أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توما حميد - انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!















المزيد.....

انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


!
الجزء الاول

وجد الاسلام السياسي في نشر مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية عن محمد في جريدة جيلاندس بوستن في الدانمارك ومن بعدها في جرائد اوربية اخرى فرصة لتصعيد حملته ضد حرية الرأي والتعبير ولتحقيق مكاسب وتعزيز موقعه في صراعه مع الغرب واحكام قبضته على جماهير المنطقة.
شاركت في هذه الحملة كل قلاع الاسلام السياسي وقواه الرجعية بكل فصائله وطوائفه في الحكم والمعارضة بدعم من قوى القومية العربية وبقايا اليسار الرجعي. فقد اشتركت في هذه الحملة منظمة المؤتمر الاسلامي، الجامعة العربية، و حكومات ورؤساء وامراء السعودية ودول الخليج الاخرى وايران والعراق وسوريا ومصر وليبيا والسودان وغيرها من الدول والحركات والاحزاب الاسلامية في المنطقة والعالم والجوامع والموسسات الدينية والقادة الاسلامين والملالي والائمة.
لقد شملت هذه الحملة على موجة عارمة من الاحتجاجات والمظاهرات التنديدية الصاخبة في العديد من بلدان المنطقة والعالم، أعلن يوم للغضب الاسلامي، وشنت سلسلة من الهجمات الطائفية على اتباع الديانة المسيحية في المنطقة خاصة في العراق ولبنان وفلسطين وتهديد المواطنين الغربيين، والتلويح بعمليات انتحارية وعنف اعمى. كما تم مقاطعة المأكولات والبضائع الدانماركية في العديد من الدول المبتلية بالاسلام، و قامت بعض هذه الدول بسحب سفرائها من الدنمارك او استدعاء السفراء الدانماركيين.
وابلت الجحافل الاسلامية بلاءا حسنا بشكل خاص في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق حيث تم حرق عدد من السفارات وتخريب مقر المفوضية الاوربية وقتل مجموعة من الابرياء من اتباع الديانة المسيحية. لقد تم تنظيم هذه الحملة بعناية من قبل حركة الاسلام السياسي وصرف لها جهود كبيرة. لقد شكلت جحافل الاسلام السياسي الظلامية وعناصر مخابرات الانظمة القومية العمود الفقري لهذه الحركة ومن حولهم بعض المغرر بهم من المواطنين المتوهمين بالاسلام .
استخدم الاسلام السياسي هذه القضية كاداة ديماغوجية ضد هدف سهل نسبيا مثل الدنمارك لتحقيق اهدافه. لايمكن لهذا التيار وخاصة الاجنحة الموجودة في الحكم من ايصال مثل هذه الرسالة من خلال استهداف امريكا او بريطانيا مثلا.

ان قادة الاسلام السياسي يعرفون جيدا بان تحويل هذه الرسومات الى قضية سوف يجلب انظار اكثر اليها ولكن هذا بالضبط كان الهدف من هذه الحملة. مثل هذه التحركات تنطلي على مغامرة كبيرة لنفس هذا التيار، التي قد تنجح في ابتزاز العالم وهو امر مشكوك فيه، ولكنها قد تعجل بانحدار هذا التيار الى الهاوية. فمثل هذه الاستعراضات الرخيصة قد تضر اكثر مما تفيد. ان قدرة الحكومات اليمينية في الغرب على ايهام الناس بدأت تضعف خاصة بعد حرب العراق، كما ان قدرة الاسلام السياسي والانظمة الرجعية على عزل جماهير هذه المنطقة بدأت تتاكل. ان سياسات الاسلام السياسي ومنها حملته هذه سوف تنفع في صراعه ضد الحكومات الغربية وهي بدأت تعطي ثمارها فعلا حيث تتساوم القوى اليمينية بما فيها الحكومة الامريكية والحكومات الاوربية وتقدم التنازل له من خلال القبول بمقدساته والسكوت على جرائمه و عدم السعي الى التعرض الى انظمته الاساسية في المنطقة . ولكن لايمكن تخيل نجاح مثل هذه السياسة مع القوى التقدمية. رغم كل الماكنة القمعية للاسلام السياسي والارهاب والامكانات الهائلة المتوفرة لايمكنه اسكات التقدميين والشيوعيين في الدول المبتلاة بالاسلام فكيف يمكنه اسكات البشرية التقدمية في العالم والغرب.
الا ان هذا لايعني ان هذه الاحداث لاتشكل خطورة على المجتمع البشري او ان الوضع قد حسم بالضد من مصالح قوى اليمين بما فيها الاسلام السياسي. لقد تمكن اليمين من زج البشرية في حروب غير حروبها والهائها بامور لاتشكل همومها الاصلية وحرف نضالها. ان خطورة هذه الاوضاع تكمن في انها بالرغم من افلاس القوى اليمينية وانفضاحها الا انها قد تتمكن من دفع البشرية اكثر نحو اتون الصراعات الدينية والقومية والثقافية الرجعية، لذا فان اتجاة المسارات من هنا تعتمد كليا على القوى التقدمية والاحرار في العالم.
كشفت الحملة الاخيرة التي قام بها الاسلام السياسي بدعم من التيار القومي العربي مدى تفاهة وحقارة هذا التيار اذ ترك الاف المشاكل الخانقة التي تواجه البشرية وخاصة جماهير الدول المبتلية بالاسلام ليثور على مجموعة صور نشرت عن محمد في جريدة اوربية خاصة. وقد قام بحملة شعواء ضد الرسومات والتعبير عن رفض ما جاء فيها من افكار الا ان كل الذي قام به اكد دقة الصورة التي وردت في تلك الرسومات عن هذا التيار.
وليس لوقاحة هذا التيار من حدود فبعد فترة قصيرة من الحملة التي شنها ضد قرار الحكومة الفرنسية من الحجاب او مسالة المحاكم الاسلامية في كندا تحت غطاء حرية " الجاليات" بما فيها حرية التعبير يعود الى خلق هذه الضجة ضد حرية التعبير، وبينما يطالب الاخرين باحترام مقدساته يقوم بالتجاوز على حياة وحرمة الاخرين.!


الاسباب المقدمة من قبل الحركات الاسلامية والقومية واليسار الرجعي لهذه الحملة:


تمحورت الاسباب التي قدمها قوى الاسلام السياسي والقومية العربية واليسار المتخلف لهذه الهجمة في ان الرسومات كانت اهانة للمسلميين وجرح لمشاعرهم لانها مست احد مقدساتهم وانها اتت من جهة عنصرية ومن منطلق عنصري ضد المسلميين والعرب حيث يربط بينهم وبين الارهاب كما ليس هناك مثل هكذا نقد لليهودية وقضية الهلوكوست والاديان الاخرى. ويرى اليسار الرجعي في الاسلام السياسي وحملته الراهنة رد فعل و حركة احتجاج الجماهير في الدول المضطهدة ضد سياسات الدول الغربية.
قبل التطرق الى هذه التبريريات يجب الاشارة الى انه في معرض تبريريه وتسويقه لهذه الحملة يقوم الاسلام السياسي كالعادة و بشكل مقصود بعملية خلط بين العقيدة او الفكرة و حرية الاعتقاد و بين الانسان الذي يعتقد بعقيدة معينة والعقيدة نفسها. ويعتمد الاسلام السياسي ومن حوله على مجموعة من المغالطات في تسويق سياساته.

