أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة نقدية لأية .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )















المزيد.....


قراءة نقدية لأية .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5658 - 2017 / 10 / 3 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة نقدية لأية .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )

النص :
الأية موضوعة البحث : " أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سريع الحساب / 19 أل عمران " .
أن الأية الواردة في أعلاه ، أراها تستحق النقد ، العقلاني والموضوعي ، وذلك لما بها من ألغاء تام ومطلق لباقي الأديان السماوية ، اليهودية والصابئة والمسيحية ، وتدل الأية على إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده ويقبله من أحد سوى الإسلام ، أولا ، سأسرد تفسير الأية ، ثم سأبين قراءتي الخاصة فخاتمة ثانيا ، فحسب المصادر والمراجع الأسلامية ، تفسير أبن كثير / نقل بتصرف ، جاء ما يلي (( أن الرسل ختموا بمحمد ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل . كما قال تعالى : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " وهو في الآخرة من الخاسرين / آل عمران : 85 " وقال في هذه الآية مخبرا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام : " إن الدين عند الله الإسلام " . وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام بكسر " إنه " وفتح " إن الدين عند الله الإسلام " أي : شهد هو وملائكته وأولو العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام . والجمهور قرءوها بالكسر على الخبر ، وكلا المعنيين صحيح . ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم )) . ويبين بعض الأسلاميين ، أن كل دين غير الأسلام هو باطل ، ومن موقع صيد الفوائد / محمد بن شاكر الشريف – في مقال له بعنوان / إن الدين عند الله الإسلام ، يبين ما يلي : ( فإن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه ؛ إذ ما عداه من الدين باطل وضلال كما قال الله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " ) .
القراءة النقدية :
1. الأية أتت لغويا عن طريق متكلم غائب أو مجهول ، أو لنقل عن طريق ضمير غير معرف ، هذا الضمير يقوم مقام الناصح أو المرشد أو الموجه ، والمتكلم في الأية ليس الله ، ويقوم هذا الذات المتكلم ، مهما كانت صفته ، بتبليغ المتلقي و موجها أليه بأن : ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ، أذن هنا الله ليس هو المبلغ ! ، فالأية كما معلوم من بنائها النصي يقال بشانها : الكلام صفة المتكلم ، والمتكلم لو كان الله ، لكانت الأية جاءت بصيغة المتكلم الحاضر المباشر ، الذي هو الله ، ولكن الأية جاءت بغير ذلك .
2 . أن الله هو غاية نشأة الأديان ، وذلك لأن الأديان وجدت ليعبد أتباعها الله ، فلو كان حقا : ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ، لما أوجد الله أديان أخرى ، ولم لم يكتفي الله بالأسلام فقط كدين أوحد ! .
3 . ويصر المعتقد الأسلامي بأسلمة الأنبياء والرسل ، بدأءا من أبراهيم ، الذي تواجد قبل السيد المسيح ب 2324-1850 سنة ، وهذه أشكالية كبرى ، علما أن أبراهيم هو شخصية محورية في الديانة اليهودية ، ويعتبر أحد بطاركة اليهود الثلاثة ، وقد جاء حول مكانته في موقع http://www.wikiwand.com/ar التالي ( لإبراهيم مكانة عالية من الاحترام في ثلاثة أديان عالمية كبرى هي اليهودية والمسيحية والإسلام . وفي اليهودية هو الأب المؤسس ، وهو يمثل العلاقة الخاصة بين الشعب اليهودي والله - وهو الاعتقاد الذي يستمد منه اليهود موقعاً فريداً باعتبارهم شعب الله المختار ، وفي المسيحية يذكر بولس الرسول أن إيمان إبراهيم بالله جعله النموذج الأول لجميع المؤمنين ، المختونين وغير المختونين ، وفي الإسلام ينظر إلى إبراهيم على أنه كان مسلماً وأنه الرائد الأول للمسلمين وما يعرف ب " ملة إبراهيم " .. ) ، وحتى الأية / موضوعة البحث ، تأخذ وضعها وسياقها الزمني ، نرى أن الأية التالية جردت بل ألغت عن النبي أبراهيم أي صفة مرجعية دينية وقرنته بالأسلام ، فقد جاء في موقع / أهل القرأن ، ما يلي : ( ملة الإسلام لم تبتدئ مع نزول الرسالة المحمدية .... ملة الإسلام ابتدأت مع سيدنا إبراهيم ... وسبحانه انزل صحفا على سيدنا إبراهيم لا نعلمها " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. آل عمران 67 " ) ، وهذا تكريس لنهج الأية موضوعة البحث .
