أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - العقول المؤدلجة














المزيد.....

العقول المؤدلجة


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 01:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أود أن أتساءل في هذا المقال عن قابلية بل و حتى حاجة كثير من العقول للانتظام في صفوف ايديولوجية معينة و قبولها بكامل عيوبها و سلبياتها و الدفاع عنها كهوية تمثل الفرد و الجماعة .. فكما نرى أن أغلب الأفراد في مجتمعاتنا يقسمون ولائهم دائماً بين نوعين من الايديولوجيا : الدينية منها و القومية (الوطنية) ...

فأول الأمر نجد أن الشخص يوجه ولاءه لأسرته فقط (والديه و أخوته) ... و يتعلم كل شيء من هذه الأسرة ، كيف يتعامل مع أفراد المجتمع الآخرين و مع المواقف التي تواجهه في الوسط الذي يعيش فيه ... ردود أفعاله و أساليبه كلها يأخذها من هذه العائلة ، فيصبح نسخة مختلطة من أبيه و أمه ...
تبقى العائلة هي الوسط المؤثر الوحيد حتى يبدأ الوعي رحلته الجديدة في عمر المراهقة ، و يبحث الفرد فيها عن هوية جديدة تميزه عن عائلته و تشعره باستقلاليته ... لذلك تكون هذه الفترة هي الأصعب على الأب و الأم ، الذين يحاولان دائماً إبقاء الابن في دائرة الايديولوجية التي تمثل كلاً منهما ، خوفاً على هذه الايديولوجية من الضياع أولاً ... و لكي تزداد قوة هذه الايديولوجية و أثرها ، عن طريق ازدياد عدد الأفراد المؤمنين بها ثانياً ...

عندما يخرج الابن من دائرة العائلة ، يجد أمامه العديد من الايديولوجيات التي تحاول أن تجتذبه إليها و تقنعه بالانخراط في صفوفها ، لتدعم بذلك قوة أفكارها و تضمن بقاءها و عدم اندثارها مع الزمن ...

أكثر الايديولوجيات قوةً و اثباتاً لذاتها في ساحات مجتمعاتنا ، كانت و ما تزال هي نوعين (الدينية و القومية) ... الأولى تدعو إلى وحدة الجميع تحت راية الدين الواحد ... و الثانية تدعو إلى وحدة الجميع تحت راية الحزب أو العرق أو الوطن الواحد ... في كلا الحالتين تتحكم الايديولوجية بتصرفات الأشخاص و طريقة تفكيرهم و ردود أفعالهم و تقبلهم أو عدم تقبلهم للايديولوجيات الأخرى المختلفة عنهم و المتواجدة معهم في الوسط نفسه !!

هنا يأتي دور سؤالنا المهم : لماذا تكون بعض العقول في مجتمعاتنا أكثر قدرة على التحرر من الايديولوجية ، بينما تكون الغالبية العظمى أكثر قابلية للانضواء تحت راياتها و تقبلها كهوية شخصية ، تعبر بها و عنها ، و تدافع عنها و تتحامى بها ؟؟

لاحظت من خلال تجارب شخصية أن الأغلبية لازالت تحافظ على توازن (ضمن الوعي الواحد) بين الانتماء الديني و القومي ... لكن الحروب الحالية حالت دون ذلك أحياناً ... فاضّطر البعض إلى رفض انتمائهم القومي الحالي و البحث عن بديل مناسب ...
و لاحظت أيضاً أن الغالبية التي فقدت انتمائها القومي ، وجهت ذلك الانتماء إلى البلدان التي لجأت إليها بسبب الحرب الدائرة في بلدانها ... و أصبح بعضهم مخلصاً إخلاصاً شديداً لتلك القومية الجديدة ، بل و مدافعاً شرساً عنها ، حتى ضد أبناء قوميته السابقة و متغاضياً طبعاً عن سلبياتها الواضحة !!

كما أن البعض الذين تخلوا عن ايديولوجيتهم الدينية ، كردة فعل على التصرفات المسيئة التي قامت بها الجماعات الدينية التي تقاتل على الأرض باسم الدين ... أيضاً ترى أنهم حاولوا أن يشغلوا فراغهم الديني بالبحث عن ايديولوجية بديلة تمنحهم شعور التجمع و القوة الذي فقدوه ... فاتجه هؤلاء إلى جعل الالحاد ايديولوجيتهم الجديدة ، فحددوا معالمه و قوانينه و صفات الملحد و شكله و الكلمات الواجب و غير الواجب التفوه بها ... و كل ذلك في محاولة منهم لخلق كيان مضاد للكيان القديم الذي خرجوا منه ... كي يضمنوا سلامتهم تحت رايته و يضمنوا استمراريته عبر توعية أكبر قدر ممكن من الأفراد !!

هنا نعود لنتساءل : لم بعض العقول , أكثر من غيرها , تنزع إلى الخنوع لأيديولوجيا معينة ؟؟
هل فعلاً أن الحياة و استقلالية الفكر بعيداً عن الايديولوجيات أصبح أمراً مستحيلاً في عالم اليوم ؟؟
و ما هو البديل أو الحل للحد من تفاقم هذه الحاجة في داخل كل واحد منا ؟؟
هل من الممكن _ يوماً ما _ أن نصبح أكثر تحرراً و تضعف هيمنة هذه الايديولوجيات على نفوسنا و عقولنا و طريقة تفكيرنا ؟؟



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...
- تساؤلات ضرورية (2)
- رحيل العتمة
- لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟
- التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية
- الثقب الجميل
- الزواج العربي : صراع الفكر و المال
- شيزوفرينيا المجتمع التركي
- تساؤلات ضرورية (1)
- الفهم الفصامي لمفهوم الحرية
- وجبة العيش الأخيرة
- كائن حزين


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - العقول المؤدلجة