ايها الرفاق:
انه لامر عظيم ان نرى هذه المظاهرات الضخمة في مختلف ارجاء العالم ضد العسكرتارية وميل امريكا للحرب. هذه الحركة مهمة جدا لمنع او تغير مجرى هذه الحرب ضد الجماهير في العراق. ولكن هذه الحرب تصبح وشيكة ولذا فان العبئ على عاتق هذه الحركة يزداد. نحن جميعا مطلوبون لزيادة الجهود و النضال بدون توقف لمنع حدوث هذه الحرب. ان سبب كون عددنا اليوم في حدود الالف وليس الملايين هو ان الطبقة الحاكمة من خلال اعلامها المأجور قادرة على اخفاء الاسباب الحقيقة من وراء هذه الحرب و ما ستؤدي اليه من نتائج.
لن تجلب هذه الحرب الا المزيد من الدمار و المأسي للجماهير. يجب علينا النضال ضدها. يجب علينا تقوية الحركة المناهضة للحرب. هناك مئات الاسباب لكي نقف ضد هذه الحرب ومنها.
• تدعو الادارة الامريكية بان خسائر هذه الحرب ستكون محدودة. لقد سمعنا مثل هذه الاكاذيب قبل الجولة الاولة من هذه الحرب عام 1991 ولكن هذا غير صحيح. نتائج هذه الحرب ستكون كارثية على الجماهير في العراق والعالم. ان نتائجها قد بدات منذ الان، فألاف من الناس قد فروا من مدن كردستان الى القرى البعيدة والكثير يفقدون حياتها لاسباب بالامكان تلافيها. ان الهجوم على العراق سيعني مرة اخرى تدمير الاسس الاقتصادية لهذا البلد بدءا من محطات الكهرباء و شبكات تصفية مياه الشرب والمستشفيات و المدارس والطرق و الجسور وغيرها كما حدث عام 1991. ان الخسائر لايمكن ان تكون محدودة. هذه الحرب ستشمل على اسقاط الاف الصواريخ والقنابل على رؤوس الجماهير و محاصرة مدن و ستكون بغداد الساحة الرئيسية لهذه الحرب. وكما تعلمون فأن امريكا قد ابدت من قبل استعداد على قتل الالاف من اجل منع وقوع ضحية واحدة في صفوف قواتها. والاكثر من ذلك ان هذه الحرب بالنسبة للنظام العراقي ستكون حرب الموت او الحياة. فهل بامكان احد ان يضمن بأن النظام العراقي سوف لن يستخدم الاسلحة الكيماوية؟ واذا استخدمها ماذا سيحصل؟ هل سيمتنعوا من قصف بغداد بقنبلة نووية؟ هل نسينا هيروشيما ونكزاكي وفيتنام؟
أن اسقاط نظام صدام الاجرامي يجب ان لايكون على حساب تدمير حياة الجماهير في المنطقة بما فيها الجماهير في العراق. ان النظام العراقي بالامكان اسقاطه باسقاط قنبلة نووية على العراق ولكن يجب ان لانقبل بهذا الامر.
• يدعون بان هذه الحرب سوف تضمن مجيئ نظام الى الحكم يحترم حقوق الجماهير في العراق. نحن نعرف جيدا ما هو بديل امريكا لنظام صدام الدموي. في ايران بعد ان اسقطت الملكية اتوا بالجمهورية الاسلامية الى الحكم. مثل هذا الوحش سيفرض على الجماهير في العراق. أن الخطط الامريكية ستتظمن البقاء في العراق لمدة 18 شهر على الاقل و الحكومة ( صناعة امريكا) والتي يفترض بها ادارة الامور الثانوية ستكون خليط من عصابات متخلفة، مجرميين، جنرالات ورؤساء عشائر وملالي في قمة الرجعية. فمع سقوط النظام العراقي سوف يأتون ببديل مشابه و مغرق في الرجعية.
• نتيجة هذه الحرب سوف لن تكون اضعاف الارهاب الاسلامي بل على العكس سوف يقوى هذا الارهاب. انه سيجد ارض خصبة للنمو و حشد المزيد من القوى. ان الجرح الذي سيلحق بالناس في المنطقة سوف يستغل من قبل هذه الحركات. ان الهجوم الامريكي سوف يؤدي الى توسيع الارهاب. وستؤدي هذه الحرب الى تقوية تيار رجعي اخر هو التيار القومي.
• هذه الحرب سوف تضمن موقع افضل لامريكا وهذا امر مضر جدا للجماهير في العراق والمنطقة والعالم. اذا اصبح لها قاعدة دائمية في العراق فان الولايات المتحدة الامريكية سوف تصبح في موقع افضل و سيساعدها ذلك على عمل كل ما تريده في المنطقة، وهذا لن يكون بمستقبل باهر للجماهير و الحركات الراديكالية.
ايها الرفاق:
يقدمون هذه الحرب على انها من اجل انهاء خطر الارهاب ولكن اليوم الذي يلي انتهاء هذه الحرب سوف لن يكون هناك سلاما في المنطقة والعالم اكثر من الوقت الحاضر بل ان الارهاب و العسكرتارية و الدكتاتورية سوف تحدد ملامح العالم و المنطقة. سوف تشجع فاشية مقابل فاشية اخرى . لاننسى بان تنظيم القاعدة ظهر بعد الحرب في عام 1991 وهو يعرف نفسه بانه رد فعل لتلك الحرب ونتائجها.
انهم يقولون بان هذه الحرب هي نتيجة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل و لان العراق قد استخدم تلك الاسلحة من قبل. ولكن أليس لأمريكا و بريطانياو باكستان والهند و اسرائيل و فرنسا و روسيا و الصين مثل هذه الاسلحة وبكميات اكبر. أليست امريكا الدولة الوحيدة التي استخدمت الاسلحة النووية. هل هناك اي شك من استخدام امريكا للاسلحة الكيميائية و البايولوجية في حرب فيتنام؟ الم تكن الولايات المتحدة و الغرب من دعم العراق عندما استخدم الاسلحة الكيميائية؟. ألم تكن أمريكا من استخدم اليورانيوم المغضب في حرب الخليج نفسها. ألم تكن امريكا من استخدم اخطر انواع اسلحة الدمار الشامل، اي الحصار الاقتصادي لاكثر من 10 سنوات ضد السكان في العراق.
انهم يقولون بان النظام العراقي هو نظام قمعي ولكن هل اصدقاء امريكا في المنطقة اقل قمعا.
أيها الرفاق:
ان هدف هذه الحرب هو ترسيخ موقع امريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم. هي محاولة لترسخ النظام العالمي الجديد ليحل محل النظام الثنائي الاقطاب لمرحلة الحرب الباردة. لاكثر من10 سنوات و امريكا مشغولة بترسيخ هذا النظام وهذه الحرب هي جزء من هذه المحاولة. هذه الحرب هي لترسخ سياسة تسمى سياسة الضربة الاستباقية. مع تثبيت هذه السياسة، سترى الجماهير في اي بقعة من العالم نفسها بمواجهة القوة الامريكية الغاشمة اذا رفعت مطلب لايتوافق مع المصالح الامريكية.
لهذا فان هذه الحرب يجب ان لاتحصل. يجب ان نقف بكل قوة ضد حرب وارهاب و عسكرتارية الحكومتيين الامريكية و البريطانية. وفي نفس الوقت يجب ان لا نسمح بأن تستغل هذه المظاهرات من قبل الحركات الرجعية الاسلامية و النظام العراقي المجرم. يجب ان لا نسمح لهم بأن يستغلوا النضال العادل لهذه الحركة. هذه القوى بالضد من الطبيعة الانسانية، بالضد من الحقوق المدنية و السيالسية و الفردية. يجب ان لانسمح لهم بان يطرحوا انفسهم كممثليين وكالصوت المعبر عن مصالح الجماهير في العراق و المنطقة وان يستمدوا الشرعية من هذه الحركة. مجرد الهتاف بشعارات معادية لامريكا ليست دلالة على التقدمية. أن الحركة المعادية للحرب لها رسالة انسانية لاتتطابق مع الطبيعة الرجعية لهذه الحركات. الحركة المعادية للحرب يجب ان تكون قوة لانهاء الاعتداء الامريكي على الجماهير في العراق و انهاء القمع و القتل و الاضطهاد و التميز المفروض عليهم من قبل النظام البعثي.
يجب ان نرفع صوتنا و نقول: لا للحرب الامريكية، لا لبديل امريكا، لا للحصار الاقتصادي، لا للنظام العراقي و الحركات الاسلامية الرجعية.