أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - يوسف حمك - كفاكم هرطقةً و سذاجةً .














المزيد.....

كفاكم هرطقةً و سذاجةً .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 09:34
المحور: عالم الرياضة
    


لا يخفى أن كرة القدم تتميز عن غيرها من الألعاب بإثارة حماسةٍ زائدةٍ لدى جمهورها .
كأنها معركةٌ بين جيشين يتحاربان بغية اختراق كلٍ منهما صفوف الآخر ، أو تصفيته و إنزال الضربات الموجعة التي تزيد من تأجيج المشاعر ، و هياج العواطف .

فإذا كانت هذه المشاعر تنبع من الانتماء للوطن - و الحق يجب أن يكون كذلك – فإن ربط الرياضة بالأنظمة السياسية ، و توثيقها برجال السلطة ليس خطأً فحسب بل كارثةً تضيف إلى مصائب دول الشرق المستبدة .
في حين أن عدم الولاء لهذه الأنظمة توضع على لائحة الخيانة للوطن مهما كانت الصلة بالوطنية وثيقةً ، و الانتماء للوطن رفيعاً .

ثقافةٌ ابتلينا بها ، و من كأسها تجرعنا ، فبتنا نفضل النخبة السياسية على الوطن و العباد .
ففي هذه الأيام يشهد جمهور كرة القدم السورية انقساماً حاداً حيال المنتخب السوري الذي يخوض أعنف مباراته في تصفيات كأس العالم .

شريحةٌ مع النظام تطبل و تزمر فخورةً بهذا الفريق الذي يرفع شعاراً مطبوعاً مع صورة بشار الأسد : ( الرياضيون مع الأسد ) .
و أن كل ما أنجزه الرياضيون هو بفضل الجيش العربي السوري ، و دماء الشهداء .
و شريحةٌ أخرى مع المعارضات منقسمةٌ لفئتين : إحداها زادتها حماسةً فاعتبرت أن هذا الفريق يمثل سوريا بكل أطيافها و مكوناتها ، و ذلك بفك الارتباط بين السياسة و الرياضة . و ربما أكثرهم من المغتربين المهاجرين الذين فارقوا الوطن ، فحرموا من دفء حضنه ، و رحابة صدره . فكان الحنين هو الصارخ و المنادى .

و فئةٌ أخرى ناقمةٌ على بشار الأسد ، تصفه بالخائن لأنه يقتل الأبرياء ، و بالكافر لأنه يهدم المساجد .
فتفرغ جام غضبها على هذا الفريق الذي يوالي النظام و رأسه .

قبل 15/ 3 /2011 / أي قبل ما يسمى ( بالثورة السورية ) كان السوريون جميعاً يشجعون فريقاً واحداً ، حينما كان أقطاب هذه المعارضات مندمجون مع النظام تحت إمرة بشار الأسد ، و كانوا عوناً له في كل قمعٍ و تنكيلٍ و مفسدةٍ ( و لن تمحى من الذاكرة ) .
و بعد ذاك التاريخ تشرذم الفريق الحاكم و تصدع لنصفين يتقاتلان بعضهما .
طرفٌ يقتل و يدمر ليدوم جلوسه على الكرسي .
وآخر يقتل و يهدم لينتزع ذاك الكرسي اللعين ، فيجلس هوعليه ، و يتربع على عرش السلطة ليمارس القمع و الجور بدوره .
مع أن الطرفين يتباريان في العزف على أوتار الوطنية زوراً و بهتاناً .

ما الفرق بين أن تستقوي بالكرملين و طهران فتبدأ بالقتل و التدمير ؟
أو أن تستقوي بواشنطن و أنقرة و ببعض الدول الخليجية فتمارس الفعل ذاته ؟

المجازر من الطرفين جريمةٌ بحق الوطن و الشعب .
و الاستعانة بكل القوى الخارجية عمالةٌ ، و لا يجوز الفصل و التجزئة في هذا المنحى .
كأن تعتبر أن ممارسات البعض في القتل و الجور شرعيةٌ ، و للبعض الآخر خيانةٌ .
فإما كل الأطراف وطنيةٌ ، و إما كلها خائنةٌ .

المتصارعون كلهم في وادٍ ، و الوطن مع الشعب التعيس في وادٍ آخر ،
مع أنهم يقتلون و يدمرون باسم الشعب الذي لا ناقة له فيما يحدث و لا جمل .

أمتلئ حزناً عليكم أيها الجمهور ، و أتفجر وجعاً مما تتهمون بعضكم بفعل شيءٍ لا يد لكم فيه .
ليس معيار الوطنية أن تصافح النظام ، أو ترقص مع المعارضات .
فالطرفان وجهان لعملةٍ واحدةٍ ، و كلاهما باعا الوطن في المزاد العلني .
و على هذا المقاس الأمر سيانٌ ، بأن يرفع الفريق صورة رأس النظام ، أو صورة أحد أقطاب المعارضات و ما أكثرهم .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحقاً لك يا شرقُ .
- هل الانتحار جبنٌ ، أم شجاعةٌ ؟
- المعلم برسالته يخترق جدران كل الأزمنة .
- النفوس اللئيمة تفتقد الوفاء .
- يضعون الكرد دائماً في قفص الاتهام .
- يومٌ ميمونٌ ليس كغيره من الأيام .
- حينما بأمانيك يعبث الزمن ، بخلط أوراقك .
- نكتةٌ حمقاءٌ سمجةٌ لمجلس الأمن الدوليِّ .
- بعض الأحلام من خلف قضبان التمني تتحرر .
- الذوبان في عالم الكتب ، خيرٌ من مجالس السوء .
- لمن نستغيث ، لإطفاء جمرة المحسوبية البغيضة ؟!
- المجازفة بكل شيءٍ ، من أجل المجهول .,
- سماسرة النهب و السلب .
- يعشق الجسد لا الروح .
- كن نقي النفس ، أو الجم لسانك .
- التمييز بين الموت الظالم و العادل .
- المشعوذ النشال .
- هياطهم زوبعةٌ في فنجانٍ .
- من ألاعيب القدر .
- حياةٌ عبثيةٌ .


المزيد.....




- روسيا تدعو الإكوادور لمباراة ودية عام 2025
- اعتزال من نوع خاص.. ليبرون جيمس يصدم متابعيه على مواقع التوا ...
- هكذا كان يعاني فيتور روكي في برشلونة
- مغردون: مرشحة ترامب لوزارة التعليم بنكهة حلبات المصارعة الحر ...
- دراسة: الجلوس لوقت طويل مرتبط بأمراض القلب حتى لو مارست الري ...
- على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم ا ...
- بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ
- موهبة برشلونة لامين جمال سفيرا لليونيسيف
- أسباب تأجيل عودة برشلونة إلى الكامب نو
- إسرائيل تغتال أحلام سيلين حيدر لاعبة منتخب لبنان بكرة القدم ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - يوسف حمك - كفاكم هرطقةً و سذاجةً .