أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مسافير - مبادئ في مهب الريح!














المزيد.....

مبادئ في مهب الريح!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 09:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مناضل يساري علماني، تزوج ابنة قيادي يساري معروف...
زوجته هذه، ونظرا لتنقلات زوجها "النضالية"، لازمت البيت بشقائه وتربية أبنائها، فرغم أنها كانت خريجة الحركة الطلابية، وأنفقت جزءا هاما من حياتها في حضور حلقات النقاش والندوات والجمعيات، إلا أن اعتكافها في البيت سنوات الزواج، أثر في شخصيتها سلبا حتى غذت شأنها شأن باقي بنات شعبنا، دون أن تتميز عنهن في شيء، حتى في طريقة لباسها وكلامها وتعاملها مع الأبناء...
فبالإضافة إلى أنها تتحمل جزء مهما من المسؤولية، فإن زوجها أيضا يتحمل الجزء الأكبر، كانت تلك إرادته كما يحكي المقربون منه، كي يستطيع التفرغ إلى محاضراته في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق المرأة، والغريب في الأمر كذلك، أن نقاشه وأفكاره كانت مسموعة جدا بين أفراد عائلته، حتى تفاءلت منه أخواته خيرا، وخلنه سيتنازل عن الجزء الشرعي من الإرث لفائدة المساواة التي ينادي بها، لكنه أخذ حصته المضاعفة دون أن ينبس بكلمة في الموضوع...
المناضل أفعال وأقوال... مبادئ وتجسيد...
لا معنى لأن ننادي بالقيم... دون أن نعيشها، أن نحياها...
وتأجيل المبادئ والقيم... لا يعني إلا الانتهازية والوقاحة النضالية..

في إحدى الوقفات التضامنية مع حراك الريف، التقيت بإحدى الصديقات المناضلات، وهي من أشرس المدافعات عن حقوق المرأة بالمدينة، كانت حاضرة في الوقفة بقوة هي وابنتها الصغيرة ذي الأربع سنوات التي كانت أيضا مشروع مناضلة، تحفظ الشعارات وتصرخ بها جهد أيمانها وهي تلوح بقبضتها الصغيرة عاليا في السماء...
لحظة اندفاع أجهزة القمع نحو المتظاهرين، انسلت جانبا وهي تشد قبضتها على يد ابنتها، استطاعت الانفلات جزئيا من المجزرة، وكانت ابنتها تصرخ من الهلع وتطلب من أمها الإسراع في الركض، بينما تحاول هي التهدئة من روعها:
- لا تخافي يا بنيتي، إنهم لا يضربون النساء!!
سألت ابنتها باستغراب:
- لكن لماذا لا يضربونهن؟!
لم تدر مناضلتنا النسائية أول الأمر بما تجيبها، لكنها سرعان ما تغلبت على الصمت ونطقت بما لا ترتضيه نفسها:
- لأنهن ضعيفات، لا يضربونهن لأنهن ضعيفات... لكن الرجال أقوياء، وظهورهم تستطيع احتمال الضرب!!

صديق آخر... كان ماركسيا في سنوات مضت، تزوج بفتاة من البادية، وحين سألته عن السبب، قال أفضلها زوجة أمية لا تعرف عن شعارات الحقوق والمساواة شيئا، الأمية هي فقط من يمكنها إسعادي، لأني حينها، سيكفيني أن أغسل لها الأواني مرة في الشهر، كي تعتبرني ملاكا...



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية والدين والمجتمع!
- الأسود يليق بك!
- ومن الدين والتقليد ما قتل!
- نساء من فولاذ!
- الإنسانية والدين!
- صلاعمة في الحانة!
- رأي في أشرف الخلق!
- صرخة نملة!
- أئمة القرن الواحد والعشرين!
- الحب والسياسة!
- رأي في القرآن!
- خدعة الزمن!
- السياسي في بلادي عاهر أو قواد!
- سوء فهم!
- قصة فاطمة
- خطيبتي... هاكِ شروطي!
- تنويعات إنسانية!
- دمعة... وابتسامة!
- مأثورات مُسافيرية!
- المدارس في أنظمتنا سجون وأحيانا قبور!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مسافير - مبادئ في مهب الريح!