4 . والأية أيضا ، تدخل في تضادد وتقاطع مع أية أخرى ، وهي ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ / 3 أل عمران ) ، فكيف تقبل الأية موضوعة البحث عقليا ومنطقيا ، أذا كان الرسول نفسه " مصدقا للتوراة والانجيل " ! ، فمن جهة يصادق الرسول لكتابين لدينين محددين هما اليهودية والمسيحية ، بوصف كتابيهما ، ومن جهة ثانية ينكرهما !! ويعتبر ( أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ، أذن أرى أن تغيير أحدى الأيتين لتتوافق مع الاخرى ، أجراء مطقي ، أو ، أن تنسخ أحداهما لتبقى الاخرى حتى يستقيم المعنى ! .
5 . الأية موضوعة البحث ، تقع في أشكالية مع المعتقد المسيحي ، فقد جاء في الأية التالية ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون / سورة أل عمران ) ، فكيف يكون أتباع المسيح بهذه المكانة العليا و المميزة " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " ثم يكون دينهم منكر وباطل ! .
6 . أشكالية أخرى مع المعتقد المسيحي ، كيف يكون السيد المسيح كلمة الله وروح منه ودين اتباعه على ظلال ، ومنكر عليهم دينه من الله نفسه ، والذي قال الله في القرأن عن المسيح أيات رفعته الى عليين ، حيث جاء في موقع kalema.net/alahwahedfisalos/1x36.htm (( يشهد القرآن بكل وضوح أن المسيح هو كلمة الله : 1- سورة النساء آية 171 : " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته " . 2 - سورة آل عمران آية 39 : ( إن الله يبشرك بيحيى " أي يوحنا المعمدان " … مصدقاً بكلمة من الله ) . 3- وقد فسر الإمام أبوالسعود ذلك بقوله " مصدقاً بكلمة الله أي بعيسى عليه السلام …" ، إذ قيل إنه أول من آمن به وصدق بأنه كلمة الله وروح منه . 4 - وقال السدى : لقيت أم يحيى أم عيسى فقالت يا مريم أشعرت بحبلى ، فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى، قالت " أم يحيى " إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى " مصدقاً بكلمة من الله" . / تفسير أبى السعود محمد بن محمد العمادي ص 233 )) ، فكيف يكون المسيح الذي له كل هذه الصفات السامية ، ( كلمة الله وروحه وتسجد له الانبياء ) ، ومن جهة أخرى ، نرى أن الله ينكر دين أتباع المسيح ، ويقول بنصه القرأني : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ"
ختام :
أن الأية موضوعة البحث ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) ، خلقت الخلاف والاختلاف والتضادد مع المعتقدات الأخرى غير الأسلامية / سماوية كانت أو أرضية ، والذين يشكلون حوالي 6 مليار نسمة ، أضافة الى أنها أوجدت فكرا من الفرقة والرفض لكل ما هو غير أسلامي في الحياة الانسانية جمعاء ، وأوجدت أيضا بالنتيجة خطابا أسلاميا رافضا ولاغيا للأخر ، وهذه مشكلة دائمة في المعتقد الأسلامي ، ما دام العقل الأسلامي غير محرر من الأصل ، خاصة الأصل الديني الجامد ! .. مما سبق ذكره ، أرى أن الأية خلقت لدي تصورا فكريا معينا ، يتمحور ب : هل يوجد أكثر من أله فكري في القرأن : أله منطقي عقلاني ، منفتح متحضر ، متسامح روؤف ، مع باقي المعتقدات ، وأله أخر ، متعصب طائفي ، ماضوي الفكر ، لا يقبل أي مشاركة حياتية مع الأخرين على الأرض ، ألا من شهد ب : ( لا أله ألا الله محمد رسول الله ) ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يروى - بعد موت الرسول محمد .. السلطة والسياسة عزلت الد ...
- نصوص القرأن .. ونهجه في أستعباد العباد
- أضاءة نقدية في الفكر الأسلامي
- الأسلام بين أزمتين
- قراءة ل - الله الجلاد - - المتمثل في سورة النساء ( سوف نصلي ...
- عالم ملحد أم داعية مكفر - الرازي - كأنموذج
- حقبة معاوية بن أبي سفيان .. ونهاية الدعوة المحمدية وبداية عه ...
- الأسلام بين ثقافة السيف و ثقافة - الدهس بالسيارات -
- تساؤلات في الحياة والموت .. و - المسيح -
- قراءة خاصة .. الخمر في الأسلام
- أضاءة نقدية في الخطاب الأسلامي
- قراءة .. في الأسلام المختطف منذ الولادة والى الكهولة
- الرجم بين المسيحية والأسلام
- الأسلام اليوم
- الأسلام .. الوجه الأخر
- النصوص والأحاديث - حكومة ظل - للأرهاب
- قراءة في تمازج الدين مع الفكر الديني .. الأسلام كنموذج
- الأسلام .. بين أزمة النص وصحوة العقل
- قراءة .. للمفهوم الجنسي في الموروث الأسلامي (*1)
- الأسلام .. و - لاهوت القتل -


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة نقدية لأية .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )