أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - رحل البروفسور سامي موريه والعراق كان يعيش في تلافيف روحه














المزيد.....

رحل البروفسور سامي موريه والعراق كان يعيش في تلافيف روحه


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 09:34
المحور: سيرة ذاتية
    


غادرنا يوم الجمعة الموافق 22 / ايلول / 2017 الأديب والشاعر الرقيق الباحث البروفسور سامي موريه ( شموئيل موريه) , العراقي المولد والهوى فقدت الثقافة العراقية والعربية آخر العاشقين اليهود من اصل عراقي ، البروفيسور سامي موريه (شموئيل موريه) ، أستاذ الأدب العربي في الجامعة العبرية في القدس في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي , فأغدقوا متابعيه عليه لقب "حبيب العراقيين" لكونه بقي يرنو بعينيه وقلبه وروحه إلى العراق ودجلة والفرات ، عاصفاً قلبه بالشوق والحنين الجارف لملاعب الصبا وأزقة وحارات وشوارع بغداد ، وظل في كتاباته يأمل ويتأسى بالعودة إلى ربوع الوطن العراقي الجميلة،، كلُّ واحدٍ منا في هذه الدنيا تجرّع كأس الفراق , وذاق علقم الفقد , ولوعة الوداع , وسكبَ عبراتٍ حارة من القلوب , وذرف دموعاً من العيون.
لكن رحيل موريه إلى جوار ربه فجأة قد صدمنا الخبر الحزين وأصابنا الوجوم فإذا كان قد فارق الدنيا فإنه لم يفارقنا وسيبقى في الذاكرة صديقاً وفياً عزيزاً , وفي ذاكرة طلابه أستاذاً قديراً ومتميزاً .
الرحمة للفقيد الراحل صاحب العطاء الجزيل والخلق الرفيع , أتقدم بخالص العزاء إلى عائله الفقيد وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .
البروفسور سامي موريه من العراقيين البغداديين الذين أجبروا على الهجرة إلى إسرائيل ، كان عاشقا للثقافة العربية ولجذوره البغدادية . فهو ولد في بغداد في 22 كانون الأول/ يناير1932، وعاش مع عائلته حتى سن الـ18 ، حين اضطر إلى إسقاط الجنسية العراقية ومغادرة العراق العام 1951 ، وفق قانون إسقاط الجنسية الذي صدر أثناء الحكم الملكي ووزارة توفيق السويدي في العام 1950م , في لقاءاته عبرَّ القنوات الفضائية كان يبكي عندما يتذكر معاملة بعض العراقيين القاسية لأبناء الديانة اليهودية في بغداد , وضربه من قبل أحد العراقيين بالقرباج , فضلاً عن احتفاظه بقليل من تراب دجلة في قارورة في مكتبته.
كتب موريه المئات من المقالات والدراسات ومقدمات الكتب نشرت في المجلات والصحف وفي المواقع الإلكترونية , وألَّف الكثير من الكتب العربية والإنكليزية والعبرية حيث بلغت ( 35 كتاباً ) حتى الآن بهذه اللغات ، وأشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه , وحقق بعض الكتب المهمة في المسرح العربي.

