بعض هواة" الاحصاء السياسي" من شبابنا العراقي قام بعملية احصاء لعدد الاحزاب والحركات والمنظمات التي" تناسلت" و"تكاثرت" كالطحالب عندما " اشتم" اصحابها رائحة "شواء" القضية العراقية في المطبخ الامريكي.
اكتشف صاحبنا ان الانشطارات" السرطانية" ل"خلايا" هذه المجاميع فاقت كل تصور ، وكأنها تعلمت التناسل من مكتشف المتواليات العددية.
وقد وصلت احصائية صاحبنا الى بضع مئات من الحركات والاحزاب والمنظمات والواجهات وما "تفرخ" عنها من اسماء ومسميات ارجو ان يوفق صديقنا لنشر احصائياته يوما ما ، للمعرفة والتسلية عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق السياسي.
والملفت ان عملية "التفقيس" هذه للاحزاب والحركات تتم خارج العراق فقط، اما في الداخل العراقي فان اصداء هذه الحركات "الورقية" و" الانترنيتية" تكاد ان تكون معدومة، الا اذا استطاع اصحاب هذه "الماركة" المسجلة او تلك "دعم" ماركتهم ببضع مئات من الدولارات.
اما لماذا "سوق" الحركات "الكارتونية" رائج و"ماشي" خارج العراق و"راكد" داخله ، فلان الذين في الداخل مشغولون بعمل حقيقي لمواجهة النظام القمعي والغزو الامريكي، بينما "معظم" الذين في الخارج مشغولون بكل شيء الا العمل الحقيقي من اجل العراق ، ولانهم كذلك فليس امامهم من سبيل الا سهر الليالي ل"تفقيس" المزيد من الحركات والمنظمات والواجهات التي هي – في المحصلة النهائية- دكاكين سياسية" مؤقتة" اقيمت على عجل وبغفلة من الزمن ولهدف ساخن له علاقة بمؤتمر ما او توزيع غنائم.
وقد سمعت شخصيا من السيد مسعود البارزاني في معرض تقييمه للحركات التي حضرت مؤتمرا" شعبيا" في ليبيا- عقد في الثمانينات- ان احدى الحركات لم تكن تتكون سوى من الاب وولديه، وربما لم يكن يعلم البارزاني – انذاك - سيأتي يوم- على ابواب الالفية الثالثة- يستطيع كل من يفتح" ايميلا" ويجيد"تدبيج" انشاء فيه تعابير سياسية ان يكون صاحب حركة وحزب ومنظمة وواجهات ملحقة بهذا الطرف او ذاك.
ولا ندري ما الذي يخبؤه لنا الغد؟
ربما سنفتح عيوننا غدا على اسماء جديدة تفتعل منها انشقاقات ليقال بانها كانت ضخمة، اي كانت "رقما" محترما يقبل "القسمة و"الانشقاق"، خاصا وان الامريكان -ومن يملك قابلية ضخ الدولار- سيحتاجون ل"دكاكين" جديدة واسماء جديدة لتأتلف بوجه اصحاب التاريخ الحقيقي، على قاعدة ان الكثرة تغلب شجاعة الشجعان.
هؤلاء" الغثاء" الذين كانوا يملؤن الدنيا ضجيجا بتصريحاتهم وبياناتهم ل"يشهد" الناس لهم عند"الامير" زلماي خليل زادة لم نسمع لهم صوتا بعد كشفت الولايات المتحدة عن كامل اوراقها ومخططها لاحتلال العراق وتعيين حاكم عسكري له.
اذن اين انتم ايها الغيارى والنشامى على وطنكم؟
ان كنتم ابناء بررة للعراق فهذا يومكم لترفعوا اصواتكم، وتقولوا بفم ملئان لا للغزو لا للحاكم العسكري نعم لمساعدتنا لاسقاط النظام، وليكتب لكم - ان كنتم لاتجيدون الكتابة- من كنتم تدفعون له- بالقطعة- على كل بيان هذا المعنى في تصريحاتكم ،والا فانتم متوافقون مع واشنطن.
فالعراق قد "مددته" واشنطن على قبلتها لنحره من قفاه فماذا تنتظرون؟
واذا لم يسمع العراق-وابناءه- صوتكم في هذا المنعطف الحاسم فخير لكم ان لاتسمعونا انكر اصواتكم غدا لان شعبنا لا يعرفكم ولا يريد عراقيين مع وقف التنفيذ.