|
إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار ..
هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5658 - 2017 / 10 / 3 - 01:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في زمن كهذا الذي نعيشُ كل حرفٍ يُكتب يكون ذا قيمة ، قد يُقرأ ويُفهم فيُغيِّر ولو القليل ويكون شمعةً تُضيء ظلاما خيّم على مجتمعاتنا منذ قرون وازداد في العقود الأخيرة قتامة إلى أن وصل إلى أقصى حالاته التخريبية فكانت النتيجة أنهار الدماء التي نشاهد وتدمير الأوطان الذي نبكي له جميعنا .. كلّ من يكتب يكون هدفه إيصال "فكره" إلى قرّاء ومن "الطبيعي" أن يكون عدد القراء مهمّ وشتان بين فكرة يقرؤها ملايين وأخرى لا يسمع بها إلا عدد ضئيل .. أنا لا أنتمي إلى هؤلاء الكاتبات والكتاب لأنّ ما أريد إيصاله لا أراه سيفهمه أو يقبله الملايين ولكن أعدادًا قليلة هي التي أرجو الوصول إليها وسأذكر من هي بعد قليل ، هدفي هو الإظافة إلى هؤلاء الأفراد الذين بدورهم سيُظيفون إلى غيرهم وقولي هذا لا أقصد به إستنقاصا للعقول فأقوالي ليست ولن تكون علوما عصيّة على الفهم لكنها "ثقافة" أزعم أنها شأنُ صفوةِ صفوةٍ .
كثيرون يكتبون لل "تنوير" كما يقولون و"التنوير" يعني إنارة "ظلمةٍ" ، وهذه "الظلمة" يحصرها جلّهم في الآلهة والأديان لكن وبتتبّع كتاباتهم نجدهم تقريبا يحصرونها في الإسلام كعقبة رئيسية أمام خروج بلداننا من وضعها المزري الحالي .. منهم من يغضّ الطرف عن المسيحية واليهودية ، منهم من لا يهتم للمعضلة القومية تحت الأنظمة العروبية الحاكمة ولا يتذكر ذلك إلا عندما يُقضى الأمر كإستفتاء الأكراد مثلا ، منهم من لا يزال يحلم بشيوعية تحقيقها يُشبه التخلّص من الهوية العربية كما يحلم قوميو "أجناسنا" المختلفة ، ومنهم .. ومنهم .. إلخ .. كل هؤلاء لو سئلوا لقالوا أنهم "ال" "تنويريون" ولخطّؤوا غيرهم ولربما أخرجوهم من "قبيلة" التنويريين و "كفّروهم" وكمثال على ذلك "الحروب الباردة" بين الملحدين الماركسيين والقوميين .. المظلة الوحيدة التي تستطيع أن تُحقق التعايش بين الجميع هي العلمانية التي تسمح بتواجد كلِّ مُدّعي إمتلاك "الحق المطلق" وبالتعايش مهما كانت خلفياتهم و"قبائلهم" والخطر كل الخطر يأتي من أصحاب "الفكر البدوي" المتحجّر الذي يرفض أي نقدٍ ويستعمل العلمانية ك "وسيلة" لإدراك "غايته" الحقيقية التي يُخفيها وهي منع كل صوتٍ يتكلم عن "قبيلته" .
أستطيعُ القول أني لا أنتمي إلى أي "قبيلة" ومن كل "قبيلة" أخذت بعض ما إحتجته ، وهنا أستغرب والسؤال موجّه إلى كل الأطياف الفكرية : كيف يُعلن شخص ما ويفتخر بإنتمائه وولائه إلى "قبيلة" ما ومع ذلك يقول عن نفسه أنه صاحب "فكر حر" ؟ .. الماركسية هدفها "رأس" الرأسمالية ، الإسلام هدفه "رؤوس" كل من خالفه ونفس الشيء بالنسبة للمسيحية وهكذا .. الماركسي "الحقيقي" هو الذي يقدم ولاءه لماركسيته على كل ولاء آخر .. نفس الشيء للمسلم ، للمسيحي ، للقومي إلخ .. وكل هؤلاء لا علاقة لهم لا بعلمانية ولا بتعايش سلمي في مجتمع غصبًا عن الجميع سيبقى وإلى الأبد مُتعدد "القبائل" : قلتُ "هؤلاء" وهؤلاء أسمّيهم "بدو" لأنهم لا فكر لهم حقيقة بل هم إنعكاس لفكر "القبيلة" الإقصائي والتكفيري بالضرورة وعلينا هنا ألا ننخدع بما قد يُطلق عليه زورا "علمانية" وهو في الحقيقة تحالفات قبليّة هدفها الوحيد مصلحة القبيلة لا مصلحة الوطن وكأهم مثالين لذلك أذكر تحالفات "العار" بين الماركسيين والإسلاميين وبين العسكر والأزهر والكنيسة في مصر .. في نفس هذا الإطار سأتساءل عن موقع الحوار الذي يعرّف نفسه ب "مؤسسة يسارية ، علمانية ، ديمقراطية" : أليس "اليسار" في حقيقته إقصاءً ل "اليمين" ؟ وإلا لماذا سمّى نفسه كذلك ؟ ثم أليس أهل اليسار هم أهل الماركسية وما تفرّع عنها من طوائف ؟ أليست الماركسية حربا على المعسكر الرأسمالي فكيف تكون "علمانية" ؟ .. هدفُ كلامي : يستطيعُ كل منتمٍ إلى "قبيلة" ما أن يكون "علمانيًّا" حقيقيا بأن يعترف أولا بأنّ فكر "قبيلته" لا علاقة له بالعلمانية لا من قريب ولا من بعيد وثانيا أن علمانيّته هُوَ هي نتاج فكره الشخصي الذي تبلور بعد خروجه من القطيع ، دون ذلك لن تكون علمانيّته إلا تقيّة أو وسيلة مرحليّة من أجل صالح "قبيلته" يُسحقُ فيها هو كفرد ووطنه من بعده مع التذكير أن الفكر القبلي لا علاقة له لا بوطن ولا بوطنية .
قلتُ في الكتابات القليلة التي كتبتها إلى الآن في الحوار أن هدفي الأول منها هو : البداوة ، والبداوة هي الفكر الحقيقي والأصلي لكل الإيديولوجيات مهما كان مصدرها حسب أتباعها مع خصوصية "القداسة" المفرط فيها للتي يُدّعى أنها قادمة من "السماء" .. وكلامي هذا يعني أني سأكون "حربا" على كل هذه الإيديولوجيات التي إلى الأبد ستدّعي أنها "الحل الأوحد" لبؤس مجتمعاتنا فهذه طبيعتها ، لكنه دعوة إلى "نضال تنويري حقيقي" مع العلمانيين الحقيقيين من كل "القبائل" .. المجد والكرامة والحرمة تُعطى فقط للإنسان ولا كرامة لل "قبائل" كلها .. وأعني بهذا أني لن أدّخر كل ما عندي من "غلظة" عند كلامي عن هذه "القبائل" وأرجو أن يُفهم ذلك فالماركسية لا تعني الماركسيين والقومية لا تعني القوميين والإسلام لا يعني المسلمين إلخ ، والأعداد القليلة التي أرجو الوصول إليها هم هؤلاء العلمانيون "الحقيقيون" الذين هم الأمل الوحيد لمستقبلِ إنسانٍ كريمٍ في وطنٍ حرٍّ ومنيع .
شعاري : "من أجل ثقافة علمانية حقيقية تقطع مع البداوة من جذورها" ..
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاء ..
-
تامارا .. 10 .. - طريقي - في هذا المكان بإيجاز ..
-
تامارا .. 9 .. القصّة .. - كاملة - مع - مقدمة - و- خاتمة - -
...
-
تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 5 .. الأخير .
-
تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 4 ..
-
تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 3 ..
-
تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..
-
تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 1 ..
-
تامارا .. 7 .. أنتِ ..
-
تامارا .. 6 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. جُنون !
-
تامارا .. 5 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. لماذا يكذبون ؟
-
تامارا .. 4 .. أنا وأنتِ .. وهم ..
-
تامارا .. 3 .. أنا وأنتِ ..
-
تامارا .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..
-
تأملات .. 6 .. عن العلمانية والبداوة : كُلّنا بدو ! (السيد ن
...
-
تأملات .. 5 .. عن العلمانية والبداوة : كُلّنا بدو ! (السيد ن
...
-
تأملات .. 4 .. عن الربوبية واللا أدرية وأصل فكرة الإله الواح
...
-
تامارا ..
-
تأملات .. 3 .. عن بداوة الإسلام .. عن لاوطنية الدول العربية
...
-
إسلام !
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|