أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها؟















المزيد.....

لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل يمكن تصورالسيناريو المختلف :
لو أنّ ماحدث مع المواطن الإيطالى حدث مع مواطن مصرى؟
فهل يفعل نظامنا وشعبنا مثل النظام الإيطالى والشعب الإيطالى؟
رغم أنّ موضوع مقتل المواطن الإيطالى فى مصر، وبالرغم من أنه قد يدخل فى كهف النسيان، وبالرغم من اختلاف وجهة النظر بين النظام المصرى والنظام الإيطالى، فإننى أعتقد أنه غاية فى الأهمية من زاوية (موقف الأنظمة الحاكمة من مواطنيها) وأهم درس فى هذا الموضوع ، هو اصرار الحكومة الإيطالية على معرفة الحقيقة، والتأكد من ملابسات التعذيب قبل وفاته. والدرس الثانى لا يقل أهمية، بل هو فى مُـقـدّمة الدروس، حيث أنّ (جميع) أفراد الشعب الإيطالى، وأكرّر (جميع) انتفضوا واهتموا بابنهم، لمعرفة الحقيقة وتقديم الجناة للعدالة القضائية. والدرس الثالث هو الموقف (الموحـّـد) الذى جمع كل التيارات السياسية والحزبية والثقافية، لا فرق بين يمين ويسار، ولا بين مُــتـدينين وغير مُــتـدينين. ونهاية الدرس : موقف واحد.. هدف واحد.
فما سر تلك الظاهرة الايجابية التى تختلف فيها حظوظ الشعوب؟ هل هناك سبب آخر غير الاعتزاز بمشاعر (القومية) وأنّ الاعتداء على مواطن (واحد) هو اعتداء على جميع أفراد الشعب؟ بينما الأنظمة التى لا تهتز لها شعرة بعد جلد مواطنيها وقطع أيديهم وحبسهم ظلمًـا، هى الأنظمة التى افتقدتْ الحد الأدنى من الاعتزاز القومى ، ومُـصابة بالمرض الذى أطلق عليه علماء الاجتماع (الدونية القومية) وذلك التعبير يعنى أنّ النظام الحاكم (فى أى دولة) لم يـُـرسّـخ إعلامه وتعليمه المعنى العلمى لتعريف (الهوية) وأنّ (قداسة المواطن من قداسة الوطن) ولأنّ حكومات مصر (منذ يوليو1952) فرّطتْ فى ترسيخ هذا التعريف العلمى، لذلك شاع بين علماء المصريات مصطلح (معاداة المصرية) Anti-Egyptianism وأتذكــّـر ما فعلته إسرائيل لفك أسرمواطن (واحد) حاز شهرة عالمية (شاليط) حيث تـمّ الافراج عنه مقابل المئات من الفلسطينيين. ورغم أنّ عمر إسرائيل لا يـُـقاس بعمر الشعوب ، فإنّ جولدا مائير لخـّـصتْ المفارقة كالتالى ((إنّ مصير اليهود كان مُـختلفــًـا عن غيرهم ، فالأمم الأخرى بقيتْ فى أراضيها إلاّ أنها تخلــّـتْ عن هويتها)) (حياتى- دار الجليل للنشر والأبحاث الفلسطينية- عام1989- ص141)
والاعتزاز القومى هو الذى جعل الشعب الفلبينى ينتفض لعدة أسابيع، بعد صدور الحكم (الدينى) بإعدام المواطنة الفلبينية (سارة فرجار) التى قتلتْ الأمير العربى عندما حاول إغتصابها. خرجتْ الجماهير الفلبينية فى الشوارع - ليل نهار- وفى أيديهم الشموع، وطالبوا رئيسهم بضرورة عودة المواطنة إلى الفلبين مع دفع (الفدية) المطلوبة. وأنّ (الشعب) جمع قيمة (الفدية) فى ذاك الوقت كان حاكم الفلبين (فيدل راموس) من المؤسسة العسكرية، ومع ذلك استجاب لطلب الجماهير، وأدلى بعدة تصريحات للميديا العالمية، أدان فيها (تشريعات العرب الهمجية) وانتهى الموقف بالافراج عن المواطنة الفلبينية.
