أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردنو قضيتنا واحدة فلما نختلف















المزيد.....

كردنو قضيتنا واحدة فلما نختلف


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 21:37
المحور: القضية الكردية
    



قضيتنا واحدة ليس فقط ضمن جغرافية كردستان، بل في المنطقة كلها، وعليه فمتطلبات المرحلة من بدء الاستفتاء وما بعده على جنوب كردستان والفيدرالية في جنوب غربها، يحتاج إلى تكثيف النشاطات، وبغير الأساليب الكلاسيكية الماضية؛ وذلك على البعدين الخارجي والداخلي:
أولا، مع الدول والشعوب المجاورة، يتوجب علينا ككرد أن يكون لدينا مقدرة كافية؛ لكي تتقبل الشعوب المجاورة مقاصدنا، بنهجنا الكلاسيكي استحالت قدرتنا تلك على إقناع السلطات العنصرية الاستبدادية الاعتراف بحقنا في تقرير مصيرنا. في واقع الحال ما نقدم عليه لا تعادي مصالحها، بل تخلق قوة عصرية تنم بالحضارة والديمقراطية في المنطقة لمواجهة الإرهاب والتخلف والتطرف وإزالة أنظمتها الاستبدادية. وهذه القوة العصرية أساسها التآخي، ومن مهامها تكريس الإخوة في المنطقة. لتحقيق ذلك لا بد لنا من التركيز على توضيح الإشكالية التي تروجها تلك الأنظمة بين شعوبها لمعاداة الكرد، وتصعيدها كلما حاول الكرد اختيار الطريق المؤدي إلى الحرية، فمصلحتنا مشتركة، ومن دون الاقتناع بها من طرفهم، سيظل الظن قائما أن قيام كيان كردي سياسي مستقل سيخل بالمعادلة بين شعوبنا، بعكس ما سيؤدي إليه في خلق سلام دائم وتحقيق العدالة والمساواة في المنطقة، لو تفقنا في اطمئنان الإخوة في الجوار على أن هذه المعادلة الجديدة ستترسخ بوجود كردستان لا بتهميش حقوق الشعب الكردي، ومنع قيام كردستان. لهذا لا بد لنا من التوجه إلى البيئة المحيطة محاولين بكل عزم تغيير الصور النمطية المشوهة التي ركمتها أنظمتهم في أذهانهم عن الكرد وكردستان، والعمل على التخفيف من مخاوفهم في نشوء كردستان القادمة، وردم هوة العداوة بيننا، التي تسعرها سلطاتهم متى ما دعت مصالحها الذاتية، وموثقين أن المشكلة كامنة في الأنظمة المحتلة لكردستان وليست فيهم.
ثانيا، مع الدول الكبرى، لا بد من الإثبات، وبالعمل من اللحظة، والكلمة موجهة إلى حكومة الإقليم الكردستاني وإلى الإدارة الذاتية، قبل أحزابهما، على أن كردستان القادمة ستكون مغايرة في نظامها ونهجها على ما هي عليه الأنظمة القائمة في المنطقة، ستكون العدالة أساسا لجميع الشعوب المحتضنة مستقبلا، ستكون دولة المواطنة لتحافظ على حقوق جميع الأقليات الإثنية والقومية، وهو ما ذكره رئيس الإقليم الكردستاني الفيدرالي السيد مسعود برزاني، وتقوم به الإدارة الذاتية، في إعلامهم، ويتطلب من الإدارتين تطبيقها عمليا ليس فقط مع القوى والشعوب غير الكردية، بل مع الأطراف الكردية المعارضة، وخاصة في هذه المرحلة، وتأتي من خلال احترام الرأي الآخر، وتقبل الحوار مع الداخل المعارض والوقوف معا في وجه الخارج المهاجم، ولتعلم الهيئات الكردية الحاكمة، أن أنظار العالم المختصة بمنطقة الشرق الأوسط مركزة على المسيرة الكردستانية، وتدرك كل الخفايا، وهي مطلعة على أدق التفاصيل ومجريات الأحداث، وقد تختلف ما يقال لهم عما يستنتجونه، والنتائج كثيرا ما تنتهي على التقييمات وليس على المقال من قبل حكومات الإقليميين، فلنكن حضاريين وديمقراطيين عملا وقولا، أمام العالم وأمام أنفسنا.
ثالثا، وفي الداخل، من المؤسف أن القضايا الواردة في المقال السابق (لنتحرر من رواسبنا) تتوسع يوما بعد آخر بين المجتمع، وتمزق الشريحة العامة، وتتأثر بها أعداد غير قليلة من المثقفين الكرد، إلى درجة أصبحنا لا نناقش قضية كردستانية، أو ننقد حزبا دون عرض الطرف المخالف كمثال، أو كمقارنة، فلم يعد لدينا القدرة النقدية والمعرفية برؤية العالم الخارجي، ومقارنة البعد الكردستاني والسياسة الكردية بالجغرافية الخارجية والسياسة العالمية والدبلوماسية الدولية، كأن نقارن ذاتنا بدول أوروبية حضارية، أو بعض الدول الإقليمية، التي من أجل مصالحها ومصالح شعبها، تتعامل مع ألد أعدائها، وبالمقابل نحن لا نقبل الأخ الكردي المخالف سياسة أو نهجاً، دون تخوين.
لقد أصبحت من المسلمات ومن أسهل الأساليب، في واقع جنوب غربي كردستان، عند عرض أخطاء الإدارة الذاتية أو نقد دور أحزابها، وضع أحزاب المجلس الوطني الكردي في الكفة الأخرى من الميزان، وكأن كردستان جغرافية مجردة عن العالم الخارجي ووجودها محصورة بين طرفين كرديين متخاصمين، ولا أمثلة حضارية للمقارنة إلا الكتل الكردية الحزبية المتصارعة، علماً بأنهم لا يمثلون إلا جزء بسيط من المجتمع الكردي.
وفي البعد الكردستاني، لا حديث عن ال ب ك ك إلا وسيرافقه نقد للديمقراطي الكردستاني، وهكذا عن الاتحاد الوطني أو كوران وغيرهم، وبالعكس. وأي نقد للإدارة الذاتية لا بد وأن يكون الرد بالتهجم على الإقليم الكردستاني الفيدرالي، وهكذا دواليك، ومثلها عن القيادات الحزبية الكردستانية، ما بين السيد مسعود برزاني وعبد الله أوجلان أو مام جلال سابقاً، وعن قيادات الأحزاب الكردية في جنوب غربي كردستان إلى أن أصبحت أسماءهم معروفة أكثر من أعظم رؤساء العالم داخل المجتمع الكردي، ليست لخدماتهم بل على خلفيات التخوين المتبادل، والتلاسن، والتهم الباطلة، ولا شك لا ذنب للمجتمع الكردي في كل هذا، بل المتهم الأول والأخير هي السلطات الإقليمية، التي تسخر الأحزاب الكردية كأدوات، وتفرض الإملاءات على قياداتها المكبلين بنهج الماضي القديم، ولا يحركون ساكنا للتحرر، ولا نستثني هنا أطرافا من الحركة الثقافية الكردية المتأخرة في دورها التنويري والتشجيعي لإعادة الثقة بالذات، والخوف الأكبر من أن تستمر هذه الثقافة وتحتكر قادمنا، ولا نتمكن التحرر من الرواسب التي خلفتها الأنظمة الشمولية، خاصة وأننا نلاحظ، وبشكل واضح، أن محاولات تقبل الكردي الآخر، والتخلص من الإملاءات، وكذلك من الثقافة الشمولية التي تكاد تكون شبه معدومة في هذه المرحلة المصيرية.
مع ذلك، نود تذكير الإخوة في الحركتين الثقافية والسياسية، أنه بالإمكان تصحيح المسار، وإزالة الأخطاء، بوضع المصلحة الوطنية قبل الحزبية، والتحرر من هيمنة القوى الإقليمية، وعدم تخوين الآخر المخالف، وترك التلاسن، والإكثار من النقد البناء، مع الدخول في حوارات دائمة، مضافا إليها جميعا الاتفاق على نقاط وخطوط التقاطع، وتأجيل الخلافات إلى مرحلة لاحقة، فالظروف الداخلية والدولية أكثر من ملائمة لبلوغ كردستان، وإقامتها على الأسس الحضارية منذ البداية. وما نحتاج إليه هو الثقة بالذات، وقليل من الوعي.
والحديث موجه في معظمه إلى حكومة الإدارة الذاتية في جنوب غربي كردستان قبل أحزاب المجلس الوطني الكردي، وإلى حكومة الإقليم الفيدرالي والحزب الديمقراطي الكردستاني قبل الاتحاد الوطني والتغيير(كوران)، ولا يعني هذا أن الأطراف الأخرى من الحركة الكردية والكردستانية غير معنية بالأمر.

ولنا جولة أو جولات مكملة قادمة لهذا المقال عما بعد الاستفتاء.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
11/9/2017م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتحرر من رواسبنا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الخامس و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الرابع و ...
- كردستان القادمة عامل لتحضر المنطقة
- كرهاً بالكرد
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- أمريكا لن تغادر جنوب غربي كردستان قريبا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً-الجزء الثالث وا ...
- جور السلطة الاقتصادية على الحركة الكردية الثقافية الاتحاد ال ...
- جور السلطة الاقتصادية على الحركة الكردية الثقافية الاتحاد ال ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني و ...
- الخطط الاستباقية ضد الاستفتاء الكردي
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- متى ستزول المعارضة السورية
- زيارة نادية مراد لإسرائيل صائبة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء العشرون
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثامن ع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع ع ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردنو قضيتنا واحدة فلما نختلف