عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 02:05
المحور:
سيرة ذاتية
الأكراد الذين احبّهم .. ولا شيء آخر
الأكرادُ أهلي وأخوتي واصدقائي .
لا مُجاملة في ذلك ولا مِنّة .
فأنا من جيلٍ عاش معهم اجمل ايّام عمره في زمن السِلْم .. وأسوأ ايّام عمره (وأعمارهم) في زمن الحروب السخيفة .
لم نكن نعيشُ معاً فقط .. بل كُنّا نُقتَلُ معاً أيضاً .. ولي أصدقاء كُرد قُتلِوا في حروبٍ شاركنا بها معاً بلا معنى .. ولا أزال افتقد حضورهم معي الى هذه اللحظة .
لن أنسى خسائرنا في "حروبنا" معهم منذ كنتُ صبيّاً في اوائل الستينيّات من القرن الماضي .. فقد كان الموتُ يومها نادراً ، والقتلى قليلون .
ولكنّني لن أنسى أيضاً ، وابداً ، أنّ العاملين منهم على خطّ اربيل - بغداد (بسيّاراتهم المرسيدس "القجمة") كانوا يقفون في كراج النهضة في بغداد منتصف السبعينيّات ويصيحون : هاولير .. هاولير .. فنصعدُ فيها نحنُ الجنود "العَرَب" ، ويذهبون بنا الى ثكناتنا في اربيل واطرافها آمنين .. رغم أنّ من المفروض أن يكونوا هم المتمرّدون "العصاة" ، ونحنُ الجنودُ الذين نحاربهم آنذاك .
و لن أنسى ايضاً كيف كنا نقفُ معاً متجمدّين من البرد في ليالي الشمال الطويلة ، لنحمي ثكناتنا ، دون أن نسأل مِنْ مَن .. لتكون تلك اللحظات ، احدى مفارقات العراق الساخرة المريرة .
و لن أنسى كيف كنّا نتقاسمُ الخوف والخبز الأسودَ والخنادقَ والموت .. والمحبة ايضاً .. في الحروب التالية الكثيرة .
هؤلاء هم "الكورد" الذين أعرفهم .. وأحبّهم .. ولا شيء آخر .
سلاماً لنا .. ولَهُم ..
وامناً .. ومحبة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