أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟















المزيد.....

هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإساءة للرسول الكريم من وجهة نظر المسلمين مرفوضة ، وهي تسيء لمشاعر المؤمنين منهم لآنه ليس كل مسلم بالوراثة ملتزم بتعاليم الإسلام وتطبيقاته ،بدليل أن غالبية مظاهر الحياة في المجتمعات العربية والإسلامية تتناقض كلية مع تعاليم الإسلام وتطبيقاته الشرعية ، ورغم ذلك يسكت على ذلك كافة المسلمين الذين تظاهروا بغضب عارم على تلك الرسوم المسيئة للرسول (ص ) ، وهذا يحمل في حد ذاته تناقضا غريبا من المهم دراسته للوقوف على أسبابه ، كي نعرف لماذا بعض الرسوم السطحية تثير مشاعر المسلمين بهذا الشكل الذي لم يحدث مثيل له إزاء أمور وقضايا جوهرية ، ويتم السكوت و ( التطنيش ) المتعمد على ما ينسف تعاليم الإسلام والرسول بشكل فاضح ومنذ قرون دون أن نشهد هذه الغضبة ، وهذه أمثلة فقط :

أولا : لماذا لا نشهد مثل هذا الغضب والهيجان ضد كافة ممارسات الأنظمة الديكتاتورية المستبدة في كافة الأقطار العربية والإسلامية ؟. ألا يسيء فسادها وظلمها وسجونها ومقابرها الجماعية وسرقتها لثروات البلاد والعباد للرسول الكريم وتعاليم الإسلام العظيم ؟ .

ثانيا : لماذا السكوت على مصادرة حريات الشعوب ، وتحويل كافة مظاهر الحياة العربية إلى قمع متواصل ، حيث أصبحت السجون والمعتقلات أكثر عددا من المدارس والمستشفيات ودور الحضانة ؟. ألا يسيء ذلك إلى الرسول ( ص ) ورسالته القائمة على العدل والمساواة؟. الرسالة التي قالت بعض تنظيراتها ( متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ) .

ثالثا : هل سلوك هولاء الحكام الطغاة ينسجم مع تعليمات الإسلام ( وأمرهم شورى بينهم ) ، وقد حولوا ما يسمى الحكم الجمهوري إلى جمهوريات ملكية يتم فيها توريث الأبناء الجهلة الذين ورثوا عن أبائهم القمع والفساد واللصوصية والإجرام ، كما حدث في سورية حيث أعدّ حافظ الأسد إبنه ( باسل ) وعندما تذكره عزرائيل بنقمته ، نقل إعداد التوريث لإبنه ( بشار ) بطريقة لا تنسجم مع أبسط مبادىء الأخلاق ، حيث قام طبّالو وغوغائيو ما يسمى زورا مجلس الشعب ، بتعديل وتغيير الدستور على مقاس الولد الموهوب بشار ، ليصبح من حق من كان عمره 34 عاما أن يتولى الرئاسة ، وهذا يعني أنه لو كان عمر ذلك الولد خمسة وعشرين عاما لتم التعديل الدستوري على هذا المقاس !!!. وفي الجماهيرية العربية الشعبية الديمقراطية العظمى ، يستولي القائد الملهم ، عميد الحكام العرب معمر القذافي ( قدّس الله سرّه ) على السلطة منذ ثمانية وثلاثين عاما ، ويعد منذ سنوات إبنه العبقري سيف الإسلام ، كي يتولى السلطة بعد إستضافة عزرائيل لوالده العميد !!! وفي اليمن يقوم علي عبدالله صالح بإعداد إبنه ليخلفه في مواصلة الفساد وزيادة نسبة الأمية بين الشعب اليمني لتصبح ثمانين بالمائة بدلا من سبعين بالمائة !!! . وفي مصر أم الدنيا التي أصبحت ( أم حسني مبارك وعائلته ) يتم إعداد إبنه ( جمال ) ليتم مسيرة الفقر والبطالة ، فخمسة وعشرين عاما من مسيرة والده التي توجت بولاية جديدة لا تكفي ، ولا أحد يعرف لماذا سينتقل التوريث إلى ولده ( جمال ) وليس الولد الأكبر ( علاء ) !!. صاحب فضيحة الخمسمائة مليون دولار الإماراتية منذ زمن الشيخ زايد !!.

