كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 08:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
تحية طيبة
شكراً على استفسارك الرصين وتكرار تحياتك الطيبة، وابعثها لك ثانية.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=574615
هناك، على وفق تقديري، ثلاثة احتمالات فيما يجري بالعراق في الوقت الحاضر، ولا استطيع أن أتكهن بأي وجهة ستسير الأمور، رغم أني اعمل مع الآخرين بالاتجاه الأول.
والاحتمالات الثلاثة كما اراها هي على النحو التالي:
1) النضال الدؤوب من أجل تغيير ميزان القوى لصالح القوى الديمقراطية واللبرالية واليسارية والجماعات والشخصيات المتدينة والمتنورة التي تفصل بين الدين والدولة والسياسة وتناضل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية علمانية وبالطرق السلمية والديمقراطية. وهو طريق طويل دون أدنى شك في ضوء واقع المجتمع العراقي ووعي الفرد والمجتمع وضعف القوى التي تسعى لتحقيق مثل هذا التغيير الجذري السلمي والديمقراطي في النظام السياسي الطائفي المحاصصي القائم. ولكنه يبقى أحد الطرق الذي تلتزم به القوى العاملة من أجل التغيير بالعراق.
2) احتمال قيام انتفاضة شعبية تقودها قوى سياسية ترفض الوضع الراهن، سواء أكانت في الجيش أم في أوساط المجتمع، والتي لم تعد قادرة على تحمل ما جرى ويجري بالعرق وبشكل خاص بسبب استمرار التمييز والتهميش والإقصاء وبسبب الفساد السائد كنظام معمول به من قبل الدولة بسلطاتها الثلاث والمجتمع وبسبب الإرهاب الذي يقتل البشر يومياً وبأعداد كبيرة. وهو أمر ممكن في ظروف بلدان عديدة حين يصل الوضع إلى الحالة الثورية التي يعجز الحكام عن فرض إرادتهم على المجتمع ويرفض المجتمع هذه الفئة الرثة من الحكام وقوانينها. وهي حالة محتملة لا يمكن تقدير متى وكيف ومن سيقوم بها!
3) احتمال وقوع انقلاب عسكري من داخل القوى الحاكمة لأسباب ترتبط بالصراعات القائمة والتي يمكن أن تقود إلى اتجاهات أخرى لم يحسبها الحكام ولا أصحاب الانقلاب ويخرج الوضع من أيديهم. وهو أمر محتمل في أوضاع العراق. ويمكن حينذاك أن تنشأ ظروف وشروط معينة يتجه الانقلاب صوب قوى أخرى غير التي قامت به بفعل حركة جماهيرية مناهضة للطائفية والطائفيين السياسيين.
أعرف بوجود الحشد الشعبي وعلاقته بإيران والمليشيات الشيعية المكونة لهيكله العظمي وأغلب لحمه وشحمه، وما له من دور في واقع العراق الجديد وبعد الانتهاء من داعش، ولكن هذا الواقع يمكن أن يتغير في ظروف وحالات معينة لا يمكن التكهن بتفاعلاتها.
لا يمكن لأي فرد أن يقدر ما يمكن أن يحصل بالعراق خلال السنوات القادمة وعلينا أن نتوقع الكثير من الأمور، فالحكام الحاليون يوغلون في استغلال الشعب ونهب أمواله والضحك على ذقون الناس، ولكن إلى متى ستستمر هذه الحالة، فالظلم إن دام دمر، وبالتالي لا بد من أن تصل الحالة إلى الدرجة التي يمكن ان ينفجر كل شيء في وجه الحكام الحاليين.
شكراً لاستفسار مرة أخرى وهي إجابة اجتهادية، يمكن أن تكون صائبة أو ربما خاطئة.
كاظم حبيب
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