أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى فؤاد عبيد - قوانين حماية البيئة.. الفكرية والثقافية واللغوية!














المزيد.....

قوانين حماية البيئة.. الفكرية والثقافية واللغوية!


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 05:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


قوانين حماية البيئة.. الفكرية والثقافية واللغوية!

بقلم: مصطفى عبيد
22 أغسطس، 2017

لو افترضنا أن كل القوانين والتشريعات الخاصة بحماية البيئة، التي تم التوافق عليها وإصدارها من قبل المنظمات الدولية والتوقيع عليها من معظم دول العالم وتعميم الالتزام بها والتقيد بقواعدها منعاً لانتشار التلوث البيئي الذي يضر بصحة الإنسان على هذا الكوكب، لو افترضنا أنها لم تُصدر حتى اليوم وأن كل ما ينتج من تلوث من المصانع والمركبات وغيرها من الوسائل الأخرى هو أمر مسموح به دون تحمل أية مسئولية شخصية أو دولية، فإن النتيجة المنطقية لهذا الافتراض أن العالم أجمع كان سيتحول إلى مكبّ هائل للنفايات بكافة أشكالها، بخاصة في ظل النقلة الصناعية الكبرى التي ساهمت في توليد التلوث البيئي بأشكال متعددة في كل مكان حول العالم.

فالشوارع مثلاً كانت ستمتلئ بعوادم المركبات من كل حدب وصوب طالما أنه لا يوجد ما يمنعها، والشركات المصنعة لها ما كانت ستبذل أية جهود من أجل تطوير صناعتها والتخفيف من انبعاث العوادم منها، وكذلك الأمر بالنسبة للمصانع التي كانت ستنتشر في كل مكان وتضخ الأبخرة والمخلفات الضارة حتى في وسط الأحياء السكنية طالما أنه لا توجد قوانين متخصصة في حماية البيئة والسكان يمكن أن تمنعها من ذلك. ولكن لحسن الحظ أن الإنسان فكر مبكراً وتوصل إلى الطرق القانونية التي تهدف لحماية البيئة وصحة الإنسان من التلوث البيئي وقام بسنّ القوانين والتشريعات التي تحدد بشكل دقيق السلوك الواجب اتباعه من أجل هذا الغرض والعقوبات التي تفرضها على كل من يتخطى تلك الحدود ويساهم بشكل ما في صنع التلوث.

وإذا تأملنا ما يحدث الآن على الصعيد الفكري والثقافي في معظم دول العالم وفي ظل تطور غير مسبوق في وسائل الإعلام بكافة أشكالها، المرئية والمسموعة والمكتوبة، وانتشار الفضائيات ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي فسوف نجد أنها أصبحت أشبه ما يكون بالأماكن والطرق العامة المتعددة والمتشابكة المليئة بالتلوث الذي يمكن أن ينتج عن عوادم المركبات والمصانع والمتمثل هنا بالتلوث الفكري والثقافي الذي يتم ضخه يومياً من المؤسسات الإعلامية والأفراد ويستنشقه المشاهدون والمستمعون والقرّاء بدون مراجعة أو تدقيق، سواء من حيث صحة المضمون والمحتوى أو حتى من حيث صحة الصياغة واللغة المستخدمة فيها!

وإذا كانت قوانين حماية البيئة قد وُضعت من أجل الحفاظ على صحة الإنسان البدنية فإنه من المنطق والحكمة أن يتم سن وتطوير ما يمكن أن يُطلق عليه قوانين حماية البيئة الفكرية والثقافية واللغوية، وهي القوانين والتشريعات التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان الفكرية والثقافية وصحة لغته الأم بنفس الطريقة التي تحميه من التلوث البيئي، وذلك بأن تساهم مثل تلك القوانين والتشريعات في إيجاد المناخ الصحي الذي يناسب تطلعاته وطموحاته، ويتناسب مع تحديات هذا العصر المليء بالعوادم والأبخرة الفكرية والثقافية واللغوية الضارة بكل ما تحمله من مؤثرات سلبية على الصحة المعرفية للمواطنين بشكل عام.

وإذا كانت قوانين المرور تفرض احترام القواعد المرورية في الطرقات لتسهيل الحياة اليومية ومنع تكدس المركبات والازدحام والحد من الحوادث وكذلك الحد من التلوث والمحافظة على البيئة الصحية للمواطنين بشكل عام، والتي تتمثل عقوبة مخالفتها غالباً بدفع الغرامات المالية أو سحب رخصة القيادة من السائق المخالف، فإن قوانين حماية البيئة الفكرية والثقافية واللغوية يمكنها أيضاً أن تفرض احترام "القواعد المرورية الفكرية والثقافية واللغوية" في "الطرقات الافتراضية" المتمثلة في وسائل البث التلفزيوني والفضائيات والإذاعة والجرائد والمجلات ومواقع الإنترنت وحتى صفحات التواصل الاجتماعي، بحيث تهدف إلى منع التلوث الفكري والثقافي واللغوي في المجتمع والمحافظة على البيئة الصحية الفكرية والثقافية واللغوية للمواطنين من خلال اشتراط استحداث آليات واضحة ومحددة للمراجعة والتدقيق والتصحيح لكل ما يتم تداوله من معرفة بكافة أشكالها وتوقيع الغرامات على المخالفين تماماً مثلما يحدث عند مخالفة سائقي المركبات للقواعد المرورية.





#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة المراجعات الفكرية
- فلسفة الفقه والفقه الُمقارن .. بين الشريعة والقانون!!
- الأديان ونظم تشغيل الكمبيوتر Religions & Operating Systems
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الاقتصاد (4) تصحيح ثقافة ترش ...
- ثنائية العالِم والمثقف العربي في العصر الحديث
- نحو التطوير الإستراتيجي للنظم القانونية (3) استقراء القاعدة ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة التربية والتعليم (6) مفارقة ...
- تصورات نقدية حول نظرية المؤامرة
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة التربية والتعليم(5) تعدد فتر ...
- نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (3) التطوير التفاعلي
- نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (2) المعايير العقلية ...
- نظريات تطوير المناهج التعليمية الحديثة (1) نظرية الثبات الكم ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الأمن (6) نظريات الإدارة الأ ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الفساد (2) درجات الفساد
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الفساد (1) مخارج الطوارئ
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (5) التنسيق والتعاون الأ ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة التدريب والتنمية البشرية (1) ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني – 4 تطوير الش ...
- نحو إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي(5) ثقاف ...
- نحو التطوير الإستراتيجي لمنظومة الأمن (4) مفارقة شخصية رجل ا ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى فؤاد عبيد - قوانين حماية البيئة.. الفكرية والثقافية واللغوية!