لماذا يسكت العرب المسلمون على هذه الفضائح المشينة التي هي أكبر إساءة للرسول ( ص ) والإسلام العظيم ، ويتعايشون معها بأمن وطمأنينة ، ويهتفون ليلا ونهارا لهؤلاء المفسدين في الأرض بالروح والدم نفديك يا....ويهيجون كالثيران إزاء رسوم تافهة إساءتها للرسول لا تساوي واحد في المائة من إساءات أولئك المستبدين الطغاة للرسول والإسلام ؟؟؟. والشيوخ والدعاة الذين هيّجوا الجماهير الغفورة ، يسكتون سكوت الخرسا ن والطرشان على كل هذه الممارسات ، ويدعون في صلاة كل جمعة لهولاء الطغاة ( أولي الأمر ) بالنصر على أعدائهم ، وهم يعرفون أن أعداءهم ليس دولة إسرائيل وكافة الدول الغربية ، ولكن الشعوب العربية هي أعداؤهم ، أي أنّ أولئك الشيوخ ( وعاظ السلاطين ) يدعون الله أن ينصر أولئك الطغاة المفسدين في الأرض على الشعوب العربية ، ولا أقول ( شعوبهم العربية ) لأن هذه الشعوب لا تنتمي إليهم وهم لا ينتمون إليها !!!.

لماذا ...لماذا ...لماذا ؟؟

أكرر إن الإساءة للرسول الكريم والإسلام العظيم مرفوضة ، ولكن إزاء التساؤلات والحيثيات السابقة : لماذا هاجت الجماهير العربية على هذا وتسكت بذل على ذلك الذي فصلنا الحديث فيه ؟؟. إن ذلك عائد حسب متابعة الحدث وما رشح من معلومات إلى سببين :

الأول : هو صراع وكالات تجارية وجدت في الرسوم فرصتها لتنحية وكالات تجارية وبضائع معينة لحساب وكالات وبضائع أخرى ، بدليل السكوت الكامل على هذه الرسوم أكثر من أربعة شهور ، وتم إستغلالها فجأة بعد مؤتمر القمة الإسلامية الإخير في ديسمبر من العام الماضي ، وسيكشف المستقبل القريب أسماء هذه الشركات والوكالات ومن نصحها وساعدها من الشيوخ والدعاة بإستخدام مسألة الرسوم هذه ، وتجييرها في صراع تجاري بحت ، ظاهره الإنتصار للرسول الكريم .

الثاني : هو إستغلال النظامين السوري و الإيراني للرسوم لكسب الجماهير الغوغائية في مواجهة الضغوط الدولية إزاء ملف إغتيال الحريري بالنسبة للنظام السوري ، والملف النووي بالنسبة للنظام الإيراني . إن هذين النظامين المستبدين إعتقدا أن هكذا رسالة غوغائية يمكن أن تمر على المجتمع الدولي ، فالقريب والبعيد يعرف أنه في هذين القطرين لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بأوامر المخابرات ، فمن يصدق أن المواطنين السوريين والإيرانيين يحملون جالونات البنزين علنا ويتحركون بها نحو السفارتين النرويجية والدانمركية ، ويحرقونها على مرأى من قوات الأمن ، وعندما توجهت الجماهير المأمورة نحو السفارة الأمريكية والفرنسية ، تمّ وقفها وتحويل مسارها في لحظة لا تتعدى الثواني ؟؟. هذا لأن البسطار الأمريكي مقاسه خمسة وخمسين وكعبه من الحديد وجاهز للضرب على الرأس كما حصل مع المجرم صدام حسين ، فتم الإستقواء على الدولتين المسالمتين الدانمرك والنرويج اللتين تدعمان نضال الشعب الفلسطيني عمليا وميدانيا أكثر بكثير من النظامين المستبدين السوري والإيراني ، اللذين لا يتعدى دعمهما البيانات والخطب الغوغائية . وكذلك حرق السفارتين في لبنان ، فهو من فعل عملاء النظام السوري الذين إستغلوا المظاهرات ورفضوا الإستماع لشيوخ الدين المتنورين الذين نصحوهم بالتظاهر الحضاري الذي يعكس روح التسامح الإسلامي .

تلك هي أبعاد هذه التظاهرات والممارسات الهمجية التي أساءت للرسول والإسلام أكثر بكثير من الرسوم ، وأفقدتنا العديد من أصدقائنا الذين يدعمون نضالنا وقضايانا العادلة ، وأعطت الدليل للعالم أجمع على غوغائيتنا وهمجيتنا ، وهذا يستدعى السؤال : ماذا خسرنا وماذا ربحنا من ذلك ، والإجابة على ذلك في مقالة قادمة !!!.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
- إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر ...
- جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
- حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