|
فقدنا قائدا لن يتكرر
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 17:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما نعيد نظرة خاطفة فقط على محطات حياة القائد الواقعي الاممي مام جلال نتاكد بانه عاش بعقليته التقدمية النموذجية و تعامله مع الواقع و ما حدث في عصر كانت ثقافته و عقليته اكثر تقدما من مرحلته الحياتية و ما اتصف به مجتمعه . انه تعامل مع الاحداث بشكل لم يعقله البعض و لم يتفهمه الاخر الا بعد ان كشف فيما بعد بانه كان على الصواب في تعامله مع الحدث . يمكن ان نتذكر الكثير و منه كيف كان رايه على من ينتقده و يفسح المجال للجميع في بيان رايهم في اخطر المواضيع و حتى على شخضيته، الم يذكر الجميع موقفه ممن انتقد الثورة الكوردية و هاج الجميع على ما كتبه و في مقدمتهم المثقفين حتى وصل الامر الى تخوين الكاتب، الا ان القائد مام جلال و بحكمته و تصرفه مع الموقف و نظرته الى ماحدث و كانه امر طبيعي, والمستغرب في الامر بانه اتخذ موقفا مثاليا تقدميا في وضع و ظروف لا يمكن الا ان يتخذه شخص يعيش كالاخرين في زمن ليس الا ان يكون اكثر تقدما من مرحلته، فانه دافع عن الراي المخالف و طالب من المنتفضين على كاتب الانتقاد ان يردوا عليه بسلاحه و هو القلم، ان كان محقا فيقتنع به المنصفين من القراء و ان كان على الخطا فلم يتقبله القاريء او من يسمعه . المستغرب في الامر ان هذا لم يحدث في عصرنا هذا الذي يتمتع بالكثير من الحريات و حق الانتقاد المكفول الذي لم يتفهمه حتى قادة اليوم لحد اليوم و انما في زمن كان العقلية السائدة حتى على الثوار هو التزمت و الالتزام براي الذات، و عدم تقبل الراي الاخر كان سائدا في عقلية الجميع، نعم الجميع . الم نتذكر عمق تفكيره و ايمانه بالانسانية و اعتماده قواعد الحياة التقدمية و حقوق الانسان و تعامله مع القضايا و الاحداث بخلفية تقدمية منصفة و غير حاملة للضغينة و الحقد و الكراهية، بل بشاشة وجهه و دماثة خلقه فرض شخصيته و كاريزماه و لا يمكن ان يبرز مثيلا له الا نادرا . الاهم ان يدرك الجميع بان قراراته العامة و اسلوبه و توجهاته و نظرته الى الاحداث الكبيرة ايضا كانت مبنية على العدالة و الحكم القانوني العادل، و خير مثال عدم نكثه بتوقيعه و موافقته على لائحة رفع عقوبة الاعدام، و اثبت موقفه العقلاني الذي اعتبره صحيحا على الارض حتى مع من كان يكن له العداء و عندما كان رئيسا للعراق اعفى جميع الثوار الكورد و استثنىاه شخصيا من العفو و هو الدكتاتور صدام حسين, فلم يوقع على امر اعدامه. هذا كان في وقت لقد اغضبنا نحن جميعا و تبين فيما بعد بانه كان يفكر في عمق لا يمكن ان نصل اليه نحن و كان يحسب لكل خطوة عن ما يبرز منها من الافرازات و المعطيات و التداعيات و المؤثرات على المجتمع، و سجل مواقف تاريخية لا يمكن ان يكون لها مثيلا حتى عالميا الا نادرا . لما ان نتذكر في بعض محطات حياته الكثير و من خصاله الجميلة هو اعترافه بما اخطا فيه و ان حسبناه نحن بانه ليس بخطا، و ما سلكه من الخطوات التي اعتبرها الكثير من غير المعقول و ليس لصالحه شخصيا الا انه ضحى بكل ما يمت بصلة بمصلحته من اجل كوردستان شعبا و ارضا و