أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2














المزيد.....

صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5656 - 2017 / 10 / 1 - 11:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية – ج 2

الحاقا بالجزء الاول من مقالنا والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=570662

كتب البروفيسور علي عباس مراد في كتابه الحديث الاصدار :
( الهندسة الاجتماعية :صناعة الانسان والمواطن ),ان النظام الفكري والنسق الاخلاقي الذي يتبناه اي انسان مصدره الهندسة الاجتماعية التي يتلقاها الانسان من محيطه الاجتماعي , وما يكتسبه منذ الصغر من ذلك النظام الفكري والنسق الاخلاقي .

تدرك الدول ممثلة في السلطات الحاكمة مقدار حاجتها الى الهندسة الاجتماعية وهي تعمل على امتلاك الموارد والتي تسمح بادارة مؤسسات هذه الهندسة وتصميم وتنفيذ برامجها وتحقيق اهدافها بشكل مباشر او غير مباشر .وتحرص على منع اي تدخل سلبي يعيقها او يمنعها من ذلك من المؤسسات الاجتماعية المعارضة لهذه السلطة , وفي مقدمتها المؤسسات الاعلامية .

يرى بعض الباحثين ان الولاء يعني التفاني الارادي والدائمي والعملي من قبل فرد ما تجاه قضية معينة وان هذا الولاء مهم بقدر ضمانه للوحدة الراسخة بين الداخل والخارج.بين ذاتي واسلوب وذوات واسلوب الاخرين .ويمكن لهذا الاتجاه ان يحدث عندما تحول عملية التوافق الاجتماعي للفرد بوصفه كائنا مقلدا الى الولاء .نستنتج من ذلك ان صناعة الولاء هي الغاية والنتيجة التي تستهدفها الهندسة الاجتماعية – السياسية عندما تعمل على اقناع المجتمع بشرعية قضية ما , مثل شرعية الحرب العراقية على الجارة ايران او على الكويت او على الشعب الكردي في عمليات الانفال .حيث يكون الفرد والمجتمع مستعدا طوعيا على التضحية في سبيل الولاء للسلطات الحاكمة , ويصبح النهج السياسي الخاص للشرعية يدل على ولاء المجتمع للسلطات الحاكمة وسلوكياتها ومؤسساتها .

اظهرت الثورة الامريكية ان البشر يمكن ان يساهموا في الثورة عن طريق الايديولوجيا والوطنية والشعور القومي , وهي التي تحركهم .وصف جون كوينسي ادمز (1835 -1924م )احد الاباء المؤسسين الامريكيين بانها (كانت نضالا في سبيل كسب قلوب وعقول الشعب حتى قبل ان تبدا الحرب ), مما يجعل تلك الثورة شكلا من اشكال الهندسة الاجتماعية – السياسية العامة والشاملة .طالما ان كسب القلوب والعقول باقناعها ونيل رضاها هي المهمة الاولى لكل هندسة اجتماعية – سياسية في ظروف الحرب والسلم معا.وشجعت نجاحات تطبيقات الهندسة الاجتماعية – السياسية منذ بداية القرن العشرين على توجه الحكومات والمؤسسات المجتمعية الى تبني برامج تلك الهندسة الاجتماعية – السياسية , مما كان السبب في الاستعاضة عن المصطلح القديم ( التربية )في منتصف القرن العشرين بالمصطلح الحديث ( التنشئة ).

وقد تميزت الانظمة الحاكمة في الاتحاد السوفييتي وايطالية الفاشية والمانيا النازية باتساع ملحوظ في استخدامها لهذه المؤسسات , للحصول على مزيد من التاثير ليس فقط في نتائج الهندسة الفكرية والقيمية والسلوكية للافرادوالمجتمعات , بل وحتى هندستهم الجسدية المادية التي تركز اغلب المؤسسات الغربية على استخدام النظام النازي لبعض تقنياتها لتطبيق سياساته العنصرية , بقدر مايتم اخفاء التطبيقات الامريكية والبريطانية لتلك النتائج .بما يعكس القدرة الفائقة لوسائل الاعلام على صناعة الوقائع وفق تصميم وتنفيذمقصودين خلافا للحقيقة , قناة الجزيرة القطرية ودورها في صناعة احداث الربيع العربي نموذجا لذلك.

وينقل ( نعوم تشومسكي )عن الفيلسوف ( ديفيد هيوم )تاسيسا فكريا مبكرا لمسالة حاجة الحكومات لاستخدام برامج ومؤسسات الهندسة الاجتماعية – السياسية , عبر فيه هيوم عن استغرابه من رؤية مدى سهولة خضوع الاكثرية لحكم الاقلية . ويبدو ان الكلام يدور حول دور التربية . حيث نكتشف ان القوة هي دوما في صف المحكومين . وما من شيء يدعم الحكام سوى الراي . وبالتالي فان الراي او الفكر هو وحده الذي يشكل اساس الحكم .

وتابع المفكر هاورلد لاسكي (1893- 1950 م )نهج هيوم حين اعلن في بداية القرن العشرين بان حاجة الدول في كل زمان ومكان لاعتماد طرق الاقناع في التعامل مع مواطنيها امر يعود الى ان سلطة الدولة في فرض الاجبار سلطة خالية تماما من اي اساس اخلاقي.واذ يرى هارولد لاسكي ان الدولة ملزمة بتاسيس شرعيتها وولاء مواطنيها وطاعتهم لهاعلى قدرتها على الاقناع بان نصيب المواطنين في هذا النظام افضل من نصيبهم في ظل اي نظام اخر . ويضيف لاسكي قائلا:
( ان اي دولة ترغب في ان تضع مطالبها على اساس اعمق من مجرد الاساس الشكلي ,لابد وان تكسب الطاعة عن طريق الرضا ولا تنتزعه عن طريق القسر . وتفسر هذه التاسيسات الفكرية , على حد قول تشومسكي الاسباب الكامنة وراء ولع النخب الشديد بعمليات غسيل الادمغة وغرس المعتقدات والتحكم بالفكر ).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير اليسار لاجل يسار قادر على التغيير
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية
- صراع الهويات : الجواري والغلمان نموذجا
- مخاطر وسلبيات النانو بين الهاجس والحقيقة
- تكنولوجيا النانومن اجل خدمة الانسان
- اهمية الخبز في الميثولوجيا الرافدينية
- الانقلاب البريطاني على الملكية في العراق
- شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو
- الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور
- احداث تم تزويرها من تاريخ العراق الحديث
- من طقوس العبور : طقس الحلاقة الاولى للاطفال اليهود
- المثلية الجنسية في الادب العربي
- ترميم جسد الميت بتقنية النانو
- الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية
- الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية
- تشابه فكرة المنقذ بين الديانات
- الفصام النفسي والسلوكي لبعض المثقفين
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 3
- وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد
- جذور العنف في الاسلام


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2