أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - كانتا رتقاً ففتقناهما














المزيد.....


كانتا رتقاً ففتقناهما


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحاول مفكرو الإسلام وجرياً على عاداتهم لي عنق النّصّ القرآنيّ وتحميله مالايحتمل ليتناسب ويتماشى مع المكتشفات العلميّة
الحديثة في محاولةٍ بائسةٍ لإثبات أنّ القرآن هو كتابٌ بشّر بكلّ الجديد في العلم .
هذه المحاولات كان أخطرها إحتقاراً للعقل البشرّيّ هو القول أنّ نظريّة الإنفجار الكبير قال بها القرآن قبل 1400 عاماً عندما قال : أو لم ير الذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما .
وجعلنا السّماء سقفاً محفوطاً
بغضّ النّظر عن صحّة نظريّة الإنفجار الكبير وأنا من الذين لايعتقدون بصحّتها وقد كتبت في هذا مقالاً مفصّلاً بعنوان : نظريّة الإنفجار الكبير هل دسٌّ للسّم في عسل العلم ?
سأساير الذين يقولون بصحّتها ولنر أنّ المشكلة في عدم توافقها مع الآية القرآنيّة السّابقة
يفترض القرآن من حيث المبدأ أنّ الأرض والسّماء من طبيعةٍ واحدةٍ أي كلاهما مادّيتان ( كانتا رتقاً ففتقناهما )
أي أنّ السّماء كما هي الأرض من طبيعةٍ مادّيةٍ ( وزيّناها بمصابيح ) أي السّماء أي أنّ كلّ النّجوم والكواكب والمجرّات التي تملؤ قبّة السّماء طولاً وعرضاً ماهي إلا زينةٌ للنّاظرين
ولكن على مايبدو لم يكن مؤلف القرآن يعلم شيئاً عن أحجام الكواكب والنّجوم والمجرّات والأهمّ أنّه لم يكن يعرف شيئاً عن المسافات الكونيّة .فوضع الأرض التي هي في حجمها أقلّ من ذرّة ٍ من ماء ٍ بالنّسبة لكلّ محيطات الأرض في مقابل السّماء التي الكون كلّه
فمن الآية نستشفّ أنّ الأرض تساوي في حجمها أو أقلّ قليلاً أو كتيراً حجم السّماء لأنّ الرّتق والفتق يكونان بين مساحاتٍ أو أحجامٍ متعادلةٍ إلى حدٍّ ما وليس بين ذرّة من ماء ومحيط فأيّ معنىً لقولنا لو قلنا أن ّذرّة الماء ومحيطات الأرض كانت رتقاً ففتقناهما ?
لم يقل لنا القرآن من أيّة مادّة صنعت السّماء
هنا ربّ قائلٍ يقول من المادّة السّوداء وسيكون جوابنا نحن في قلب هذه المادّة وجزءٌ منها ولم نفتق عنها
وما قوله وجعلنا السّماء سقفاً محفوظاً الا دليلٌ على ماديّة السّماء .والسّقف لايكون فضاءاً بل هو مادّةٌ ما تعلو الفضاء الممتدّ بين الأرض والسّماء وحيث زيّنها بمصابيح هي الكواكب والنجوم فهي في تصوّر كاتب القرآن تشبه سقف البيت الذي تزيّنه المصابيح ليلاٌ أي أنّ صورة البيت الذي يعيش فيه أسقطها بطريقةٍ مباشرةٍ على الكون وهو بذلك حوّل الصّورة الذّاتية إلى صورةٍ موضوعيّةٍ تناسبت ومعارفه في ذلك العصر تحتوي في نظره كل مافي هذا الكون
إنّ المقارنة الواردة في القرآن بين الأرض والسّماء ( كانتا رتقاً ففتقناهما ) هي مقارنةٌ ذاتيّةٌ لأنّ كاتب القرآن لم تكن لديه أدنى فكرةٍ لاعن حجم الأرض التي كان يراها مسطّحةً ولاعن حجم الفضاء الذي إفترضه سماواتاً ومسطّحةً أيضاً وقد جعل السّماء سقفاً محفوظاً ولو علم أنّ الأرض كرة ٌ والسّماء كلمةٌ لامعنى لها بالمفهوم العلميّ وأنّ النّجوم والكواكب ليست مصابيح معلّقةً للزينة بل أجراماً وكواكب كما هي الشّمس والأرض والقمر وأنّ هذا السّقف لم ولن يقع على الأرض فوقوعها أشبه بوقوع مياه الأرض على ذرّة ماء وأيّ وقوعٍ هذا ? وأيّ جهلٍ قال به كاتب القرآن ?
إنّ واحدةً من أهمّ معضلات العقل البشرّي المزمنة ّ هي مسألة القياس فأخذ يقيس كلّ شيءٍ يراه ولايفهمه على مايراه ويفهمه وهنا الطّامّة الكبرى فتمّ قياس الأرض والسّماء على أرضيّة البيت وسقفه ولمّا كنّا نستطيع تكبير هذا السّقف قال ( وإنّا لها لموسعون )
لو عاد كاتب القرآن إلى الحياة ثانيةً وعرف بالدّليل القاطع أنّ الأرض ليست أكثر من كرةٍ أشبه بذّرةٍ بل وأصغر كثيراً تسبح في هذا الفضاء اللامتناهي الأبعاد واللامحدود كماهي بقيّة النّجوم والكواكب وأنّه لامعنى كلمة سماء وأنّ مالانراه لايساوي بالحجم شيئاً تقريباً أمامه مانراه ماذا كان سيقول عن القرآن ?

ٌ
ٍ
ٌ



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الثّانية
- بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميك ...
- أهل السّنة والجماعة
- حديثٌ في السّياسة
- أوراق خريف
- أعلن الآن صمتي وموتي
- تقاسيم على أوتار الرّوح
- الوطن ...أنتِ ...أنا
- لماذا القلب وليس العقل ؟
- هايكو سورياليزم
- هايكوسورياليزم
- فلسفة الغفران بين الثّّواب والعقاب
- كلامٌ في العشق خارجٌ على القانون
- التّعميم كظاهرةٍ مدمرّةٍ في العلاقات الإنسانيّة( علاقات الحب ...
- من نحن؟2+3
- من نحن؟ -2
- من نحن ؟
- زليخة
- آية القطع هل تقبل تفسيراً مغايراً ؟
- لكِ


المزيد.....




- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - كانتا رتقاً ففتقناهما