|
مسيحيون مصر بين المطرقة والسندان
جمال رفعت
الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 20:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- فى مصر ،حيث الجهل يحتل المرتبة الأولى ليليه فى المرتبة الثانية التدين الجمعى الزائف . - يتم تكفير المصريين المسيحيين ، عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وعبر المساجد والمآذن والمناهج الدراسية* ، عن طريق تلاوة آيات علانية مثل/ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ والمعروف أن المسيحيين يؤمنون أن المسيح أبن مريم ، أبن الله .. بل هو الله نفسه متجسدآ فى صورة إنسان . وأيضا . لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ونحن نعلم أن المسيحيون يؤمنون أن الله ثلاث فى واحد أى الأب والأبن والروح القدس ، ونعلم ( المسيحين ) يؤمنون باله واحد *، ولكن هنا اشاراة من النص القرآني إلى المسيحيين بغض النظر عن سوء التفاهم أو صحته فى عبادة ثلاث او عبادة ثالوث . - اذآ ، هنا المسيحى بالنسبة للمسلم كافر ، وما أدراك بما ينصه الدين من معاملة للكفار !! - ولن اشرع فى النسخ واللصق للنصوص الدينية .. - على صعيد آخر ، نرى الخطابات الدينية التى تتسم بالسماحة من حيث القول والدبلوماسية لا الفعل والإيمان ، بأن المسلم أخ* للمسيحى والعكس، بضغط سياسى بحت* . - فهنا لا نفهم ، هل هذا إنفصام أم زيف !! - كما أنه بجانب التكفير ، يتم معاملة مسيحيون مصر والنظر لهم ك " أقلية " ضعيفة تعيش فى مصر تحت حماية وسماحة الأغلبية ألا هم المسلمين ! . - لنعلم أن .مسيحيون مصر هم مواطنون ينتمون لجينات وعرق وتاريخ المصريون القدماء ومنذ البدء وهم فى أرض مصر ، هم ليسوا مجموعة أجنبية وافدة للعيش فى مصر مع المسلمين سكانها ، هم موجودون فى مصر من قبل ظهور الإسلام وقدومه من دولة أجنبية أخرى ألا وهى شبه الجزيرة العربية وقت غزوها مصر ، أى قبل أن يكون هناك مصريين مسلمين الديانة ، كما أنهم موجودين فى مصر من قبل ظهور المسيحية على يد يسوع الناصرى الفلسطيني ونشرها لدينا القديس مار مرقس ، أى ان المسيحين المصريين هم مصريين الجنسية قبل ان يكونوا مسيحيين الديانة . - مسيحيون مصر ، هم ليسوا الدخلاء* لمصر . بل الأديان السماوية هى الدخيلة على مصر ، تارة من شبة الجزيرة وأخرى من فلسطين . - المصريين ، اعتنقوا الأديان التى صنعوها، والتى وفدت إليهم ، سواء الإسلام او المسيحية أو غيرهما ،وهذا ليس بجديد فالمصريين اعتنقوا على مدار تاريخهم عشرات الأديان ، ولم يتم وصف أى فريق سواء كان كثير أو قليل اعتنق دين ما ، بالأقلية ،فالكل مصريون ، تعتنق المجموعة ما تريد وكما تريد ،فى النهاية الوطن والجنسية واحدة بغض النظر عن الفكر *أو الدين الذى تم اعتناقه . - وهذا ما فشل فيه المسلمين المصريين بعد تلقينهم أفكار غريبة *وعنصرية ،مفادها أن المسيحيين المصريين أقلية فى مصر . مثل الأقليات المسلمة فى بعض الدول الأوروبية ( المسيحية* ) . - هناك خطأ واضح وربما متعمد* لمفهوم الأقليات لدينا . - المجموعات المسلمة التى تعيش أو تعمل فى الدول الأوربية، هى بالفعل أقليات ، وليس ذلك بسبب ديانتهم أو إختلاف ديانتهم مع ديانة الدولة ، المسيحيين المصريين مثلآ فى أمريكا هم أيضا ضمن الأقلية المسلمة المصرية هناك ، الأقلية تتطلق على أصحاب الجنسيات المختلفة عن جنسية الدولة المستضيفة لهم . - مثال . فى أمريكا التى ديانتها* المسيحية ، المصرى المسلم والمصرى المسيحى هما أقلية فيها . وذلك لأن جنسيتهم مصرية وليست أمريكية ( بالطبع لا يعتبر المصرى سواء مسلم أو مسيحى من الأقلية فى أمريكا إن حصل على الجنسية الأمريكية ) . فلن تعترف أمريكا بأن المسيحى المصرى ليس ضمن الأقليات فى بلدها لمجرد إنه يحمل نفس ديانة الدولة . الأمر يتعلق بالجنسية . - فكيف فى مصر ، يتم وصف ومعاملة المسيحيون الذين هم مصريون ويحملون الجنسية المصرية ب أقلية !! - على الهامش .. إن كان المسيحيون فى مصر أقلية . فى الحروب التى خاضتها مصر القرن الماضى ، قد كان المسيحيون يحاربون يدآ على يد مع المسلمون ، هل كان المسيحيون فى تلك الحروب جنود مرتزقة ؟ هل كانوا يحاربون ويستشهدون للدفاع عن دولة المسلمين ضد أعدائهم ؟ أم يحاربون من أجل وطنهم مصر ضد أعدائه !! - لابد أن أوضح أن مصطلح الأقلية ذاته ، ليس وصف مشين فهو مجرد وصف كمى لمجموعة من البشر الذين لهم كامل حقوق الإنسان ، الذين يعملون أو مقيمون فى دولة غير دولتهم ( لم يحملون جنسيتها بعد ) . وهنا أحاول نزع ذلك الوصف عن مسيحيون مصر، ببساطة لأنهم ليسوا أقلية، لأن لا يوجد مواطنين مهما كانت ديانتهم أقلية فى دولتهم . - نعم الإسلام هو دين الدولة الرسمى* وتابعيه أكثر من تابعين المسيحية ،و لكن هذا ايضآ، لا يجعلنا نطلق على المسيحيون أقلية ، لأن هنا إختلاف فى الدين لا الجنسية . ( علامة * تشير إلى بعض التحفظات التى لم أتوقف عندها فى هذا المقال لعدم الإخلال بالهدف المرجو منه وسيتم التطرق لها فى مقالات قادمة - الكاتب )
#جمال_رفعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا وسطية فى الدين
-
ما الذى حولك يجعلك لا تؤمن بوجود إله ؟
-
آباء ولكن مجرمون
-
اليأس والعدمية
-
لم ولن يأتي من السماء أحد لنجدتنا
-
مصر : هذا ما حذرت منه .. و هذا ما أحذر منه
-
المشكلة الرئيسية
-
الله يحتضر !!
-
الحيوان المتذاكى !!
-
النصر او الشهادة !!
-
المعرفة قادمة لا محال !!
-
الدين و الإرهاب وجهان لعملة واحدة !!
-
الارهاب فكر قبل ان يكون فعل !!
-
لادينية الناصرى !!
-
مجتمع محافظ ام مجتمع حافظ !!
-
كنيسة الجهل و التجهيل !!
-
الحكومة مصدره لينا الطرشه !!
-
المسيحيون و الوجه الملائكى !!
-
يصنعون الإرهاب ، و يتسألون ، من أين أتى ؟!
-
العلم و الدين و الالحاد !!
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|