سمير يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 22:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نتفاجأ مطلقا بما يدور في العراق الْيَوْمَ . فالبلد لا زال ينزف من جراح داعش وإذا بالأستاذ مسعود برزاني أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني يتمسك بمبادرته بإجراء استفتاء استقلال اقليم كردستان من العراق خلافا للدستور العراقي. والعجيب ان الاستاذ البرزاني كان دائما يردد ان الأكراد سيتمسكون بالدستور العراقي طالما تمسك به الآخرون. والعجيب ان الآخرين مازالوا يتمسكون بهذا الدستور غير المنصف للاغلبية والذي هو في صالح الأقلية وأصبحت الاقليه رافضة له. وهو امر غريب يدل، ان دل علي شئ ، علي وجود مؤامرة واضحة . والغريب هذه الأيام ان الصحافة الغربية الأوربية والأمريكية أصبحت تتكلم بصراحة عن وجود مخطط سعودي متواصل ضد العراق. وبالتاكيد فإننا لا نتوقع ان تقوم حكومة بغداد باتخاذ اَي اجراء ضد من يتآمر علي العراق فحكومة بغداد غير موجودة علي ارض الواقع.
واليوم أصبحت حكومة بغداد عاجز عجزا كاملا عن فرض سيادتها علي أراضيها وفقا لما جاد به الدستور العراقي.
وفِي حقيقة الامر ما يجب مناقشته هذه الأيام هي الظواهر المؤسفة والتي جعلت العالم اجمع يسحب احترامه للعراق. علي سبيل المثال، صرح سفير العراق في هولندا انه لا يتشرف ان يكون عراقيا (!!) وكذلك موقف الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي أعلنت ابنته ان والدها يستلم تعليماته من كردستان (!!) وماذا عن القسم الذي اتخذه امام الجميع؟؟ فالرئيس العراقي ليس رئيسا علي العراق !!! هل تصدقون هذا الكلام؟ والاغرب ان البرلمان العراقي لم يسحب الثقة منه بعد كل هذه الأحداث.
ما يجري في العراق الْيَوْمَ امر حتمي بوجود النخبة السياسية الحالية والمعروفة بعدم نزاهتها واهتمامها بمصالحها الشخصية والتي أصبحت معروفة للجميع. وقد طالبت المرجعية الدينية الْيَوْمَ عدم انتخاب غير النزيهيين ورفض القيادات الفاسدة. الا ان كلام المرجعية هذا ينقصه آلية التطبيق. فالهيئة المستقلة للانتخابات غير مستقلة وتسيطر عليها الأحزاب الفاسدة. وهذا سيؤدي الي حالات من التزوير واسعة النطاق بحيث تتمكن النخب الفاسدة من البقاء في السلطة.
حالة الضعف والفوضى هذه فتحت الأبواب على مصراعيها لدخول المؤامرات الواحدة تلو الاخرى. وقد وجدت الدول المتآمرة في اقليم كردستان أرضا رحبة وملاذا ومنصة للتآمر. ويبدو ان قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني رحبت ومازالت ترحب بمن يرغب بالتآمر على العراق . ويبدو ان الاستاذ البرزاني يجد في المتآمرين علي العراق رفاقا له فهم يهدفون لاضعاف العراق وهو ما يصبو اليه ويرغب بتحقيقه.
ان قرار الاستفتاء في غير صالح الأقلية الكردية وذلك لان مثل هذا القرار سيزيد من مشكلات العراق ولا يفتح بابا حقيقيا لحل المشكلات الجذرية . فلا يمكن ان يجري مثل هذا الامر بمعزل عن إيجاد حلول لجميع مشكلات جميع مكونات الشعب العراقي. وقد طالب تجمع سومريون بايجاد حلول حقيقية لجميع مكونات العراق من شيعة وسنة واكراد اضافة لبقية الأقليات . اذا جري مثل هذا الاستفتاء بالتنسيق مع بقية مكونات الشعب العراقي لوجدنا تأييدا ودعما بدلا مما يحدث هذه الأيام من رفض كامل لمشروع الاستفتاء بوصفه مؤامرة اخري تضاف لسجل المؤامرات.
سمير يوسف
#سمير_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