حيث تقوم هذه القوى بتصنيف مليار ونصف المليار من البشر كمسلميين و بقية البشر على كونهم مسيحيين ويهود و.... من ثم تقوم بتحويل مقدساتها اي افكار الاسلام ورموزه الى مقدسات تلك الجماهير و تهرع لتدافع عن تلك المقدسات من تطاول الاخرين وتصبح الناطقة باسم هذه الجماهير. انها تصور الافكار والمعتقدات والتقاليد الاسلامية التي تفرض بقوة الحديد والنار بانها افكار وتقاليد كل الجماهير التي تعيش في البلدان المبتلية بالاسلام. لقد شاركت الحكومات الغربية واعلامها الماجور في خلق مثل هذا الانطباع.
ان تستر الاسلام السياسي خلف" مشاعرالمسلممين" هي طريقة للدفاع عن مصالحه السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ليس لهذه الحملة اي ربط بمشاعر هؤلاء البشر الذين يصنفون كمسلمين. هذه الحركات والانظمة تدافع عن ايدولوجيتها وقوانينها الاسلامية التي تقدمها كمقدسات ومشاعر المسلميين.
و من يستطيع اخذ عويل الاسلام السياسي على مشاعر " المسلمين" بشكل جدي. فجاة اصبحت اكثر الانظمة الاستبدادية والقمعية والمعادية ل" المسلمين" الى مدافعين عن مشاعرهم!حركات الاسلام السياسي التي تتباكى على مشاعر الجماهير، تتفن في ايذاء مشاعر الجماهير واهانتها وسلب ارادتها واستغلالها يوميا، تحكمها بالنار والحديد، تقوم بالاباداة الجماعية و الاف الجرائم ضدها ، تخنق ابسط حقوق الانسان و ابسط الحريات المدنية والفردية مثل حرية التعبير الى التنظيم والتظاهر والعقيدة والتفكير الحر، وتنكر حقوق المراة وتحررها ،تنكر حقوق الاطفال والعمال والشباب والاقليات. تغرق الحركات الاحتجاجية من اجل الحرية والخبز والمساواة في الدم. تسرق لقمة عيش الجماهير تفرض قوانينها وعاداتها وطريقة حياتها من خلال القتل والرجم وقطع الاطراف والسجن. تقتل الاحرار والتقدميين و الاشتراكيين والشيوعيين. تقف ضد العلم والتفكير الحر والفرح، وتعادي كل مدني وحضاري يخدم البشر. ان الجرائم التي يرتكبها هذا التيار في الوقت الراهن هي اكثر من ان تحصى من قتل وذبح ونحر وتفخيخ وخطف واغتصاب وبقر البطون وقلع العيون الى قطع الاطراف من الجزائر الى مصر الى العراق وايران وافغانستان والسعودية الى جنوب شرق اسيا واوربا وامريكا. ان الملايين من البشر قد تركت الدول المبتلية بالاسلام هربا من بطش الاسلام السياسي وميليشياته وقوانينه ومن اجل حياة افضل من تلك الحياة الكئيبة التي تسود تحت حكمه.

من جهة اخرى لم يتحرك ضمير القوى المشاركة في هذه الحملة للاستبداد والقهر والقمع والارهاب واشعال نار الصراعات الطائفية ولم تجرح مشاعرهم الاف الجرائم التي يرتكبها قطبا الارهاب في العراق وافغانستان وفلسطين ضد الابرياء ولا الجرائم التي تقترفها الانظمة القمعية او الجرائم التي اقترفت في التاريخ الحديث من حصار اقتصادي الى الحروب البربرية المقابر، الحملات القمعية راح ضحيتها مئات الاف من الابرياء، المذابح الجماعية، والهجمات الكيماوية وأنفالات، والفتاوى.
لم يهتز ضميرهم من الفقر والجهل والتخلف والأمراض، والأوبئة، والفساد، والنهب، الاستبداد و لا انعدام الامن السائد في الدول المبتلية بهم و باسلامهم. كل هذه لم تجرح مشاعرهم بل جرحت مشاعرهم 12 رسم كاريكاتوري لمحمد!
يقوم الاسلام السياسي بعد تحويل مقدساته الى مقدسات الجماهير بمطالبة الاخرين باحترام تلك المقدسات. ان القاسم الذي يجمع كل القوى البرجوازية الرجعية هو تقديسها للدين والوطن والعلم، والتراب والماء والسيادة والموتى والخ ولكن لاتضع اي قيمة للانسان الحي المعاصر. وكلما ازدادت رجعيتها ازدادت هذه الصفة عندها. فالانسان الحي ليس له اي قيمة امام تلك المقدسات بل يجب ان يموت من اجلها. في الواقع ان الشيئ المقدس الوحيد هو الانسان .
و من المعلوم ان تحديد المقدسات للمجتمع كانت دائما طريقة لسيطرة الفئات الحاكمة على المجتمع وقمعه. ان فرض المقدسات على المجتمع يسحق احد اسمى القيم والمكاسب الانساية التي جاءت عبر نضال مرير للبشرية وهو مبدا حرية التعبير. و لاتبقى له اي قيمة اذا وضع عليه شروط او قيود و لم يشمل حرية الانتقاد والسخرية من المقدس. لايوجد شيئ مقدس للجميع. ما هو مقدس لدى شخص او مجموعة هو امر تافة وسخيف عند الاخرين. ان قضية رسومات محمد لاتشذ عن هذه الحقيقة. الا ان تقيد حرية التعبير من خلال فرض المقدسات هو حيوي بالنسبة لكل الانظمة والحركات القمعية وخاصة الاسلام السياسي.

وبينما تتخذ حركات الاسلام السياسي من الاسلام اطارا فكريا ايديولوجيا للوصول الى السلطة والحكم و تطالب الاخرين بان لايمسوا تلك الاطر الفكرية والايديولوجية. اذا كان من حق الانسان ان ينتقد ويسخر من اي فكرة او رمز مهما كانت قدسيته عند اي مجموعة من الناس فان انتقاد الاسلام السياسي تتحدى مسالة انتقاد مقدس الى مسالة الصراع مع حركة سياسية بما فيه تعرية ايدولوجيتها لان الاسلام ليس مجرد دين بل هو ايدولوجية حركة سياسية. ان نفس هذا الاهتمام بالاسلام و التعرض له بالرسوم الكاريكاتيرية هو لكون الاسلام ايدولوجية حركة سياسية تصارع على السلطة في عالم اليوم، كما ان الدفاع المستميت عنه ياتي لكونه ايدولوجية هذه الحركة السياسية. بامكان الناس ان لاتعترض لدين اذا كان مسالة شخصية او نظام تفكير لافراد ولكن عندما يتحول الى برنامج سياسي وشكل للحكم يستحيل تجنب انتقاده وتعريته.
ان الترجمة العملية لمنع انتقاد محمد والاسلام في الدول المبتلية بالاسلام هو منع اي شكل من اشكال النضال ضد الانظمة والحركات الاسلامية. ان دفاع الاسلام السياسي عن الاسلام ورموزه ياتي في مسعى المحافظة على سلطتهم ونفوذهم. ان اي مس بالاسلام هو ارخاء سلطته وقبضته على الجماهير في الدول المبتلية بالاسلام والجاليات المهاجرة.
فهذه هي وقاحة ورياء الاسلاميين، يتخذون الاسلام هوية و يقومون في ظلها بكل جرائم القمع والقتل والاستغلال الذي يندى لها جبين البشرية ويتدخل الاسلام في ادق تفاصيل حياة الانسان وتتحكم القوانين والاحكام المستندة على الاسلام وما جاء في القرأن وماقاله وما قام به محمد بحياة الملايين من البشر ومن ثم يطالبون الاخرين ان لا يتعرضوا لتلك الهوية. وهذا هو جوهر الاستبداد الاسلامي. ان الاسلام هو البرنامج السياسي لحركة سياسية وهو وسيلة ادامة الاستغلال الطبقي على الطبقات الكادحة وانه وسيلة ادامة سلطة انظمة رجعية، انه وسيلة ادامة نفوذ حركات مغرقة في الرجعية، انها ايديولوجية اخرى للحكم ونيل حصة من قبل اقسام من برجوازية هذه البلدان، لذا لايمكن ان يبقى بكل اسسه ورموزه امور شخصية لايتعرض لها الناس بل سيتعرض الى التعرية.

