أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية














المزيد.....

استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أن إقدام السيد مسعود البارزاني على إجراء استفتاء حول الانفصال عن العراق في الخامس والعشرين من شهر ايلول الجاري، من أجل إقامة دولة كردية مستقلة في كردستان العراق، في وقت يخوض الجيش العراقي اشرس حرب ضد عصابات داعش الاجرامية، كان في غير وقته لا داخلياً، ولا اقليمياً، ولا حتى دولياً، بدليل أن تركيا وايران وسوريا بالاضافة للعراق وهي الدول المحيطة بكردستان العراق قد أعلنت عن معارضتها الشديدة لاقدام القيادة الكردية المتمثلة بمسعود البارزاني على هذه الخطوة غير المحسوبة، وتضامنت هذه الدول مع موقف العراق من الاستفتاء على الإنفصال، بل وصل الأمر بتهديد ايران وتركيا وسوريا بغلق الحدود مع كردستان، وتعطيل حركة النقل الجوي، وغلق انبوب النفط، واعلان الحكومة التركية انها تتعامل مع الحكومة العراقية فقط فيما يخص تصدير النفط، هذا بالاضافة الى أن المجتمع الدولي قد عارض هذا الاستفتاء والحرص على وحدة العراق، مما اوقع حكام كردستان في ورطة كبرى لا احد يعرف متى وكيف سيخرجون منها.

وعلى الرغم من إيماني بحق تقرير المصير للشعوب، ومنها الشعب الكردي، إلا أنني اعتقد إن هذه الخطوة وفي هذا الوقت بالذات لا تخدم بأية حال من الأحوال القضية الكردية، بل تزيدها تعقيداً، وتشكل خطورة بالغة ليس على مستقبل الشعب الكردي فحسب، بل والشعب العراقي بوجه عام، حيث يواجه العراق اليوم أشرس حملة فاشية معادية للديمقراطية وحقوق الانسان، ومما زاد في تعقيد المشكلة سيطرة البيشمركة الكردية ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها والتي تظم محافظة كركوك، وسهل الموصل، وسنجار، وجلولاء وخانقين، وضمها إلى اقليم كردستان دون الرجوع الى الحكومة المركزية .

إن السبيل الوحيد المتاح اليوم للشعب العراقي بعربه وكورده وسائر قومياته الأخرى توحيد جهود جميع القوى الديمقراطية والعلمانية بإقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية الموحدة استعداد للإنتخابات البرلمانية المقبلة في نيسان 2018 والاستعداد لدخول الانتخابات القادمة بكتلة كبيرة وقوية في محاولة للخروج من نظام المحاصصة الطائفية لأحزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وإقامة النظام الديمقراطي الفيدرالي الموحد الذي يحفظ للشعب الكردي حقوقه القومية والوطنية ضمن وحدة الوطن بكل تأكيد.

كان على القيادة الكردية أن تتعلم الدرس من تحالفها الذي عقدته مع احزاب الاسلام السياسي الشيعية بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وحليفتها برطانيا عام 2003، وتخليها عن حلفائها الحقيقيين بعد ان تقاسمت معهم الحكم في العراق رغم ادراكها لتوجهاتها الدينية، واستغل الطرفان المتحالفان سيطرتها على الحكم طيلة 14 عاماً كان هدفهم الوحيد تحقيق مكاسب غير مشروعة من نهب لثروات البلاد ومحاولة ابتلاع ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، حتى لكأنما بات الصراع بين دولتين مختلفتين وليس دولة واحدة، وعلى حساب جوع وفقر وتشريد الشعب العراقي بمختلف أطيافه.

كما أن من المهم تدرك القيادة الكردية أن أسلوب حرق المراحل واستعجال تحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير والمشروع في إقامة دولة كردستان الكبرى من دون تحقيق الظروف الموضوعية الضرورية في سائر منطقة كردستان الكبرى لا يخدم القضية الكردية أيضاً، بل ينطوي على مخاطر كبيرة، ونتائج سلبية على مستقبل الوحدة الكردية الكبرى قد تستمر لزمن طويل.

لقد بات من الصعب أن يحقق الشعب الكردي في سوريا وايران وتركيا ما حققه الشعب الكردي في العراق، ورفع من درجة حساسية انظمة هذه الدول تجاه المطالبة بالحكم الذاتي، والذي يعد الخطوة الأولى لرحلة الوصول إلى ما حصل عليه الشعب الكردي في العراق بفدرالية كردستان، ناهيك عن فكرة الانفصال في هذه الدول، والسعي لتحقيق حلم الوحدة الكردية الكبرى.

سيبقى طموح الشعب الكردي في الوحدة وتأسيس كردستان الكبرى الحلم الأكبر بالنسبة له، ولكن على المدى البعيد، وسيقف بكل تأكيد كل الديمقراطيين الحقيقيين المؤمنين بحق تقرير مصير الشعوب، وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1948 إلى جانب نضاله وطموحه وخياراته المشروعة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة العراقية الراهنة وسبل الخروج من النفق المظلم
- مهمات الطبقة العاملة احداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج ونحق ...
- هذا هو السبيل للتصدي للإرهاب في العالم اجمع
- في الذكرى الرابعة عشر للغزو الامريكي للعراق
- الكذب لدى ابنائنا وانواعه واسبابه وعلاجه
- واقع الأسرة وتأثيره على مستقبل الاطفال
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ الحلقة الخامسة والاخيرة
- المعلم وضرورة اعداده لتربية اجيالننا / الحلقة الرابعة
- المعلم وضرورة اعداه لتربية اجيالنا / كيف ينبغي أن يقوم المعل ...
- فاز ترامب وهُزمت كلينتون، وانتصر الشعب الامريكي
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ كيف ننهض بمستوى المعلم؟
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال
- المجد لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا
- متى يقيم العرب كياناً حقيقياً يجمعهم ؟
- ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، والدروس والعبر منها
- من اجل اعادة حقوق قائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم
- الدعوة لتقسيم العراق خيانة وطنية كبرى
- في الذكرى الثامنة والستين للنكبة / أضواء على تطورات القضية ا ...
- في الذكرى الثامنة والستين للنكبة / أضواء على تطورات القضية ا ...
- أضوء على تطورات القضية الفلسطينية الحلقة الاولى 3/1


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية