أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - حكايتان من -التجربة الدنمركية-!














المزيد.....

حكايتان من -التجربة الدنمركية-!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتابعة الإعلامية السريعة والمنهكة لمظاهر الأزمة بين العالم الإسلامي والدنمرك على خلفية نشر الرسوم المسيئة للرسول جعلتنا نبذل جهدا ووقتا كبيرا في الشؤون السطحية بدون أن نحاول الغوص عميقا في جذور هذه الأزمة والإجابة على الأسئلة الأكثر أهمية التي تركت بدون جواب حتى الآن، ولكنها ستخضع إلى المزيد من التحليل بعد أن نصل إلى حالة من الهدوء والتقاط الأنفاس.
أحد أهم الأسئلة التي ثارت في الأزمة كان يتعلق بالمواجهة بين الرموز الدينية وحرية التعبير، وكان الإدعاء الثقافي الأوروبي والغربي على وجه العموم يشير إلى أن حرية التعبير في الغرب هي حرية مطلقة، وأن المشكلة تكمن في العالم الإسلامي الذي لا يحترم هذه الحرية أو يقدرها، وقد نشرت مجلة نيوزويك الأميركية ذائعة الصيت موضوع الغلاف لهذا الأسبوع تحت عنوان: الإسلام والحرية: هل كتبت عليهما المواجهة؟
هذا المنطق لا يصمد أمام الوقائع، فحرية التعبير في الغرب ليست مطلقة، ولكنها انتقائية وتعمل ضمن سياق المعايير المزدوجة، ودعونا نثبت ذلك بقصة. في الأسبوع الأخير من العام 2005، وتمهيدا لمؤتمر قمة دافوس الذي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي تم نشر العدد الأخير من مجلة Global Agenda التي تصدر عن المنتدى وفيها مقالة كتبها الناشط الفلسطيني-الأميركي مازن قمصية ويوثق فيها عن توجه المؤسسات المدنية في العالم نحو مقاطعة إسرائيل بسبب سياساتها العنصرية. المقال كان تحليلا علميا، بالوثائق والمعلومات والأرقام واستخدام المراجع ولكنه لم يصمد في امتحان حرية التعبير الغربية، حيث ثارت ثائرة إسرائيل والمؤسسات المدافعة عنها واللوبيات الصهيونية وتم سحب الأعداد من التداول الورقي، وشطب المقالة عن الموقع الإلكتروني وقيام السيد كلاوس شواب بالاعتذار شخصيا لإسرائيل عن هذا الخطأ التحريري الكبير في السماح لهذه المقالة بالنشر! حرية تعبير مطلقة إذا، لا تجعلوني أضحك!
السؤال الثاني في "التجربة الدنمركية": كان حول قيام صحيفة يولاند بوستن بالدعوة إلى إعداد هذه الرسومات ونشرها، وهل كان عملا فرديا أو ساذجا أم أن لا أبعادا فكرية وإيديولوجية سابقة؟ في هذا السياق لا بد من التركيز على السيرة الذاتية غير العطرة للسيد فلمنغ روز المحرر الثقافي للصحيفة، وبما أن الإنترنت لا تبقى قيودا أمام المعرفة فإن البحث البسيط عن إنجازات هذا المحرر الثقافي تعطي فكرة واضحة عنه.
السيد فلمنج روز ليس محررا ثقافيا ساذجا ولا محررا يهدف إلى الترويج بل يحمل فكرا عقائديا عنصريا بامتياز، تتوجه علاقته الوثيقة مع أشهر منظري اليمين الصهيوني الأميركي وأحد رواد فكرة صدام الحضارات ألا وهو دانييل بايبس مؤسس ومدير منتدى الشرق الأوسط وهو من أهم مراكز الفكر اليميني المتشدد ضد الإسلام والمنظر لمفهوم صراع الحضارات وخاصة بين الغرب ممثلا بالولايات المتحدة والحضارة الإسلامية، كما أنه من اشد المؤيدين لليكود والرافضين للتسويات السلمية أو أي نجاح للفلسطينيين في تحقيق سيادتهم على الأرض الفلسطينية.
من الواضح أن فليمنغ روز هو عضو في تلك الشبكة من "المثقفين" الغربيين ذات التوجه اليميني المتعصب، والذي قد يكون مرتبطا بالصهيونية العالمية والذي يحاول الترويح لمفهوم صراع الحضارات ووضع أغلبية المسلمين في مواجهة أغلبية الأوروبيين والأميركيين لخدمة أهداف متعصبة، ولكن ما أحس بالكثير من الأسف تجاهه هو أن بعض السلوكيات المتعصبة التي قامت بها بعض الجماهير المسلمة في حرق الأعلام والسفارات والتهديد بالقتل والتدمير قد ساهمت جميعها في تعميق فكرة صراع الحضارات وبالتالي تحقيق النجاح لدانييل بايبس وفليمنغ روز وعصابتهم. وهذا ما يتطلب دورا أكثر وعيا من المثقفين العرب لصد كل محاولات الإنحدار نحو ثقافة الكراهية المتبادلة وعدم تسليم العلاقة الإسلامية مع 5 مليارات شخص في العالم إلى أشخاص مثل أيمن الظواهري وبن لادن وأبو حمزة المصري ودانييل بايبس وفليمنغ روز.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تصبح العلمانية عقيدة متعصبة
- أسلحة العولمة في المواجهة الإسلامية- الدنمركية
- السلطة التنفيذية حق مشروع لجبهة العمل الإسلامي...ولكن!
- ما هي السيناريوهات الأردنية بعد فوز حماس؟
- التصويت لعجائب الدنيا السبع الجديدة: ثقافة أم تجارة؟
- الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!
- مع الشعب السوري: بيان لمثقفين وصحافيين أردنيين
- تقارير المنظمات الدولية عن الأردن: وجهات نظر وليست اعتداء عل ...
- أزمة حركات مناهضة العولمة في الأردن
- المرحلة القادمة في الخطاب -القومي الثوري-: إيجاد مبرر لاغتيا ...
- قانون مكافحة الطبقة الوسطى في الأردن قبل قانون مكافحة الإرها ...
- مراقبة الإنترنت في الأردن: بين حقوق التعبير وتهديد الإرهاب
- بعد بيان الزرقاوي...سقوط نظرية -إبحث عن المستفيد-!
- مواجهة ثقافة الإرهاب تتطلب مناخا من الحريات والمشاركة العامة
- تفنيد الأوهام العشرة المستخدمة لتبرير الإرهاب!
- العراقيون أخوة لنا!
- هل يغسل الدم الأردني الغشاوة عن أعين المتعاطفين مع القاعدة؟
- أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي
- لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!
- الانتخابات العراقية: نحو رؤية الصورة الشاملة!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - حكايتان من -التجربة الدنمركية-!