|
ما الذي على الكورد فعله امام هذا التصعيد ضد الاستفتاء على تقرير المصير؟
سامي عبدالقادر ريكاني
الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 21:47
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ما الذي على الكورد فعله امام هذا التصعيد ضد الاستفتاء؟ ومنذ اندلاع الثورات العربية في المنطقة وقبلها ايضا كنت دائما احث على الاستفادة من نقاط الالتقاء المشتركة بين الاطراف الكوردية المنقسمة على دول المنطقة مع مراعات كل طرف لخصوصيات الاطراف الاخرى، وذلك لاختلاف البيئات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولطبيعة العلاقات بين الاطراف المقسمة للجغرافية الكوردية المتسمة بالصراع المتذبذب والمستمر والذي لاينتهي ولايستقر الا نسبيا زمانا ومكانا ولاتكون تلك الاستثنائية في التقارب بينهم الا حينما تصل المرحلة بان يظهر حالة من التبلورالكياني للكورد في جغرافية احد تلك الدول المستعمرة للكورد. كما كنت دائما احذر بعدم الانجرار وراء العواطف الدينية في الانضمام الى هذا المعسكر ضد المعسكر الاخر كما كنت دائما احذر بان الحروب اليوم هي ليست حروب ايديولوجية انما هي حروب اقتصادية استطاع الدول العظمى والمثلث العربي والتركي والايراني من توظيف تلك الايديولوجيات الدينية لاغراض اقتصادية وامجاد قومية وشخصية بحتة وضد بعضها البعض وبالاستقواء والتعويل الدائم بالغرب. وطبعا هؤلاء لايستطيعون فعل ذلك الا باستغلال تلك العاطفة عبر كهنة الدين وتجار العنصرية القومية وفوبيا اسرائيل والاستعمار الغربي ، معولين على سزاجة الوعي الديني والفهم الخاطيء في بناء قواعد الدولة والمجتمع المتحضر الحر، وطبعا ودائما لم تكن ولاتكون اكبر ضحايا هذا السلوك المشين سوى الاقليات العرقية والدينية في المنطقة الاسلامية، لذلك كان علينا ككوردستانيين وما يجب ان تكون عليه علاقاتنا في تعاملنا مع المنطقة ومع الحالة القائمة ان ترتكز على قواعد براغماتية متحررة من كل القيود العائقة للمضي قدما نحو تحقيق اهدافنا في التحرر وتجنب الوقوع في فخ الادات والوسيلة لخدمة جهة او جهات معينة تستغل قضيتنا ، وعلينا اكمال رسالتنا التي اوصلناها اليهم عبر الاستفتاء الذي صدم اللاعبين المخضرمين في الانتهازية والاستغلالية للقضية الكوردية حين فرضنا راينا على كل معارضتهم الشديدة في اختيار مصيرنا واستطعنا اخراج اقرار قرار مصيرنا من التبعية، وعلينا اليوم اخراج نتائجها من توصياتهم التامرية ضد هذا الشعب. فعلينا الان المضي في اكمال هذه الرسالة ، بالاستفادة من كل النقاط المهيئة ومحاولة خلق اخرى اقوى، مع المراجعة لتصحيح اخطائنا السابقة سواء مع اخوتنا التي تجمعنا مع اكراد المناطق الاخرى ، او مع القوى المتحكمة واللاعبة في المنطقة دوليا كانت او اقليمية اوكانت داخلية وبشطريه العراقي والكوردستاني وبكل مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، وباقامة كل ذلك على قواعد المصالح المتبادلة والحث على المشتركات التي تجمعهم. فبعد ان تبين لدينا اليوم عبر هذا العداء العالمي الذي ظهر مع اول خطوة خطوناها نحو ابداء مجرد لراينا حول تقرير مصيرنا، ثبت لدينا كم كنا مخطئين في امالنا بانه سيكون لنا اصدقاء سيساندوننا ويتفهمون موقفنا وسيتفهمون مظلوميتنا ودعوتنا حتى مع تثبيت تلك الحقيقة لهم عبر الفضاء المرئي البانورامي الذي يعيش فيه المجتمع البشري الذي اجمعت الاحداث التاريخية وغربلتها وميزت عبر شاشاتها الكذب والصدق حول حقيقة ماحدث وما يحدث لحد الان ضد هذا الشعب ، ولكن مع الاسف لم ينطلق من الوعي الانساني لامن منطلق انساني ولاديني من يساند هم وبقي مع الاسف المصلحة المجردة هي سيدة الموقف واكبر صديق يستطيعون من ورائها جر كل لاهث وراء مجده ان يستمع اليكهم. لذلك علينا التعامل مع الازمة الحالية على عدة سياسات للخروج من الطوق المهدد لسيعنا نحو اكمال الطريق وهي على النحو التالي 1- توحيد الصف الداخلي في البيت الكوردستاني داخل الاقليم ومع الاخوة الكورد في المناطق الاخرى مع احترام الخصوصيات كما اشرنا اليها اعلاه 2- الاستفادة من العلاقة الحسنة مع سنة العراق خاصة ممن ليس لهم مصالح مع المالكي وجماعته التي تستغل الوضع لتسلم الحكم في الانتخابات المقبلة وكذلك الذين يعملون تحت العباءة التركية، بل التكيز على القوة المدعمة عربيا لانهم مهددون كما نحن من المؤامرة التركية الايرانية في المنطقة ولهم علاقات حسنة مع الكورد وكان الكورد هم الحاضنة التي حمتهم ولحد الان من طائفية المالكي . 3- الاستفادة من الاخوة الشيعة العراقيين ممن يتعرضون للابتزاز وتهميش الدور من قبل المليشيات والقيادات المندفعة من قبل ايران وتعمل على ترسيخ الطائفية وتوسيع دور ايران في العراق وتحاول قدر الامكان الدفع الى حرب كوردية عربية من جهة وشيعية كوردية من طرف اخر 4- فتح الطريق للتفاوض مع القوات الكوردية العاملة في سوريا خاصة بعد ترسيخ واقع الاعتراف الضمني بوجود كياناتهم وامكانية التفاوض عليها بين دمشق وتلك القوى، وهذا الواقع سيفتح الطوق الذي لطاما ارتهن عليه اعداء الكورد لخنقهم، فتحسين العلاقات مع مناطق الحكم الذاتي من كوردستان سوريا، والحيلولة معا دون توصل تركيا مع الاطراف الاخرى خاصة ايران وروسيا على ايصال قواتها الى ادلب ومن ثم بعدها عفرين وبذلك ستنقذ القضية الكوردية من هذا الطوق وسيفتح المجال للوصول الى البحر، ولتحقيق ذلك علينا العمل على: - اولا : الاستفادة من المبادرة السورية واستعدادها الاعتراف بالمناطق الكوردية في سورية - ثانيا : الاستفادة من القوات الكوردية وتحسين العلاقة معهم ومساعدتهم خاصة انهم دائما يشيرون الى استعدادهم في التوصل الى نقاط مشتركة وليس شرطا ان تقوم على بناء كيان كوردي موحد او على خلط الواقعين السوري والعراقي ، وكذلك نستطيع شمول تلك العلاقة مع بقية الكورد اينما كانوا، وليس معهم فقط بل مع كل مكون يحس بذلك التهميش ويطمح الى دولة المواطنة. - ثالثا: فتح القنوات مع دمشق لتحسين العلاقات بينها وبين اقليم كوردستان والتوصل معها على قاعدة تبادل المصالح ومنها امكانية المساعدة على فتح قناة اقتصادية بيننا وبينهم ومنها ايصال موارد كوردستان من نفط وغاز الى البحر المتوسط ، خاصة وان روسيا وامريكا هم اكثر العاملين في مجال الطاقة في المناطق الكوردية سواء في العراق او سوريا وربما ستسهل هذا الامر على معالجة امور سياسية واقتصادية كبيرة لكل الاطراف وستسهل المفاوضات حول مستقبل المنطقة كما ستجبر تركيا وايران للنزول من كبريائها وتدخلاتها المستمرة في الشان الاقليمي والدولي خاصة تهديداتها واستهتارها ومتجارتها بارواح شعوب المنطقة بكرده وعربه ، شيعته وسنته.
5- التركيز على كوردستانية الاقليم والدولة التي يطمحون اليها وعلى دولة المواطنة البعيدة عن كل الشعارات العنصرية او الطائفية وترسيخ هذا الوعي لدى الكورد ومحاولة ايصالها الى الراي العام العالمي. 6- الاستمرار في تهدئة الاوضاع وعدم الانجرار خلف الخطابات النارية التي تنطلق من هنا وهناك خاصة من بغداد التي تدفعها اليها حسابات سياسية واجندات اقليمية واهداف وغباء طائفي تريد ان تصيد في الماء العكر فيجب عدم اعطائهم اي فرصة في دفع المنطقة الى متون حرب ليس الخاسر فيها الا الشعب العراقي بكل مكوناته ولايستفيد منها سوى اعدائها لذلك علينا افهام بغداد بان اي تصعيد لايكون الا احد الحالات الاتية: - اي ضغط على كوردستان زائدة عن الحد ستضطرونها الى خيارات لاترضونها ومنها ترتيب الاوضاع لاعلان الدولة من طرف واحد ، وتقريب المسافة مع تركيا، ومنها استغلال الاخير لخلافاتكم للوصول الى اضعاف الطرفين ، او زيادة التواصل بينها وبين ايران على حساب العراق. - اي تصعيد بين بغداد والاقليم لايستفيد منها سوى المالكي وجماعته التي تنتهز الفرصة لدفع العبادي وحكومته لارتكاب اخطاء قاتلة ستقضي على مستقبله الاخير السياسي وعلى مستقبل العراق وستجعل منها ساحة للنفوذ الايراني والتركي ، وكما سيحاول المالكي ايضا من طرف اخر هو وجماعته الاستفادة من هذه الحالة للدعاية الانتخابية للوصول الى الحكم في الانتخابات المقبلة ولبناء عراق طائفي ذا تبعية ايرانية بحتة عبر ترسيخ قاعدة الاغلبية في تمرير القرارات والسياسيات. - اي تصعيد كوردي سيخرج الكورد من حكمة الهدوء والنوايا الحسنة في الوصول الى حل القضايا عبر الحوار والسلمية في معالجة الازمات وبالتالي ستضعفها وتبرر تدخلات اخرى من اطراف تنتهز هذه الفرصة لجر المنطقة الى فوضى لانهاية لها، وكذلك ستخسر اصدقائها والمتعاطفين مع قضيتهم. 7- التواصل مع القيادات العربية في الخليج خاصة انهم يشاركون الكورد في المعانات من التدخلات الايرانية والتركية في شؤونهم الداخلية كما ان اخوتهم العرب خاصة في المناطق السنية في كل من العراق وسوريا ايضا يعانون من تلك التدخلات ويحاولون توظيفهم واستغلالهم لطموحا تهم الامبراطوري مع محاولة ابعادهم قدر الامكان عن عمقهم العربي. لذلك فان العرب لايرون سوى الكورد كحليف حقيقي وقريب من العرب ويشاركونهم نفس المشكلة الوجودية، وبالتعاون معهم ودعم ارادتهم سيكون في صالح الكورد والعرب وستساندهم في استرجاع وضعهم في المنطقة وستخفف من التدخلات التركية والايرانية ايضا، وبذلك سيكسب الكورد حلفاء حقيقيين يمكن الاستفادة منهم كثيرا. 8- على الكورد تهدئة الاوضاع مع تركيا وكذلك مع ايران وعدم اعطائهم اي حجة للتدخل اكثر في الشان الكوردي والعراقي ، وذلك بتبديد مخاوفهم من الخيار الذي ذهب اليه الكورد واثبات انها لن تكون على حساب مصالحهم الاقتصادية والامنية، مع الابتعاد كليا من التفاوض على القضايا الاستراتيجية كالتنازل عن خيار تقرير المصير ، او عدم المضي قدما نحو تحقيق اهدافها، او بدفع الثمن من انزال قيمة الاستقلالية في الخيارات السياسية والسيادية ، او بتقبل التبعية او التقليل من خيار الاستقلال المستقبلي التام. 