عادل مرزوق الجمري
الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 10:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لاشك أن التحالفات الجديدة للمعارضة السورية في الخارج تعطي دلالات بعيدة، إلا أن الولايات المتحدة لازالت غير جادة في الإعتماد على هذا الخيار التقليدي حتى الآن، لا يمكن أن نهمل إحتمالية نجاح الدبلوماسية الأمريكية في صناعة معارضة سياسية سورية مقنعة للداخل السوري المتماسك والمتمترس خلف الأسد، وبفضل الأمريكيين أيضاً.
عملياً، تمتلك الولايات المتحدة ثلاث إستراتيجيات/تكتيكات في تفعيل خياراتها السياسية المعادية لأي دولة ما، الأولى تقف عند عسكرة ردودها مباشرة. والثاني، خيار التجويع والإقتصاد المشلول، ويتمثل في العقوبات الإقتصادية. أما الثالث، فهو خيار الضرب بالتكتيكين معاً، وهو الأكثر وجعاً، وفاعلية.
الأمريكيون إستطاعوا التقدم في ملفهم السوري، والدبلوماسية السورية تمر بأوقات صعبة. الخيارات محدودة، وثمة أكثر من جبهة لابد من التعامل معها في نفس التوقيت، الشبحية الأمريكية اللبنانية من جهة، والداخل السوري "الغير مضمون" من جهة أخرى، وتبقى ركائز الدعم غير واضحة، فطهران ليست أحسن حالاً من دمشق. أما الصين وروسيا فهما كالمعتاد "جعجعة.. بلا طحين". لذا، تنام دمشق في هذه الأيام الباردة "عارية"!!.
كان مفاجئاً ما تم في الملف السوري خلال السنة الماضية، فمنذ إغتيال الرئيس الحريري ومسلسل الأحداث يتفاقم على الجميع. وإذا ما أهملنا التحقيق الدولي ونتائجه المثيرة للجدل، فإن "دمشق" هي أكثر الأطراف التي إستنزفت في تسديد فاتورة الإغتيال باهضة الثمن.
الدبلوماسية الأمريكية أصبحت قادرة اليوم أكثر مقدرة على إتمام سياسة التحويط على دمشق، والتغول الإعلامي اللبناني الفريد من نوعه يساهم في هذا التحويط السياسي لدمشق، الإعلاميون اللبنانيون من قوى الرابع عشر من أذار يصيغون خطاباً إعلامياً بارعاً في صناعة رأي عام عربي يقبل - ولو على مراحل – بطريقة إدارة الولايات المتحدة للملف السوري، وفي المجمل العام، تعيش الولايات المتحدة في بيروت أزهى أيامها.
"التحالفات الجديدة"، وعلى الرغم من خلافاتها التاريخية توافقت تحت الرعاية الأمريكية، وينتظر لها أن تبدأ في الحضور الإعلامي خلال الأشهر القليلة القادمة، على أن بعضاً من الخلل او الفوضى في الداخل السوري ضرورة هامة في إكتمال سيناريو التوافق الجديد، ودعامة هامة حتى يستطيع التحالف الجديد على البروز والتحدي من جهة، وعلى إكتمال صورة الخيار السياسي البديل للنظام الموجود من جهة أخرى.
الذي لابد أن لا نتوقعه أن تكون الدبلوماسية الأمريكية قد ساهمت في صياغ هذا التوافق من باب "العبث" أو "الخدمات الإجتماعية"، فالولايات المتحدة ليست "مؤسسة خيرية دولية" ولابد أن يكون لهذا التحالف الجديد توظيف سياسي مقبل، ستكتشف عنه الأيام المقبلة بالتفصيل.
#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