عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 5650 - 2017 / 9 / 25 - 21:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أَجِبني بصراحة: لِمَ خَلَقتَني؟
هل كنتَ في حاجة ماسة لوجودي حتى تخلقَني دون أخذ رأيي في الموضوع؟
و هل كنت تعلم بأني سأطرح عليك هذا السؤال المُحرِج (أو لعلّي أظنّه كذلك)؟
تقول (في أحد كتبك السماوية) إنك ما خلقتني أنا و الجن، إلاّ لنعبدك.
لكن، لا أنا و لا بعض الجن منهمكون في عبادتك، فما هو ردّك؟
يعني كلامك طلع مش صحيح يا قادر على كل شيء، و يا من يقول للشيء كن فيكون.
و مع ذلك تريدني أن أصدّق حكايات جنّتك و أهوال جهنمك؟
لقد أبَنتَ عن عجزك في جعل كل مخلوقاتك تؤمن بك و تطيعك، و هذا منذ بدء خليقتك و مشاجرتك مع مخلوقك الأُسطى إبليس رئيس أول حزب معارض في الوجود.
أمورك لم تسر على الشكل الذي رسمته حضرتك، و غيّرت برنامجك الذي خططتَه للتعيس آدم و المنحوسة حواء، فحكمت عليهم جميعاً بالإفراغ من جنّتك بسبب تفاحة أو بطيخة.
يا لتفاهة التعليل.
و هل الحكمة التي كانت في الأكل من تلك الشجرة هي أن تبدو لهما سوآتهما؟
ألم تقل إنها شجرة الحكمة و معرفة الخير و الشر؟
لقد أبنتَ عن أنك إله مدلّس و ناقض للوعود.
و تريدني أن أجاهد في سبيلك؟
هل أنت ضعيف لهذه الدرجة؟
لقد ودّيتنا في داهية و جعلتنا نقاتل بعضنا بعضاً طمعاً في مضاجعة الحورية التي تقدّر مقعدتها بعرض ميل من الأرض، فهل كان الميل وهو وحدة قياس موجودة في زمن النبي كما علّق على ذلك أحد الظرفاء؟
يعني نبي إنجليزي مش قرشي.
و ما هي القيمة الجمالية في مقعدة بقدر ميل؟
فهل أكلتَ أنت كذلك من الشجرة، فتغيّرت عندك مقاييس الجمال؟
لن أطيل عليك، فقط أجبني:
لِمَ خَلَقتَني؟
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