة بالنسبة لتسلسلها الزمني طبعاً ولكن نتمنى أن لاتكون الأخيرة بالنسبة لمستقبل عراقنا الحبيب (الجديد ) السياسي أو أن لايعقبها بعد كل أربع سنوات إستفتائات على أستمرار نفس الأحزاب والتحالفات في الحكم بعد حصولها على 99,9 من أصوات الشعب أو.... أو.... إمتازت بمشاركة واسعة من أبناء الشعب العراقي الذين كانوا يأملون في هذه الأنتخابات أن تكون فاتحة خير للمستقبل الذي يبدوا قاتماً حتى هذه اللحظة..كما أمتازت بمشاركة مجموعة لابأس بها من الأحزاب والتجمعات والقوى الديموقراطية والوطنية التي وللأسف لم يحظى أغلبها ولا حتى بمقعد واحد تحت قبة البرلمان مما يعكس صورة الخراب النفسي وتدهور مستوى الوعي لدى الكثيرين.. إلا أن من أجمل ماأفرزته هذه الأنتخابات هو بروز تحالف سياسيي عريض لمجموعة من القوى والأحزاب السياسية العراقية الديموقراطية الوطنية إلتئم شمله تحت ظل قائمة أنتخابية واحدة هي القائمة العراقية الوطنية التي أصبحت القاسم المشترك للكثير من العراقيين الذين يحلمون بعراق جديد حقاً سليم معافى بعيد عن الطائفية والفئوية والحزبية الضيقة . لقد كان السبب وراء تشكيل مثل هذه التحالف بين هذه المجموعة الكبيرة من الأحزاب والشخصيات السياسية هو شعورها جميعاً بالحاجة الى توحيد الخطاب الوطني الديموقراطي البعيد عن الطائفية والأثنية والحزبية الضيقة التي باتت من سمات خطاب أحزاب هذه الفترة العصيبة من تأريخ العراق وقد كانت النواة لتشكيل هذا التحالف هو مؤتمر الوحدة الوطنية الذي كان فكرة الدكتور أياد علاوي وهو الذي سعى شخصياً وعبر جولات ولقائات مكوكية مع العديد من الأطراف العراقية والأقليمية والدولية لعقده والذي ترأس لجنته التحضيرية الدكتور مهدي الحافظ وشارك في الأعداد له الكثير من الشخصيات الديموقراطية والوطنية العراقية كالدكتور مالك دوهان الحسن والسيدة صفية السهيل والأستاذ نصير الجادرجي وكان بادرة وطنية حقة وصادقة لم يبادر الى القيام بها أحد قبلهم بتاتاً كونها لاتخدم المصالح الفئوية والحزبية الضيقة التي يسعى البعض بل ويستميت للوصول أليها.. لذا ورغم الحضور الكثيف الذي شهده المؤتمر للكثير من الأحزاب والشخصيات الوطنية التي يُهمها مصلحة العراق والذي تمخّض كما قلنا عن تحالف واسع بين الكثير من هذه الأحزاب إلا أن هنالك أطراف سياسية بل ودينية تعتبر الآن فاعلة في الساحة السياسية العراقية لم تبارك هذه البادرة الوطنية الطيبة وتعمدت عدم الحضور الى هذا المؤتمر بل وقاطعته لابل وشنّعت عليه وشوّهت صورته وصورة الهدف الذي عُقد من أجله.. في حين باركت نفس هذه الأطراف بل وتسابقت وبشكل ماراثوني لحضور مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة !! إن الواقع السياسي الدولي الحديث وواقع العراق السياسي بشكل خاص لايتحمل وجود عشرات الأحزاب ذات الأتجاه الواحد متفرقة لأن هذا يضعف التيار الوطني الديموقراطي في العراق ونحن الآن بأمس الحاجة لتقوية هذا التيار في ظل تصاعد المد الطائفي في أجزاء واسعة من أرض العراق لذا كان لزاماً بل وخطوة مصيرية بالنسبة للواقع العراقي بروز مثل هذا التحالف العريض في هذه الفترة بالذات.. ففي هذا التحالف نرى تلاقحاً للكثير من الأفكار البناءة والرؤى الواعية لعراق المستقبل الجميل كما نريد ونتمنى ومعنا الكثير من أبناء العراق لا كما يريد البعض ويخطط لأدخال العراق في دوامة من الضياع الله وحده يعلم كيف ستكون خاتمتها لو حدثت لاسمح الله.. فقد تجمع اليساريون والليبراليون والأسلاميون والمستقلون المعتدلون ممن تهمهم مصلحة وطنهم وشعبهم ليوحدوا كلمتهم بوجه من يريد تفتيت العراق وجعله ساحة لتصفية الحسابات والعودة به الى عصور الظلمات . أتمنى من كل عراقي محب ومخلص لشعبه ووطنه أن يسأل نفسه هذا السؤال.. ماذا نريد في قادة عراق المستقبل أكثر من أن يكونوا ليبراليين معتدلين كالدكتور أياد علاوي والدكتورعدنان الباججي أو يساريين معتدلين كالأستاذ حميد مجيد والأستاذ مفيد الجزائري أو إسلاميين متنورين كالأستاذ عزت الشهبندر والدكتور حسين العادلي والسيد أياد جمال الدين أو قوميين معتدلين كالأستاذ عبد الله النصراوي والدكتور قيس العزاوي أو نساء متنورات واعيات كالسيدة صفية السهيل والأستاذة ميسون الدملوجي أو تكنوقراط ومثقفون يشهد العراق والعالم على كفائتهم كالدكتور مهدي الحافظ والقاضي وائل عبد اللطيف وغيرهم كثير من الشخصيات السياسية والأكاديمية الكفوءة في القائمة العراقية الوطنية والذين للأسف لايتسع المجال لذكرهم جميعاً ؟ ورغم الخطاب الأخوي والراقي والشفاف الذي إعتمدته القائمة العراقية الوطنية في التعامل مع الآخرين ورغم الأسلوب الحضاري والعلمي والمتمدن الذي إنتهجته القائمة للترويج لحملتها الأنتخابية بعيداً عن أساليب التسقيط والضرب تحت الحزام والأخذ على حين غرة التي إستعملها الآخرون إلا أنها كانت أكثر القوائم على الأطلاق تعرضاً للأرهاب الأعلامي والمسلح من قبل من تُمثل لهم القائمة العراقية الوطنية حجر عثرة أمام تحقيق مخططات وتعميم مفاهيم دخيلة على المجتمع والسياسة العراقية ومانراه اليوم من حرب إعلامية وغير إعلامية لايزال يشتعل أوارها بل وتشتد يوماً بعد آخر ضد القائمة العراقية في كل مكان سواء على شاشات الفضائيات أو على صفحات الجرائد ومواقع الأنترنت رغم مرور مايقارب الشهرين على نهاية الأنتخابات ورغم مايحصل في هذه الأيام من تقارب مع أعداء الأمس ممن سيصبحون حلفاء اليوم والغد وإستثناء القائمة العراقية الوطنية من كل ذلك وأعتبارها خطاً أحمر علماً أن أغلب أعضائها الذين باتوا أعداء اليوم كانوا من حلفاء الأمس دليل واضح وملموس ولايقبل الشك على مدى الخطورة التي يلمسها هؤلاء في الخطاب الوطني الديموقراطي للقائمة العراقية الوطنية وهو بكل تأكيد فخر لهذه القائمة ولأعضائها وموقف يحسب لها لاعليها كما يظن بعض المؤدلجين من محدودي الثقافة أو كما يحلو لهم أن يصوروا للناس في مجالسهم ولقائاتهم وكتاباتهم في بعض مواقع الأنترنت المشبوهة ونتمنى أن يستمر أعضاء القائمة ويثبتوا على موقفهم هذا لا أن يُسحَبوا الى حكومة محاصصات طائفية وإثنية وحزبية تقلل من رصيدهم لدى الشعب فالحقائق أخذت تتكشف بسرعة يوماً بعد آخر أمام العراقيين والأقنعة بدأت تتساقط عن وجوه من كانوا يرتدونها ويخدعون الناس بها طيلة الفترة الماضية.. فإثبتوا لإنكم تمثلون اليوم بقعة الضوء وبصيص الأمل الوحيد للأغلبية العراقية الوطنية الديموقراطية الصامتة بمختلف إنتمائاتها العرقية والطائفية والدينية والأجتماعية والتي لا ولم ولن تفرق بينها مسميات نعلم جيداً إنها الى زوال وأن أسم العراق الكبير باق . أيها السادة في القائمة العراقية الوطنية.. أنتم اليوم نواة لمشروع العراق الديموقراطي الفيدرالي الموحد ودخولكم في أية حكومة قادمة ستُشَكّل وفق الأستحقاقات الخاطئة للأنتخابات السابقة والتي تحققت نتيجة الأستقطاب الطائفي والعرقي الذي ينخر العراق سيكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على هذا المشروع الذي يتوقف على نجاحه مستقبل العراق أرضاً وشعباً.. لذا فإن مكانكم الطبيعي والمناسب هو في صفوف معارضة حكومة المحاصصة والتوافق الطائفي والأثني إن شُكّلت وليس في داخلها لأنكم اليوم من يُعوِّل عليهم العراقيون للدفاع عن مصالحهم الوطنية الكبرى بعيداً عن المصالح الحزبية الطائفية والإثنية الضيقة ومسؤوليتكم ودوركم التأريخي يحتم عليكم أن تكونوا رقماً صعباً في صفوف المعارضة وليس في صفوف الحكومة لتكونوا ومعكم كل الخيرين من أبناء العراق في البرلمان القادم حجر عثرة أمام مايراد تمريره من قوانين قد لاتصُب في المصلحة العامة للوطن وللضغط من أجل تغيير بعض بنود الدستور الخطير في الكثير من قوانينه التي لاتتلائم مع المصلحة العامة للعراق والذي دُبّر بليل وأُعِد وأُقِر على عجل وفق أهواء ومصالح حزبية ضيقة للبعض الذي لايزال يعيش كوابيس ومظالم الماضي وليس وفق مصالح وأهواء كل أبناء العراق بأختلاف أنتمائاتهم ورؤاهم وأحلامهم بمستقبل جديد مشرق لبلدهم والذين مَرّرَ عليهم البعض الدستور على حين غرة مُستَغِلاً ماهم فيه من الأحتقان الطائفي وضياع الأمن والغلاء الفاحش للأسعار وأنعدام الخدمات من ماء وكهرباء ووقود . لاتهنوا ولاتضعفوا ولاتهُزّنكم ضربات الآخرين وأبقوا متماسكين متوحدين لأن العبرة في ماسيُكتَب في المستقبل عن هذه الفترة لا فيما يُسوّق الآن من تهريج وكذب وضحك على الذقون ومزايدات على دماء الناس وتلاعب بمشاعر البسطاء.. وماسيُكتَب حينها سيكون بكل تأكيد في صالحكم بل وسيُعبِّر عن الندم لخذلانكم ولن يكون بكل تأكيد في صالح من تلاقفوها تلاقف الغلمان للكرة وأستغلّوا ضرفاً أستثنائياُ عاشه الوطن ونفوساً ضائعة لشعب مسكين كان يَرمي الخلاص .
#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أين منا يا فيصل الأول.. عراق أنت به ؟؟
-
العراق الجديد والمعادلة الخطأ
-
العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
-
ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
-
العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
-
الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
-
العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
-
شموع في دهاليز الظلام
-
ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
-
مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
-
الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
-
حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
-
البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
-
أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت
...
-
ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
-
كلمة حق بحق قناة الشرقية
-
العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
-
تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
-
الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
-
الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|