أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - اللهم اجعلني من المخطئين














المزيد.....

اللهم اجعلني من المخطئين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 410 - 2003 / 2 / 27 - 01:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في خضم الحملة الدموية الإسرائيلية التي أخذت تتصاعد بقوة وبشكل ملحوظ وأكثر عدوانية منذ انتهاء الانتخابات والحملة الانتخابية في الكيان الإسرائيلي,هذه الانتخابات التي جاءت بشارون أقوى مما كان عليه قبل الانتخابات وعلى يمينه ويساره صقور من الجانبين اليساري واليميني وعلى يمين هؤلاء وحوش من التيار الديني والعنصري الذي لا يخفي عداءه المطلق وبغضه وكرهه وعنصريته اتجاه العرب والمسلمين وكل ما هو خارج دائرتهم. ومنذ أن انتهت منافسات الانتخابات ازدادت حمية التصريحات هنا وهناك و من الملاحظ أن هناك تناغم في الأعمال والتصريحات بين شارون من جهة وبعض العقارب الفلسطينية الخطيرة من جهة ثانية, فالأول يقول أنه لا خيار لحل المشكلة مع الفلسطينيين سوى بالحوار وهذا الكلام جاء به المعلق الصحافي شمعون شيفر من يديعوت احرانوت نقلا عن  شارون خلال لقاء تم معه وأضاف المعلق المذكور أن شارون قال التالي :

" أنا معني بمحاولة التوصل إلى حل للنزاع مع الفلسطينيين, ولذا يتوجب عليَ أن أكون مهيئاً لقيادة سياسية في مركزها التسوية...., لا يمكن حل النزاع والمواجهة مع الفلسطينيين إذا تشكلت الحكومة المقبلة من العناصر المتطرفة في الحلبة السياسية, وما من أحد يستطيع أن يسلم كل شيء وما من أحد يستطيع أن يظل محتفظا بكل المناطق (الفلسطينية) لقد حانت الساعة لإنجاز تسويات".

  بهذا يعلن شارون التراجع عن كافة شعاراته السابقة وأهمها أنه لا يرى أي داع للحوار مع الفلسطينيين وأنه لا يؤمن بمثل تلك الحوارات والمفاوضات. لكن هل هذا الكلام نابع من تسليم شاروني بهزيمة الحلول العسكرية والحربية أم أنه جاء نتيجة وعي سياسي يفرض على شارون تبديل سياسته والتعاطي مع الموضوع الفلسطيني بليونة سياسية ولو كلامية فقط وذلك تماشياً مع برامج الإدارة الأمريكية ورئيسها بوش. كما أن شارون بهذا الكلام يرسل رسائل مغازلة لليسار الإسرائيلي وخاصة لعمران متسناع كي يشجعه وحزبه على الدخول في حكومته الجديدة والتي يريدها مع العمل كما كانت في السابق لأنه بهذا يضمن الإجماع الوطني الإسرائيلي ويستطيع استعمال حزب العمل كما في السابق للمهمات الخارجية القذرة والعلاقات العامة. هذا من جهة الجديد في كلام شارون المتجدد دائما على الرغم من حاضره الأكثر سوادا من ماضيه الأسود. أما من الناحية الشارونية الأخرى

 وعلى الصعيد الآخر نجد جيشه المدجج بآلة الموت والدمار يجتاح المناطق الفلسطينية وينفذ أعمالا وحشية وقاسية ضد التجمعات الفلسطينية تشبه أعمال جيش الحكومة السابقة مع العمل في حملة السور الواقي التي اقتربت ذكراها السنوية الأولى في آذار/ مارس المقبل, فعلى صعيد المثال تقوم وحدات الجيش الإسرائيلي بعملية تدمير مبرمج وممنهج للمدينة القديمة في نابلس, ومعروف أن هذه المدينة تاريخية وأثرية بكل ما في الكلمة من معنى, وعلى الجهة الأخرى لا نسمع أي صراخ أو صوت يعلن احتجاجه على عملية تدمير التاريخ والآثار الفلسطينية, تلك العملية التي تتواصل منذ أن أبتلي الشعب الفلسطيني باستيطان شعب الله المختار و المحتار أو المحتال على أراضيه المنهوبة والمنسوبة ظلما وافتراء للتاريخ العبري المتجدد في موت الأبرياء والضعفاء من شعب الأرض الفلسطينية المحتلة. فقد تمت وتتم عملية التدمير المدروسة في أوضاع عالمية وإقليمية ومحلية معقدة جدا, فالعالم الغربي مشغول كما غيره بالهم العراقي وبالصلف الأمريكي وبالانقسام الأوروبي حول الحرب وألا حرب في العراق. وفي المنطقة العربية حيث الحكومات الضعيفة والتي لا تقدر حتى على اتفاق على عقد اجتماع من اجل العراق, تصبح العروبة و تمسي الشعوب العربية على نفس النفايات الإخبارية التي تبثها المحطات الرسمية والأخرى الخاصة.

أما الذي نراه متناسقا مع جديد شارون على الصعيدين العسكري والسياسي هو تلك الدعوات الفلسطينية المبطنة, مثل دعوة التخلي عن عسكرة الانتفاضة أي إسقاط خيار المقاومة والموافقة على الاستسلام لشروط شارون بعد كل هذه التضحيات الجسام. طبعا أصحاب تلك الأفكار لا يعترفون بأنها تسليم بلاءات إسرائيل وشارون بالتحديد لكنهم يسمونها عملية إنقاذ للانتفاضة وتجديد للعملية السلمية التي ظلت حية في أذهانهم وحدهم فقط لا غير.

 وهل تعرفون من هو الذي يريد من شعبنا وفصائل العمل الوطني أن تذعن لعبقريته الفذة؟ هو ما غيره مهندس السلام الفلسطيني ومعه طاقمه العتيد. وهو يحدد للفصائل والوفود شروط الذهاب إلى القاهرة حسب مزاجه السياسي ورؤيته للحالة الفلسطينية , ويقول بأن على الفصائل الموافقة على طلبه قبل الذهاب إلى القاهرة. يعني أنه يعتبر الحوار منتهيا فعليا وعمليا منذ الجولة السابقة وما على الآخرين سوى التسليم بما يريده و إلا لا داعي لتكملة الحوار فقد حسم أمره هذا النهار.

 هنا تكمن خطورة التوقيت والطرح لأنه يتلاقى ويتماشى مع طرح شارون السياسي الجديد ويرضخ للضغط والابتزاز الإسرائيلي الذي يمارس بشناعة ووقاحة وبشاعة في الضفة الغربية وتحديدا في نابلس وفي قطاع غزة بشكل عام.

أللهم اجعلني من المخطئين في توقعاتي لأنها إن صحت تعتبر كارثة وطنية جديدة على الشعب الفلسطيني ويتحمل مسئوليتها أولاً شعبنا الذي لم يحاسب أهل أوسلو على أخطائهم وأهل رفض أوسلو على قلة حيلتهم.

* أصداء

* تفضلوا بزيارة موقعي الشخصي على الوصلة التالية

http://home.chello.no/~hnidalm

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - اللهم اجعلني من المخطئين