9- الاستفادة من المصالح والحاجة الامريكية والروسية بالدرجة الاولى والغربية بصورة عامة الى الكورد الذي اصبح لهم ثقلهم في ضبط التوازنات الاقتصادية والسياسية والجغرافية والعسكرية في المنطقة الغنية بالثروات والمليئة بالصراعات. واخيرا الضغط على اللوبيات العاملة في كوردستان والشركات العملاقة التي تعمل في مجال الطاقة. 10- على الاكراد قبل كل شيء البدء بالتحاور مع بغداد على ارضية التفاوض على وضع قواعد لعلاقات مستقبلية قائمة على ترسيخ الكونفدرالية بين بغداد واقليم كوردستان، مع الحفاظ على النفس الطويل في ارضاء واقناع الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية وبصورة سلمية دون اللجوء الى اي تشنج يهدد مستقبل العملية او تعطي اعداء الكورد ذريعة لنسف العملية، والاستمرار الى حين نضج الموقف الكوردي في ذهن الراي العام الداخلي والخارجي، واذا لم يفلح فحينها لن يستطيع احد لوم الكورد اذا ذهب الى خيار الاستقلال من طرف واحد، ولن يقبل من احد تجويع شعبها واستغلال اغلاق المسارات الحدودية بينها وبين العالم الخارجي، ولاتنسوا بان كل المسارات الحدودية بين الدول الاربع تمر عبر المناطق الكوردية فاذا اتحدتم ضد الكورد وحينها لاتنتظروا من الكورد غير الوحدة ضد تصرفاتكم اللاانسانية .
#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساعات حاسمة حول مصير الاقليم الكوردي
-
هل سيجري الاستفتاء على الاستقلال في اقليم كوردستان ؟
-
الكورد ولعبة القمارالدولية
-
التقارب التركي الايراني الاخير واستهدافهم للقضية الكوردية
-
سوريا والعراق في قبضة ترامب
-
القسم الثاني : كوردستان ومخاض الدولة بين تحديات اللعبة الاقت
...
-
كوردستان ومخاض الدولة بين تحديات اللعبة الاقتصادية الدولية و
...
-
اقليم كوردستان وحل الكونفدرالية مع العراق
-
هل النكهات الاسلامية المتنوعة، مخاض لاسلامية جديدة ام مقدمة
...
-
الوحدة بين الشرق والغرب
-
القضية الكوردية في الاقليم بين تجار الدين وتجار الوطنيات
-
اتفاق الاعداء( التركي، الايراني، الروسي) ومستقبل الكورد
-
معادلة انشتاين(حكومة اقليم كوردستان) وحل مشكلة الاقليم الاقت
...
-
معركة كركوك ونينوى في المعادلة الدولية والاقليمية وحضور كورد
...
-
عندما تنقلب الصورة
-
احداث تركيا انقلاب للعسكر ام انقلاب على العسكر
-
الازمة السياسية في الاقليم. التاريخ، والواقع، والحلول
-
سياسات تركيا الى اين تتجه؟ بين التصعيد ضد الكورد والتنازل ام
...
-
خطبة الجمعة بين الدين والسياسة، في الماضي والحاضر
-
تجار الحروب، تسوق النعاج قربانا للإله!!
المزيد.....
-
اتفاق الهدنة بلبنان.. مؤلفة كتاب -أرض حزب الله- تبرز 3 أمور
...
-
هدوء -غير عادي- ومخاوف من تهديد حزب الله.. كيف يبدو الوضع شم
...
-
ريابكوف: على روسيا أن تعيد الأمريكيين إلى رشدهم
-
ترامب يقول إنه اتفق مع رئيسة المكسيك على وقف الهجرة والأخيرة
...
-
الجيش الإسرائيلي في بيان عاجل: يحظر عودة سكان 10 قرى جنوب لب
...
-
مستشار السيسي يحذر من ظهور فيروسات جديدة
-
ماسك يتهم موظفا سابقا في البيت الأبيض بالخيانة بسبب علاقاته
...
-
مرشحون في إدارة ترامب يتعرضون لتهديدات بالقنابل
-
صحفية: إدارة -سي بي إس- رفضت إجراء مقابلة مع ماسك دون تحرير
...
-
عوامل بيئية تزيد من خطر الإصابة بـ-كوفيد طويل الأمد-
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|