اما بخصوص ان تلك الرسومات الكاريكاتيرية جائت من منطلق عنصري ومن جهة عنصرية، فان هذا الكلام قد يكون صحيحا، قد يكون الرسام او الناشر عنصريا ولكن هذا لايغير جوهر الموضوع،
ولايعطي اي حقانية للاسلام السياسي في هذا الصراع. هل يتغير سلوك الاسلام السياسي عندما ياتي النقد من احد مواطنين الدول المبتلية بالاسلام، اي عندما لايكون من منطلق عنصري ؟ هل ان الاف البشر الذين قتلهم الاسلام السياسي او زجهم في السجون بسبب نقد الاسلام وسلطته كانوا عنصريين؟ هل كان حسين مروة، و فرج فودة ومهدي عامل ، او تسليمة نسرية او سلمان رشدي او نجيب محفوظ عنصريين اوربيين؟ الا يقوم الانظمة المستندة على الاسلام بزج العشرات في السجون على مسالة حرية التعبير بتهم الاخلال بالامن والتحريض ضد النظام والفتنة؟
من ناحية اخرى لايمكن وضع اي قيد او شرط على حرية التعبير حتى وان كانت من اقبح واسخف الاشياء بما فيها عن الافكار العنصرية، طالما ان احداً لم يقم على اساس هذه الفكرة بالتدخل في حياة الناس وايذائهم..
و يجب ان لاتفوتنا حقيقة ان الدين الاسلامي هو واحد من اكثر الايدولوجيات العنصرية و الاسلام السياسي اكثر التيارات العنصرية في يومنا. اليس العرب خير امة اخرجت الى العالم فكرة عنصرية؟ اليس قتل اتباع الديانة المسيحية وتفجير الكنائس وتهديد الاجانب بحجةانهم في حرب مع الدول التي ينتمون اليها افعال عنصرية؟ اليس اهانة الاقليات الدينية والعرقية وليس معتقداتهم عنصرية؟ اليس اعتبار شعوب كاملة ابقار وثيران وخنازير بسبب نظرتها الى الجنس نظرة عنصرية؟ ان القران مليئ بالايات العنصرية والتي تحط و تقلل من قيمة الانسان على اساس طبقي وديني وجنسي وغيرها. ان عنصرية هذا التيار ليست موجهة ضد الغرب والاقليات في المنطقة فحسب بل الى الطوائف الاسلامية الاخرى.
اذا تركنا كل تاريخ هذا التيار جانبا فان ماقام به خلال الايام القلية الماضية كافيا لاثبات مدىعنصرية تيار الاسلام سياسي . ان الاعلام في الدول العربية والاسلامية لايكتفي بالتعرض لمقدسات الاخرين واتباع الديانات الاخرى فقط بل انه يتطاول على الاحياء ووجودهم الانساني وكرامتهم.

ان التبريرلهجمة الاسلام السياسي على حرية التعبير وعنفه بانه لايوجد مثل هكذا نقد ضد الديانات الاخرى وخاصة الديانة اليهودية غير صحيح تماما.
ان الكتاب والفنانين والجرائد تتعرض بالسخرية لكل الرموز الدينية. ان الرموز الاسلامية هي اقل الرموز الذي تعرض لها الاعلام الغربي خوفا من بطش الاسلاميين. ان قوانين معاداة السامية هي قوانين لحماية اشخاص احياء من المحسوبين على اليهودية من الاعمال العنصرية وليست من اجل منع الناس من انتقاد الديانة اليهودية او نبيها موسى ورمز من رموزها. اذا ازدادت الاعمال العنصرية ضد المهاجرين من البلدان المبتلية بالاسلام فيجب ان نناضل من اجل اصدار قوانين تحميهم وليس لحماية الاسلام ومحمد من النقد. وحتى اذا كان هناك تقيد على حرية التعبير على ديانة معينة فان الحل ليس فرض قيود على نقد ديانات اخرى بل النضال من اجل توسيع حرية الرأي. نفس هذه الحجة قدمت من قبل الاسلام السياسي واليسار الرجعي في الغرب فيما يخص المحاكم الاسلامية في كندا. بما انه يوجد محاكم للديانات الاخرى فلابد ان يعطى مثل هذا الحق للاسلام ايضا!



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الكاتب كمال سيد قادر والبلطجة العشائرية للحزب الديمقراط ...
- حول محاولات امرار دستور اسلامي في العراق
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟ ...
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟
- الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة ا ...
- الغاء البطاقة التموينية يخدم الجريمة والارهاب والفلتان الامن ...
- هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ ...
- بورصة نشطة لتجارة الدم في العراق نتيجة للارهاب الامريكي والا ...
- حرية التعبير هي من ابسط حقوق الانسان
- اختلافاتنا مع تقاليد اليسار الهامشي، رد على جليل شاهباز، الج ...
- الشيخوخة تصيب فرقة حميد تقواي في العراق
- الخلافات بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي-رد على جليل ...
- انا يساري فان لم تكن معي فانت يميني! رد على الرفيق جليل شهبا ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- جريمة اربيل والدور غير المباشر للاحزاب الحاكمة
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الث ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! - الجزء ا ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الا ...
- فصل اخر من فصول السيناريو الاسود، يخرجوه مجلس الحكم


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توما حميد - انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!