لكن كتاب "بغداد حبيبتي، يهود العراق ... ذكريات وشجون" شغل الرأي العام والقراء ، ويبدأه موريه بقصيدة "مهداة إلى أخواتي وإخوتي العراقيين في كل مكان"، بعنوان "قالت لي أمي، والأسى في عينيها".
أما أبرز أعمال موريه فهي "المسرح الحي والأدب الدرامي في العالم العربي الوسيط" (منشورات الجمل)، وقد وسّع موريه دراسته في هذا المجال ، عائداً إلى القرون الوسطى ، لإثبات وجود مسرح حيّ في العالم العربي ما قبل الحديث.
كتاب موريه سابقة أدبية رائدة في الاستنتاج بأن العرب عرفوا المسرح في الحقب القديمة ، مفنداً رأي المستشرقين والباحثين القائل بعكس ذلك ، واستطاع موريه أن يثبت أن العرب قد عرفوا المسرح في القرون الوسطى ، وقد استبدل مصطلحي "خيال" و"حكاية" اللذين استخدما في صدر الإسلام للدلالة على مسرح يقوم فيه الممثلون بارتداء ملابس تعود إلى فترات تاريخية قديمة لكي يقوموا بإحياء الماضي في الحاضر أمام المشاهدين للإمتاع والنقد الاجتماعي والوعظ".
سامي موريه وبغداد حبيبتي
كانت اثمن هدية وصلتني مع أحد الأصدقاء من البروفسور سامي موريه يوم 7/2/2017 وقبل رحيله كتابه (بغداد حبيبتي) ...وقد سطر موريه في أول أوراق الكتاب بخط يده الإهداء لي.
وما أقوله للصديق موريه من خلال كتابه ((بغداد حبيبتي)) , وأنا مؤمن أن روح الراحل تطوف في سماء بغداد ومنطقة (البتاوين .. وبستان الخس)...
كنت اسمع أنين كلماتك وارى دموع حنينك تنزف وجعاً وشوقاً إلى العاصمة بغداد من خلال سطوره الجميلة المعبرة ... كتابك أبكاني ، مشاعرك متضاربة عشتها معك بأسلوبك الرائع المشوق الجميل ... وروحك المرحة الصافية ... وظلك الخفيف ... ونفسك الرقيقة التي تحن إلى ملاعب الصبا ونهر دجلة ... وهمسات قلبك الأولى ، بقيت بعد رحيلك وهجرتك من العراق عام 1951م معتزاً بهويتك العراقية... تتكلم من خلال كتابك بحب واعتزاز وبكل مشاعرك الإنسانية ...إلى بغداد الموشومة في تلافيف روحك.
صديقي موريه ما أقوله وأنت الراحل عنا أصبحنا نحنُ الغرباء في هذا الوطن .. وأصبح تأريخنا يطردنا .. ومدننا التي كنا نعشقها تنفينا.. ولغتنا لم تعد بلاغتها تكفي لتضميد جراحاتنا وحاضرنا الذي يحتضر.. العراق إلى أين يمضي لا أعلم ؟ أصبحنا نملك في هذا الوقت الصعب سوى أجسادنا.. فيها نقيم وفيها نهاجر وفيها نبكي بلادنا المقسمة من قبل زنات الليل وخفافيش السياسة.. مالنا غير أجسادنا .. ولكن أجسادنا أصبحت ترفض هذا الوطن... إلى أين تمضي لا أدري؟ لبغداد الحبيبة أم لقبورٌ تحتضننا في وادي السلام ... بغداد أصبحت مكب نفايات ومجمع لعصابات المنطقة الخضراء وزبانيتهم!! ولكن بغداد لم تعد وطناً لنا ... بغداد التي كنت تحلم بزيارتها أصبحت ساحة حرب ورماية.
صديقي موريه وداعاً ... لكن رحيلك كان مسرعاً , ولازال عندك الكثير لتقدمه لنا.

العراق / الحلة / الباحث نبيل عبد الأمير الربيعي



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى العشرة كراسي الثقافي في بابل ومحاضرة حول (تداعيات إلغا ...
- التهجير القسرّي لأبناء العراق بدعوى التبعية الإيرانية
- وداعاً رفيقنا جبار الشباني ( ابو سامر).. وداعاً أيها الشيوعي ...
- متى تتحقق أحلام أكراد العراق بدولتهم المستقلة
- أسواق لواء الديوانية قديماً
- الجامعين كما أدركتها .. نواة مدينة الحلة السيفية.. للباحث د. ...
- عبد الرضا عوض باحثاً ومؤرخاً
- قراءة في نصوص المفكر عالم سبيط النيلي
- مستوى الطلاب في الجامعات الى اين؟
- دروس لم يستوعبها الزعيم عبد الكريم قاسم خلال حكمه
- شعراء الحلة السيفية أيام الأمارة المزيدية وما بعدها للباحث د ...
- ديوانية عباس غضبان كرماشة ومجارش الشلب في الهندية
- حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (2)
- حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (1)
- لؤلؤة الفرات الأوسط الديوانية
- أنور شاؤل وجهوده في المسرح العراقي
- قراءة في كتاب .. شذرات من مناهل المعرفة للباحث عبد الأمير ال ...
- من يحاسب سارق الجهد الأدبي والفكري؟
- الغناء بين الحلال والحرام
- الساخته جي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - رحل البروفسور سامي موريه والعراق كان يعيش في تلافيف روحه