ساعد الله ابناء شعبنا في داخل العراق من الذين يتابعون الاخبار المحيطة بالملف العراقي ، خاصة تلك التي تشير باستمرار الى تدفق القوات الاميركية والبريطانية على المنطقة ، وانواع الاسلحة التي تريد الولايات المتحدة ان "تجربها" لاول مرة على اهلنا الممتحنين، وكأن سنوات البعث العجاف لم تكن كافية لتجربة الاسلحة "المعولمة" والتي كان النظام الدموي يشتريها شرقا وغربا ليستعملها في حلبجة والانفال والاهوار.
ويبدو ان الدوائر التي جرّب لها النظام العراقي اسلحتها احيطت علما بتلكم التجارب ونتائجها "الباهرة" في حصد ارواح عشرات الالاف من الارواح البريئة لشعبنا المظلوم ، وهاهي الان تعود من جديد ل"حقل" التجارب نفسه لاكتشاف قابليات اسلحة جديدة وخطط جديدة.
الغريب ان اصحاب" الغيرة والحمية" من العراقيين" الاحرار" -كما تحب الادارة الاميركية تسميتهم- يتطرقون لمختلف "الشؤون والشجون" ولكنهم- ولسبب مجهول جدا- ينسون ادراج محنة شعبنا في جداول اجتماعاتهم ، بل انهم عندما يسمعون تصريحا متهورا من قبل الامريكان امثال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي قال: (ان البنتاجون يجب أن يكون لديه لوائح تتيح له امكانية استخدام أسلحة نووية مضيفا أن السياسة العامة لبلادنا...هي ألا نستبعد مختلف الخيارات).
او ماقام به الرئيس بوش عندما اصدر في الاونة الاخيرة توجيها( بأن أمريكا تحتفظ بالحق في الرد بقوة كاسحة بما في ذلك حتى الاسلحة النووية على استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية ضد الولايات المتحدة أو القوات الامريكية في الخارج والاصدقاء والحلفاء).
كل هذه الاخبار تقرأ وتسمع من قبل اهلنا، وربما يدور في خلدهم ان يكون هناك من يدافع عنهم في المحافل الدولية ، ولكنهم يفاجؤن با ن العراقيين" الاحرار" لاتستقبل اذانهم مثل هذه الاخبار-لاختلاف الذبذبات مثلا!!!-، وربما يتملكهم العجب وهم يسمعون استنكار السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي ما اعتبره اتجاها جديدا في السياسة النووية الامريكية. وهو يقول( انه لا ينبغي اعتبار القنبلة النووية مجرد سلاح كغيره في ترسانة أسلحة. وقال ان توجيه ضربة نووية أمريكية ضد العراق سيكون أسوأ قرار منذ الهجوم الذري على هيروشيما عام 1945 وسيقوض علاقات الولايات المتحدة مع العالم.) بينما ابناؤهم" الاحرار" يلوذون بالصمت وكأن الامريكان يتحدثون عن ضرب جزيرة "واق واق" بالاسلحة النووية وليس وطنهم" الثاني" العراق.
ايها " الاحرار" اقول لكم ماقاله الامام الحسين بن علي(عليهما السلام)ان لم يكن لكم دين ولاتخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم.