أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشاد الشلاه - القرقوش العراقي














المزيد.....

القرقوش العراقي


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 09:21
المحور: حقوق الانسان
    


كما في الجلسات السابقة، حفلت الجلسة الثانية عشرة من محاكمة صدام حسين، وعدد من أركان حكمه، في حادثة تعرضه لمحاولة اغتيال في مدينة الدجيل صيف العام 1982، حفلت بقدر من المفارقات، بينها مفارقتان فاقعتان، الأولى للدلالة على"الحنكة" السياسية، عندما وجه صدام حسين إلى نظرائه الحكام، نصيحة مجربة، تتمثل بهيمنة الشك و الحس المخابراتي والأمني على علاقته بأقرب مساعديه، عبر تشديد المركزية الصارمة، فموظفيه الأقرب إليه لا يعلم احدهم بمهمات الآخر على الإطلاق، وهو الوحيد الآمر الناهي في بريده اليومي، عبر الظروف المفتوحة و المغلفة بيديه هو ولا أحدا سواه، وهذا الأسلوب هو الذي أعجز الأمريكان واضطرهم إلى الغزو العسكري للعراق على حد زعمه!!! .

والمفارقة الثانية في تلك الجلسة أيضا والدالة على سمة حكمه القرقوشية، اعتراف الرئيس المؤمن وشقيقه من أمه برزان التكريتي، بان هناك " فقط" شخصين قد تم تنفيذ حكم الإعدام بهما قبل تصديق الحكم من قبل الدكتاتور، بسبب خطأ ضابط امن غبي على حد تعبير برزان، وتم اكتشاف هذه الخطأ البسيط !!بعد مرور أربع سنوات!!، وتم الاكتفاء بتوبيخ ضابط الأمن الذي ارتكب هذه الهفوة البسيطة!!!.

وهنا تتجلى العدالة" المفقودة" في محاكمة صدام المعقودة هذه الأيام ، في أبهى صورة لها في عهد الرئيس العادل الميمون،فيتحكم الجلادون بمصير الضحايا إعداما، بلا وازع من ضمير، وبغياب كامل لحقوق الإنسان التي تذكرها ويطالب بها عتاة المجرمين وهم تحت رحمة العدالة اليوم ، ولا ندري كم من أبرياء آخرين أزهقت أرواحهم بسبب "أخطاء" جلادي شعبنا. وتأسيسا على ذلك لم يعد من مبرر لكثير من المشاهدين بعد عرض وقائع الجلسة الثانية عشرة من المحاكمة، الاعتقاد بان شخصية "قرقوش" المصرية التي تمادت في أحكامها وممارساتها الظالمة المنسوبة إليها، هي شخصية فريدة لم تتكرر، فقد بات في تأريخ العراق المعاصر، بالدليل والاعتراف، حكم قرقوش عراقي اسمه حكم صدام حسين، ولكن الفرق بين قرقوش العراق و قرقوش مصر،ان الثاني لم يكن قليل الأدب مع خصومه، رغم وسمه بالظلم و خفة العقل أيضا، بينما القرقوش العراقي الذي يدعي تحليه بخصال الأدب الجم و الخلق الرفيع، والحريص على حمل نسخة من المصحف الشريف وهو في قفص العدالة، ضرب لنا أمثالا عديدة في سوء الخلق والاستهتار، منها توجيه سيل من الهتافات و الشتائم بمفردات مبتذلة موجهة منه ومن شقيقه برزان التكريتي لهيئة المحكمة والادعاء العام وحتى ضحايا نظامه الأبرياء من أبناء شعبنا العراقي.

إن قلة الأدب هذه جاءت لتفضح ضعف حيلة الطغاة وهم يواجهون مصيرهم، وتؤكد بؤس الخلق الاجتماعي لمسئولين يفخرون بأنهم قادوا العراق لمدة خمسة وثلاثين عاما. لقد فاتهم أن تصرف الشقاوات هذا، يفضح معدن أخلاقهم وممارساتهم بشهادة موثقة بالصوت والصورة، خصوصا للبعض الذي عميت أبصارهم ولا يزال مخدوعا بهم وبصراخهم.

ولا غرابة بعد في أن يورث هكذا حكام خلفهم بلدا يعج بأتباعهم من محترفي السرقة، والفساد السياسي والإداري والمخدرات، و أوغاد السيارات المفخخة، والقتل على الهوية..لأن المجرمين على دين اسيادهم.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح
- الانتخابات النيابية اختبار لحسن النوايا والأفعال
- الحوار المتمدن صحيفة رصينة للتيار اليساري الديمقراطي
- توارد خواطر حول ستر العورة
- تفجيرات عمان انتصار أم علامات اندحار؟
- المواطن العراقي؛ واجبات مستحقة و حقوق مؤجلة
- التصويت بنعم لمشروع الدستور... أفضل أسوأ البدائل
- أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد ا ...
- من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية
- أسبانيا الشقيقة وخير الله طلفاح
- إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟
- لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟
- هيئة الرئاسة العراقية وأمانة مسئوليتها
- أهكذا يكافئ المواطن العراقي...؟
- ملايين العراقيين في الخارج ..مواطنون من الدرجة الثانية
- أيهما أمرَ على الشعب العراقي؟


المزيد.....




- بدء عودة النازحين مع سريان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأونروا: المساعدات التي يسمح الاحتلال بمرورها لغزة لا تشكل ...
- الكاتب بوعلام صنصال والجزائر: قصة اعتقال بخلفيات سياسية!
- مشاهد خاصة لـRT لعودة النازحين إلى ضاحية بيروت الجنوبية
- مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى امتثال كامل لمذكرة اعتقال نتني ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال ...
- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشاد الشلاه - القرقوش العراقي