اتضح فيما بعد ان خطوته اصبح منعطفا جميلا لحياة الشعب الكوردستاني، الاهم انه تعامل دون ان يحدث ضجة او يبرز من اية موقف له اعتراضا كبيرا من قبل الاخر و كم جمع الاراء و المواقف المختلفة مع البعض. تعامل مع حزبه و شعبه و قضيته بما يمكنهم من الاقتناع و وفق السمات الشرقية التي يتمتع بها الشخصية الشرقية و الكوردية بالذات، و لكنه راعى الواقع والموجود و اعطى جرع تقدمية متتالية من كافة النواحي السياسية الثقافية الاجتماعية بما يمكن ان يتقبله الواقع الكوردي و ان كان بعضه على المضض، و خير مثال على ذلك هو موقفه و تعامله مع القضية الاهم في المجتمع و هي المراة و المجتمع . على الرغم من ان الصراع السياسي الموجود دائما بين القادة في الحزب الواحد و بين الاحزاب و بالاخص في واقع غير مثالي كما هو المجتمع الكوردستاني الذي الذي انبثقت منه الاحزاب، قد يؤدي الى الكثير من التعقيدات و ما كانت عليه الارضية من الابواب المشرعة على تدخل الاعداء، الا انه لم يدع نقطة ما يمكن ان تؤدي الى انهيارات كانت محتملة، و كم انقذ الجميع من المخاطر الكبيرة و الحوادث السياسية بحكمته، وتلمسنا مدى تقدم الشعب الكوردي كثيرا في مرحلة حكمه و تسلمه كرسي رئاسة العراق، على الرغم من ان هناك انتقادات كبيرة للقادة الكوردستانيين جميعا على التوجه نحو بغداد بعد سقوط الدكتاتورية . من اهم خصلاته الجميلة و الكبيرة و المهمة التي تمتع بها هي معنوياته العالية في اي وقت و بالاخص في احلك الظروف التي كان يمر به الشعب الكوردستاني، و في بعض منها كان هو الوحيد المتفائل على ان القضية الكوردستانية ستصل الى حال يحقق بها الشعب احلامه و امنياته و اهدافه، و لكن في وقته المناسب, و خير دليل على ذلك هو نظرته الى القضية الكوردية في مرحلة مابعد الانفالات و تعرض الشعب الكوردي للاسلحة الكيميائية من قبل الدكتاتورية العراقية وفي الانتفاضة و النزوح المليوني فيمابعدها و كيف تعامل مع الواقع انذاك.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكوردوفوبيا لدى بعض العراقيين
-
يجب التعامل مع مرحلة مابعد لحظة الحقيقة في كوردستان
-
كانت الموافقة علی الدستور العراقی بطلب من الق
...
-
على العبادي ان يفكر عراقيا عصريا
-
ليس لدى احد القوة القانونية لالغاء نتائج الاستفتاء في كوردست
...
-
هذه المرة سوف يخسرون اكثر من النصف الاخر للشط العرب
-
هل المصلحة تنقض الديموقراطية و حق تقرير المصير؟
-
اية دولة كوردستان نريد ؟
-
لماذا يعارضون مساعي كوردستان الى الاستقلال ؟
-
لماذا كل هذا التهجم على الكورد ؟
-
این كانت الجامعة العربية عندما قُصفت كوردستان بالاسلحة
...
-
هل يمكن ابطال مفعول قرار البرلمان العراقي حول استفتاء كوردست
...
-
حان دور العقلاء ليؤدوا دورهم التاريخي في العراق
-
ليس بذنبه ان لم يحس بانه وطنه
-
دولة كوردستان بعيدا عن توريث الفوضى الحالية
-
يتحججون بحجج وهمية باسم ( جماعة لاء) لعرقلة الاستفتاء
-
حين يبلغ السيل الزبى
-
كيف نفند حجج جماعة كلا للاستفتاء
-
اصبحت الشعبوية آفة الشعب الكوردستاني
-
من خلق فوبيا الكورد لدى تركيا
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|