أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - ماذا استفاد العراق من كوردستان














المزيد.....

ماذا استفاد العراق من كوردستان


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 15:34
المحور: القضية الكردية
    


مرت 92 عام على انضمام كردستان الى العراق، ففي العام 1925 اجري استفتاء صوري لمجموعة من شيوخ الاقطاعيات في لواء الموصل وقرروا الانضمام الى العراق وليس البقاء مع تركيا....

وطوال هذا القرن (تقريبا) ماذا استفاد العراق من ضم منطقة كردستان، عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، وماذا تضرر؟

هذا السؤال قد يهمله البعض، في خضم الشد حول احقية الاستفتاء والاستقلال لكوردستان، رغم انه بدون الاجابة عليه يبقى راي المحلل السياسي والمتابع المتمعن بالاحداث ناقصا.

عمليا ضم كوردستان (ايام الانتداب البريطاني) كان يعني وضع لغم موقت في جسد الدولة العراقية الفتية انذاك، ففي كوردستان كانت هنالك نواة جيش وطني اسمه "البيشمركة" تاسست في العام 1917 بقيادة الملك محمود الحفيد، قبل تاسيس الدولة وقبل تاسيس الجيش العراقي.

لذلك كان من المتوقع نشوب حروب استقلال، خصوصا وان الحرب الاولى بدات بين الكورد والاستعمار البريطاني في العام 1919 قبل تاسيس الدولة العراقية بعامين، مما يعني وجود تجربة قتالية، واستعداد نفسي عند القادة والشعب والجيش الكوردي لمقاتلة العراق قبل تاسيسه.

لذلك فقد شكل وجود كردستان في جسد الدولة العراقية صداعا عسكريا مزمنا، لم تشفى منه الدولة العراقية الى هذه اللحظة. وظل العراق يعاني من ضعف في بناء منظومته الوطنية المتكاملة، ومن تشتت قواه وطاقته وتركيزه، على مدى ما يربو على هذا القرن من عمره.

وكان لذلك تبعات سلبية كبيرة على بناء علاقات متكافئة مع جارية الجديدين، ايران وتركيا، وعلى دوره في الاشتراك عسكريا في قضايا العرب القومية مثل فلسطين والاسكندرونه والجزر الخليجية، بل وحتى على تحرير منطقة عربستان الى الجنوب من العراق، بسبب ضعفه ونخوره من الداخل.

هذا عسكريا.. اما اقتصاديا فقد كان لمحاولات تعريب كردستان واستيعابها قسرا في جسد المجتمع العراقي خسائر اقتصادية، لا تقل عن الخسائر العسكرية.. فقد كانت ثروات كردستان التي تذهب لخزينة الحكومة في بغداد بالكاد تغطي الميزانية العسكرية وتكلفة مشروع التعريب..

في سبعينيات القرن الماضي، ومن اجل تعريب مدينة كركوك وحدها، كانت الحكومة مجبرة على تقديم مزايا ومغريات للعوائل العربية التي تقبل النزوح لهذه المدينة على شكل منح تبلغ 30 الف دولار للعائلة الواحدة، مع توفير سكن وعمل وتهيئة مرافق الحياة الاخرى لكي تكون بمستوى الاغراء الكافي للوافدين. وكان ذلك مكلفا، اقتصاديا، وثقيلا لدرجة ان الحكومة قد اضطرت فيما بعد لايقافه، بعد خسائر وعبء غير مبرر على الميزانية.

ومع فشل مشروع تعريب كركوك، اضطر العراق الى تهجير مئات الالاف من العوائل من المدن الكوردية خصوصا في الشريط الشرقي الممتد من خانقين الى جنوب قضاء بدرة في واسط، مما يعني ازالة قرى زراعية من الوجود وتخفيض المستوى الاداري، مثل عدم تحويل خانقين الى محافظة، رغم ان هذه المدينة التي شهدت اولى مشاريع الصناعة النفطية في العراق كانت على الدوام اكبر من المدن الاخرى التي تحولت الى محافظات، مثل تكريت على سبيل المثال.

وتم انزال المستوى الادراي لقضاء مندلي الى ناحية بسبب تهجير سكانها، وتم الغاء ناحية زرباطية وتحويلها الى قرية، وتبع ذلك الغاء وجود قرى من الخارطة. ويمكن معرفة مقدار الضرر الاقتصادي اذا عرفنا ان هذه المناطق هي من اخصب المناطق الزراعية، واوفرها مياها، ومساحتها تفوق مساحة فلسطين المحتلة، التي تصدر الحمضيات للعالم.

اجتماعيا، فشل العراق في بناء المجتمع القومي الموحد، او الامة العراقية، وكان سببه الاول هو وجود قومية بحجم القومية الكردية، لم تستطيع الحكومه، بل لم يكن بالمقدور صهرها، مما اثار النزعات الجانبية في المجتمع العراقي، وشكلت كوردستان مثلا للشيعة المدفوعين من ايران للاحتفاظ بخصوصيتهم، حتى العام 2003، ثم للاغلبية العربية السنية في غرب وشمال العراق بعد ذلك، بعد ان تراجعت امتيازاتها حتى صارت تواجه الصهر في جسد الطوفان الشيعي الايراني.

كنتيجة، فان وجود كوردستان في جسد الدولة العراقية كان هو السبب الابرز وراء حالة التمزق التي يعيشها النسيج العراقي اليوم، وعدم تلاحمه كوحده سكانية واحدة، هذا الذي يهدد اليوم بانهيار وجوده كدولة..

واتمنى مقابل ذلك ان نراجع مع انفسنا الفوائد التي جناها العراق من انضمام كوردستان، منذ تاسيسه الى اليوم؟ وهل يتعافى العراق من قرن من التمزق، بعد استقلال كوردستان، تدريجيا على الاقل، ام الافضل بقاء كوردستان جزءا من العراق لفترة اطول؟

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء
- ما سر العلاقة بين حزب الله وداعش؟؟
- ما السر.. اوربا تكافح النازية.. وتدعم الاسلام
- بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..
- من الذي يدفع الكورد باتجاه اسرائيل؟
- سانت ليغو.. تعديل ام تحريف؟؟؟
- مقتدى الصدر في السعودية... ساعي بريد لا اكثر
- عمار الحكيم... الخروج من شرنقة الصبى
- استفتاء كردستان وحرب المياه القادمة...
- تخويف الكرد الفيليين من استقلال كوردستان.. لماذا؟
- تركيا اكبر المتضررين من عزل قطر
- كوردستان والتجربة القطرية
- الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية
- الى المرشح الانيق.. زوروني كل سنة
- خلوها تعفن
- الجرح الدبلوماسي... اردوغان يأسف
- عمار الحكيم يفتح المزاد مبكرا
- الغرب يحتاج تركيا اليوم على قائمة الاعداء...
- عراق واحد ام عراقان... في ذكرى تهجير الكرد من واسط
- ازمة العلم في كركوك... 10 سنوات من حسن النية


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - ماذا استفاد العراق من كوردستان