وفى تجربة أخرى فإنّ الممرضات الفلبينيات فى دولة عربية ، قرّرنَ الاضراب عن العمل، بعد أنْ فرضتْ إدارة المستشفى عليهنّ نوم كل أربع فى حجرة، بعد أنْ كنّ كل إثنتيْن، تدخـّـلتْ السفارة الفلبينية وعاد الوضع كما أرادتْ الممرضات. إنّ تدخل السفارة السريع هو الترجمة الحقيقية على أرض الواقع لتطبيق معنى (الاعتزاز القومى)
ومن خلال مُــتابعتى لصفحات (بريد القراء) فى الصحف (المصرية- خاصة الأهرام) امتلأ أرشيفى بعشرات الرسائل من المصريين العاملين فى (الخليج العربى) وتلك الرسائل كاشفة عن حجم (الجحيم) الذى عاشه أبناؤنا بسبب التعصب العربى ضد شعبنا. وأنّ (نظام الكفيل) هو (عبودية عصرية) لدرجة التحكم فى الأمور الشخصية، سواء فى التنقلات من مدينة لمدينة، أو الحصول على إجازة بعد وفاة الأم.. إلخ. والأخطرهو (التلفيقات) التى يخترعها (الكفيل) لتنفيذ طلباته دون مناقشة حتى ولو كانت ضد قواعد العمل وشروط العقد. وكانت أغلب الرسائل تدور حول الراتب المنصوص عليه فى العقد ، حيث أنّ صاحب العمل لا يلتزم به، وإذا اعترض (المصرى) يتم تهديده بسلاح (التهم المُــلفــّـقة) وكان الراحل الجليل عبدالوهاب مطاوع (المسئول عن بريد القراء فى صحيفة الأهرام) أكثر الصحافيين شجاعة عندما نشر عشرات الرسائل التى كشفتْ (عورة) النظام المصرى وسقف تهاونه فى حق أبناء شعبه العاملين خارج مصر. وركــّـز القراء على دور (السفارات المصرية) وأنّ دورها الأول هو (إرضاء) المسئولين فى الدولة التى من (المُـفترض) أنّ تلك السفارات تــُـمثــّـل مصر، بينما الوقع هو أنّ موظفى السفارة وعلى رأسهم السفير كأنهم يعملون لصالح سلطة الدولة (العربية)
وأعتقد أنّ أكثر المآسى بشاعة هى قطع اليد والجلد وخاصة الأخيرة، لأنّ آثارها يصعب محوها، وكان أشهر حالات الجلد ما حدث مع الطبيب المصرى الذى قضى (الحكم الشرعى) بجلده ثمانين جلدة، بعد أنْ اكتشف أنّ مدير المدرسة كان يعتدى على ابنه جنسيـًـا. فكيف تحوّل والد (المجنى عليه) إلى (مُــتهم) و(مُـدان) وتكون عقوبته الجلد؟ الطبيب المصرى- لأنه (مؤمن) بخرافات العروبة والتضامن العربى ووحدة الشعوب الإسلامية، ذهب إلى (رجل دين) سعودى مشهور، وحكى له ما حدث مع ابنه. رجل الدين تظاهر بالتعاطف مع (المصرى) ونصب له فخـًـا. قال له اكتب شكوى رسمية وقـدّمها للمسئولين. الطبيب سمع الكلام وكتب الشكوى. فى (التحقيق) تفاجأ بالسؤال العبثى : هل لديك أربعة شهود؟ ولما حـدّثهم عن الكشف الطبى على ابنه، قالوا له ((ما هدى الخرابيط يا مصرى)) ولأنه- بالطبع- لم يتقدم بأسماء أربعة شهود رأوا الواقعة رؤية عينية، طبـّـقوا عليه عقوبة (حد القذف) فأصبح هو (المُـدان) وليس مدير المدرسة الذى اغتصب ابنه. الطبيب عندما جاء مصر، واستقبلته لجنة (الحريات) فى نقابة الصحفيين، قال إننى أثناء الجلد ((كنتُ أشكر الله ورسوله على تحملى الجلد)) كانت زوجته زميلتى فى الوزارة التى كنتُ أعمل بها، طلبتُ لقاء زوجها لإجراء حوار معه فقالت لى ((الموضوع اتقفل يا أستاذ)) وبالكاد استخلصتُ منها معلومة مفادها أنّ لديها تعليمات من مسئولين (مصريين) كبار بعدم الحديث مع الإعلام. وفى الختام أسمح لنفسى باستعارة أسئلة الأطفال : لو أنّ ماحدث مع المواطن الإيطالى، حدث مع مواطن (مصرى) هل كان النظام المصرى سيفعل كما فعل النظام الإيطالى، وهل شعبنا المصرى كان سيقف نفس موقف الشعب الإيطالى؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس الإسلام لم يعترف إلابحزب الله وحزب الشيطان؟
- هل دافع الإخوان عن الوطن كما يزعم فهمى هويدى؟
- هل عرف الإسلام حقوق الإنسان ؟
- التطابق بين الإخوان اليهود والإخوان المسلمين
- الميتافيزيقا العربية/ الإسلامية والسينما العالمية
- أليس ملايين العلماء المصريين أبناء فلاحين؟
- الثقافة السائدة ودفاعها عن الإرهابيين
- مشروع بيومى قنديل الفكرى
- تأصيل علمى عن الإسلام السياسى
- الشعب السورى بين جحيم بشار ونارالدواعش
- لماذا تشابه الإسلاميين والماركسيين؟
- تشابه الكنعانيين والعبريين والعداء لمصر
- لماذا الاصرارعلى تخليد الطغاة؟
- هل سينجح الحلم الطوباوى: أسلمة العالم؟
- اعادة الاعتبارلعمال كفرالدواربالمحاكمة الشعبية
- أليس اختلاف المصاحف يؤكد الطابع البشرى للقرآن؟
- رد على الأستاذ أبوماريا الغراوى
- الجنة وبحور الدم
- هل يوجد فرق بين كلمة (فتح) وكلمة (غزو)؟
- لماذا لايوجد مبدع مصرى مثل كزانتزاكيس؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها؟